أردوغان يتراجع عن تصريحاته العنترية مع بدء مشاورات الحكومة الجديدة

الخميس 11/يونيو/2015 - 07:34 م
طباعة أردوغان يتراجع عن
 
في محاولة للتوصل إلى تشكيل حكومة بشكل سريع من أجل منع أى تأثيرات سلبية على الاقتصاد التركى، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، جميع الأحزاب السياسية في بلاده إلى التفكير بهدوء من أجل تخطي المرحلة الحالية بأقل الأضرار، وتحمل المسؤولية من أجل مستقبل تركيا، موضحا أن نتائج الانتخابات التي جرت الأحد الماضي تعكس الإرادة الشعبية، وأن على الجميع أن يبدي احترامه لقرار الشعب

أردوغان يتراجع عن
نوه أردوغان بقوله " المشهد الأخير للانتخابات، لا يتيح حكم حزب واحد، لا يعني أن تركيا ستبقى بلا حكومة، كانت تركيا، حتى يوم الانتخابات في مواجهة مشهد مختلف، وعقب يوم الانتخابات أصبحت في مواجهة مشهد آخر، وحتى يمكن من تجاوز هذه المرحلة بأفضل شكل وبأقل الأضرار أدعو جميع الأحزاب السياسية إلى التفكير بهدوء وتحمل المسئولية من أجل مستقبل البلاد".
يأتي ذلك في الوقت الذى بدأت فيه النقاشات بشأن تشكيل الحكومة في تركيا مبكرًا هذه المرة، في ظل تلويح البعض بإمكانية اللجوء إلى الانتخابات المبكرة  ما لم يتم الاستقرار على تشكيل حكومة ائتلافية أو حكومة أقلية، وبدأت المشاورات من قبل حزب العدالة والتنمية باعتباره الحزب الذى جاء أولا وحصل على 40% من أصوات الناخبين ، مع الأحزاب الثلاثة الأخرى التي حصلت على أكثر من 60% مجتمعه.

أردوغان يتراجع عن
ويرى مراقبون أن  الأحد الماضي ليس تاريخًا عاديًا بالنسبة للسياسة التركية، فهو عنوان لمرحلة جديدة، وأهم نتيجة للانتخابات البرلمانية التي أجريت في ذلك اليوم كانت تغيير أجندة تركيا، فقد تبدد" جو الخوف" الذي شكلته حكومة حزب العدالة والتنمية، بعد أن فشل الحزب في الوصول إلى أي من أهدافه الثلاثة، فلم يستطع حجز 400 مقعد في البرلمان، ولا حتى 330 مقعدًا، ولا حتى 276 مقعدًا. 
وتشير التقديرات الأولية إلى أن حزب العدالة والتنمية لا يدرك حجم الهزيمة التي تعرض لها على وجه التحديد، فرئيس الحزب أحمد داود اوغلو خاطب أنصاره وكأنه قائد حقق نصرًا مؤزرًا.
وفيما يعد تراجعا عن تصريحاته العنترية وملاحقة معارضيه، قال أردوغان ""على الجميع التخلي عن الأنا، وتشكيل حكومة في البلاد خلال أقصر وقت ممكن، ومواصلة المسيرة، لا أحد يحق له أن يقول أنا مهما كان انتماؤه السياسي، يتوجب علينا أن نقول نحن، لن نسمح لأي مستجد على الصعيد السياسي بأن يصل إلى حجم يهدد مكتسبات تركيا".
وشدد الرئيس التركي على أنه سيؤدي جميع المهام التي ألقاها الدستور على عاتقه كرئيس للجمهورية خلال المرحلة الحالية، معربا عن اعتقاده بأن جميع الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان ستستخدم خياراتها، ضمن الحدود المنصوص عليها في الدستور والقانون، من أجل الحل وليس من أجل إثارة أزمة.

أردوغان يتراجع عن
من جانبه وضع البروفيسور برهان الدين دوران رئيس مركز "سيتا" للدراسات السياسية والاقتصادية عددًا من السيناريوهات والآثار المحتملة التي قد تترتب على نتائج الانتخابات الأخيرة في تركيا، خاصة فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي والسياسة الخارجية، معتبرا أنه لا يوجد سيناريو أقرب للحدوث بعد هذه الانتخابات، يمكن من خلاله رسم ملامح الحكومة المقبلة، لكنه يرى أن تشكيل حكومة ائتلافية سيؤثر على البلاد ومسار التنمية فيها.
أكد برهان الدين دوران إن تشكيل حكومة ائتلافية خاصة إذا كان حزب العدالة والتنمية غير مشارك فيها سيكون له بالتأكيد انعكاسات على سياسات تركيا الاقتصادية والخارجية، كما أن تغيير السياسة الخارجية أمر يتطلب المناقشة وإعادة النظر من الحكومة الجديدة التي ستأتي بعد الانتخابات، مشيرا إلى أن موقف تركيا تجاه الأزمة السورية يتعلق بقضايا إنسانية وأمنية.
شدد برهان الدين على أن تركيا تريد إنهاء حكم بشار الأسد في سوريا وقتال تنظيم داعش، وهذا مرتبط بشكل الحكومة المقبلة، مشيرا إلى أن الأمر نفسه ينطبق على العلاقة مع مصر.
يذكر أن الانتخابات البرلمانية الأخيرة فاز فيها حزب العدالة والتنمية الحاكم بالمركز الأول، وبلغت نسبة أصواته 40.87٪ خولته الفوز بـ 258 مقعدًا في البرلمان، من أصل 550 إجمالي مقاعد البرلمان، لكنه لم يحقق الأغلبية التي تمكنه من تشكيل الحكومة منفردًا، بحسب نتائج أولية أعلنت عنها اللجنة العليا للانتخابات الثلاثاء الماضي.

شارك