في اجتماع برلين حول الأزمة الليبية.. مساعٍ دولية جديدة لإنقاذ الوضع بالبلاد

الخميس 11/يونيو/2015 - 06:23 م
طباعة في اجتماع برلين حول
 
انتهى أمس الأربعاء الاجتماع الذى عقد في برلين، بشأن الأزمة الليبية، بالاتفاق على ضرورة تشكيل حكومة إنقاذ وطني، وكانت مساعي الدول العربية والأوروبية لحل الأزمة العالقة في البلاد، قد زادت خلال المرحلة الأخيرة حتي لا يطال الإرهاب أراضيها، وكانت من بين هذه الدول الجزائر والمغرب وتشاد وأخيرًا برلين، وحذر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتانماير والمبعوث الدولي إلى ليبيا في ختام اجتماعات برلين بين الأطراف الليبيبة، من خطورة استمرار تردي الأوضاع في البلاد وانتشار الإرهاب.
في اجتماع برلين حول
يأتي ذلك بالتزامن مع اجتماع مدينة الصخيرات المغربية والذى يتعلق بالأزمة الليبية أيضًا، حيث شهد طرح مسودة رابعة وأخيرة لحل الأزمة وتشكيل حكومة وفاق وطني، إلا أن الأطراف المتنازعة لا زالوا يقفوا سدًا أمام الاستقرار.
حضر اجتماع برلين الذي استضافه وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، والممثل الخاص للأمم المتحدة في ليبيا برناردينو ليون 23 شخصية ليبية تمثل أطراف النزاع.
كشف وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، أن المبعوث الأممي برناردينو ليون طرح مقترحا يدعو طرفي النزاع لتقديم تنازلات مؤلمة، مؤكدًا على استعداد أوروبا لمساعدة ليبيا في إعادة البناء.
وأضاف "لقد حان الوقت الذي لم تعد فيه الأعذار مقبولة، مشيرًا إلى أنه ولأول مرة تجتمع كل أطراف النزاع الملتزمة بعملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة وتناقش مشروع خطة وضعها المبعوث الأممي لتكون أساسا لاتفاق سلام بين الأطراف المجتمعة في برلين.
أكد الوزير في ختام اجتماعه مع أطراف النزاع الليبي في على ضرورة بناء حكومة وحد وطنية، مضيفًا أن كل يوم يستمر فيه الصراع يزداد خطر ميليشيات تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف باسم "داعش".
كان ليون حذر طرفي النزاع الليبي وقال: "لقد حان الوقت للاتفاق"، مشيرا إلى أنه ليس من السهل التوصل إلى اتفاق قبل حلول شهر رمضان. 
وجاء في بيان مشترك صدر بعد اجتماع برلين، أن حكومات الصين وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وروسيا وإسبانيا وبريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جددت التزامها الراسخ بالعمل مع ليبيا موحدة وتتمتع بالسلام وبروح من الشراكة. 
وأكدت الحكومات مجددا أن حكومة ليبية شاملة تعتمد على الوفاق الوطني ستوفر الظروف الملائمة لإقامة شراكات في العديد من المجالات، وأن المجتمع الدولي على استعداد لتقديم دعم كبير إلى مثل هذه الحكومة.
ويشمل الدعم المقدم من المجتمع الدولي مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والمساعدة في التعامل مع الهجرة غير المنتظمة وتقوية المؤسسات في ليبيا وتعزيز الانتعاش الاجتماعي والاقتصادي.
في هذا الصدد، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن المشاركين في اجتماع دولي لبحث الأزمة الليبية في برلين أكدوا على دور روسيا في التسوية، واعتبرت عقد هذا اللقاء خطوة إلى الأمام.
