السوريون بين تفجيرات الداخل وعراقيل دول الجوار

الأحد 14/يونيو/2015 - 09:21 م
طباعة الدمار فى سوريا الدمار فى سوريا
 
السوريون بين تفجيرات
بالرغم من غارات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، لايزال يحرز تنظيم داعش ومعه عدد من الفصائل والميليشيات المسلحة تقدما ملحوظا في مناطق عديدة في الأراضي السورية، بالرغم من محاولات الجيش السوري لاستعادة تمركزه في المناطق الحيوية، وصد هجوم الجماعات الإرهابية وفصائل المعارضة مدعومة من تركيا وقطر.
وأُصيب اليوم عشرات المدنيين عندما انفجرت قنبلتان في مدينة حمص بوسط البلاد والتي تقع على طريق إمداد محوري بين العاصمة دمشق وساحل البحر المتوسط، بعد أن انفجرت سيارة ملغومة في شارع تجاري مزدحم في حي كرم اللوز بوسط حمص، وعرض التليفزيون السوري لقطات لسيارات ومتاجر ومنازل أصابها الدمار.
كما انفجرت قنبلة أخرى بعد ذلك على الطرف الجنوبي للمدينة، ما أسفر عن إصابة عشرة مدنيين، ولم تعلن أي جهة المسئولية عن التفجيرين، وقال شهود عيان إن المنطقتين المستهدفتين غالبية سكانهما من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد.
اللاجئون السوريون
اللاجئون السوريون
كانت حمص مركزا للثورة السورية ضد حكم الأسد ومعقلا كبيرا للمعارضة إلى أن استعاد الجيش السيطرة عليها في مايو 2014، ولم يعد سوى حي واحد فقط تحت سيطرة المعارضة، وتبعد حمص 150 كيلومترا إلى الغرب من تدمر التي سيطر عليها مقاتلو داعش الشهر الماضي.
ويرى شهود عيان أن الجيش السوري والمليشيات المتحالفة معه خسروا  مساحات واسعة من الأراضي لصالح الجماعات والميليشيات منها محافظة إدلب في الشمال الغربي والتي سقطت في يد تحالف جمع جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، كما خسر الجيش السوري معاقل لصالح متمردين في جنوب سوريا، بعد فقدان تدمر وهي مدينة ذات أهمية رمزية وعسكرية في محافظة حمص، وفقد السيطرة تقريبا على محافظة إدلب بالكامل يبدو تركيز الأسد منصبا على الحفاظ على مناطق غربية تشمل دمشق وحمص والساحل.
من جانبه كشف المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا إن مقاتليه اشتبكوا مع تنظيم داعش على مقربة من بلدة تل أبيض السورية على الحدود مع تركيا ، حيث يحاول المقاتلون الأكراد انتزاع السيطرة على البلدة تدعمهم الغارات التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في تقدم ميداني أثار قلق تركيا.
وقال شهود عيان أن مقاتلو وحدات الحماية الكردية وصلوا إلى الأبواب الشرقية لمدينة تل أبيض، وفرضوا سيطرتهم على كافة الطرق الواصلة بين تل أبيض والرقة، وأن الوحدات الكردية حررت قرى  جنداوي، عيدانية، أبو جابر وعين سلوك الواقعة شرقي مدينة تل أبيض، وبذلك وصلت إلى أبواب المدينة الشرقية.
قوات اكراد
قوات اكراد
كذلك سيطرت وحدات الحماية الكردية على الطريق الواصل بين مدينة تل أبيض وحلب بالقرب من عين عيسى، وذلك بعد دخول قواتها تل أبيض من جهتين، وتقدمت وحدات حماية الشعب الكردية التي تتعاون مع التحالف الدولي ومجموعات سورية مسلحة صغيرة إلى داخل محافظة الرقة مهددة واحدا من طرق الإمداد الرئيسية لمدينة الرقة معقل التنظيم.
يأتي ذلك في الوقت الذى تخشى تركيا من خطر النزعة الانفصالية بين أقليتها الكردية في جنوب غرب البلاد، وفر 13 ألف شخص على الأقل إلى تركيا هربا من القتال قرب تل أبيض.
ونقلت تقارير عن مصدر أمني في تركيا إن نحو 2000 شخص ينتظرون على الجانب السوري من الحدود للعبور لكن لم يسمح لهم بذلك حتى الآن.
اردوغان
اردوغان
يأتي ذلك بعد أن بدأت تركيا في استقبال اللاجئين السوريين الفارين من القتال بين الأكراد وعناصر "داعش" من أجل السيطرة على بلدة تل أبيض، ويتواجد العشرات من اللاجئين السوريين بدأوا في التدفق إلى الأراضي التركية عبر النقطة الحدودية "أكتشاكالا"، بينما ينتظر الآلاف على الجانب الآخر من الحدود.
وسبق أن عبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن قلقه بعد تقدم القوات الكردية المسلحة نحو تل أبيض السورية والتي يسيطر عليها عناصر داعش  ، مشيرا إلى أنها تشكل تهديدا لتركيا.
واتهم الرئيس التركي المقاتلين الأكراد باستهدافهم السكان العرب والتركمان، مؤكدا أن بلاده قد استضافت حوالي 15 ألفا منهم الأسبوع الماضي قبل أن تغلق حدودها، مشيرا إلى أن استهداف العرب والتركمان ليس بالعلامة الجيدة ويمكن أن يشكل ذلك تهديدا للحدود التركية، والجميع يجب أن يأخذ بعين الاعتبار الحساسيات حول هذا الموضوع.

شارك