في اجتماع برلين حول
وقال سيرغي فيرشينين المبعوث الخاص لوزير الخارجية الروسي للتسوية: "نعتقد أن الصيغة التي أطلقت عملها اليوم، مهمة جدا"، وأشار إلى أن هذا اللقاء يعد الأول من نوعه، حيث شارك فيه ضمنا ممثلون عن روسيا والصين، مضيفًا، على كل حال، الجميع قيموا مشاركة روسيا بشكل إيجابي جدا، مؤكدين أنه من المستحيل التوصل إلى تسوية آمنة وطويلة الأمد في ليبيا دون روسيا".
وذكر الدبلوماسي الروسي أن حضور ممثلين عن الأطراف الليبية الذين وصلوا إلى هنا بعد إحدى جولات مشاوراتهم في المغرب، لعقد عدد آخر من اللقاءات بينهم وبمشاركة ممثلين عن دول مختلفة، صار أمرا مهما.
ويري أن الجوهر الأساسي لعقد الاجتماع تمثل في دفع الليبيين إلى تسوية سياسية من شأنها الأخذ بعين الاعتبار مصلحة القوى والمجموعات السياسية الرئيسية في ليبيا، وأولائك الذين يهتمون بإعادة الدولة الليبية ووقف العنف.
يأتي ذلك في ظل ما تشهده ليبيا من فوضى عارمة أدت إلي انتشار الجماعات الإرهابية، وتوغلها في البلاد.
في اجتماع برلين حول
مع تواصل الحوار، يتمدد الإرهاب، فتنظيم داعش الذي بسط نفوذه على مدينة سرت الساحلية، بات يزحف نحو الغرب باتجاه مصراته، وفي شمال شرق البلاد يخوض التنظيم معارك طاحنة في درنه للمحافظة على معسكره المتنامي هناك والذي يقول مراقبون إنه مركز تدريب وتجنيد للمقاتلين ومقر للقيادات.
يستغل التنظيم الحالة التي تعيشها البلاد لإعلان دول الخلافة على حد زعمه.
ويسعي التنظيم لفرض السيطرة على أكبر قدر من المناطق الحيوية الغنية بالنفط، لتلحق ليبيا بالعراق وسوريا حيث يفرض التنظيم سيطرته على مناطق عراقية وسوريا بالجملة.
في اجتماع برلين حول
بون يصفون استراتيجية تمدد داعش المتجهة نحو الغرب الليبي، في السعي للوصول إلى العاصمة طرابلس وهو أمر يسهل له فيما بعد الاقتراب من حدود دول الجوار، تونس والجزائر، بأن القلق الإقليمي من حصول التنظيم على موطئ قدم في دول الجوار جليٌّ في تصريحات وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني خلال القمة الاستثنائية لوزراء دفاع خمسة زائد خمسة لدول غرب المتوسط.
أكد الحرشاني أن بروز تنظيمات إرهابية يشكل تحديا أمنيا في الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط، كما أشار الوزير التونسي إلى أن تنظيم داعش يمثل خطرا حقيقيا على أمن المنطقة المغاربية والعربية.
بدوره وفى سياق مساعيه، لاحتواء الأزمة، قدم المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون خلال مباحثات الصخيرات مسودة رابعة لملامح حكومة وحدة شملت عدة نقاط، أبرزها أن يقود الحكومة رئيس وزراء له نائبان، ألا يكون رئيس الحكومة حاملًا لأي جنسية أجنبية، أن تقدم التشكيلة الوزارية خلال مدة أقصاها شهر من وقت إقرار الاتفاق، كما تتولى حكومة الوحدة السلطة التنفيذية في البلاد يتم منحها صلاحيات في تمثيل الدولة في علاقتها الخارجية، كذلك يكون لها حق إصدار القوانين التي يقرها مجلس النواب.
كما اقترح ليون أن يكون مجلس النواب المنتخب، الكيان التشريعي الوحيد مع تأسيس مجلس دولة استشاري من مِئة وعشرين عضوًا من برلمان طرابلس، وهو أمر أثار حفيظة الفريق الآخر في طبرق.

شارك