بعد أحكام الإعدام.. تبدد آمال الإخوان تدفعهم لمزيد من العنف

الثلاثاء 16/يونيو/2015 - 11:18 م
طباعة بعد أحكام الإعدام..
 
على مدار نحو عامين، استخدمت خلالهما جماعة الإخوان المسلمين، جميع وسائل العنف للضغط على الشعب والدولة لعودة الرئيس المعزول محمد مرسي، جاءت اليوم أحكام الإعدام التي صدرت ضد قيادات الجماعة على رأسهم مرسي ومحمد بديع وخيرت الشاطر، لتبدد آمالهم في عودتهم للمشهد السياسي مرة أخرى.
بعد أحكام الإعدام..
كان مرسي يرتدي ملابس السجن الزرقاء لسابقة الحكم عليه بالسجن 20 عاما في قضية الاتحادية أبريل الماضي.
وأصدرت محكمة جنايات القاهرة اليوم الثلاثاء أحكاماً بإعدام 16 متهماً في القضية المعروفة إعلامياً بـ"التخابر"، بينهم ثلاثة قياديين بجماعة الإخوان المسلمين، وذلك بعد استطلاع رأي المفتي، كما أصدرت حكمها بالسجن المؤبد على 17 متهماً في القضية نفسها في مقدمتهم مرسي ومرشد الإخوان محمد بديع.
كما حكمت المحكمة ذاتها بالإعدام بحق مرسي في القضية المعروفة إعلاميا بـ"اقتحام السجون"، إلى جانب خمسة آخرين حضوريا، و94 غيابياً من بينهم رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي.
وظهر مرسي عقب الحكم وكأنه مجهز له وغير منزعج ولوح مبتسما للمحامين، بينما هتف المحكوم عليهم الأخرين ضد النظام.
وتعتبر هذه الأحكام صدمة جديدة للإخوان وانتكاسة لهم، وتزيد فرص حمل شبابها السلاح ضد الحكومة وكسر ما تقول الجماعة إنه تاريخ طويل من النشاط السلمي.
وأدانت المحكمة مرسي والمتهمين الآخرين في قضية اقتحام السجون اليوم بالخطف والقتل والشروع في قتل ضباط شرطة ومجندين وحرق ومهاجمة منشآت حكومية وشرطية واقتحام سجون والهروب منها في الأيام الأولى للانتفاضة التي استمرت 18 يوما.
وعاقبت المحكمة خيرت الشاطر واثنين آخرين من قادة الجماعة بالإعدام في قضية التخابر.
ومع الحكم تبددت طموحات الإخوان العريضة بتحقيق هدفهم وتطبيق مرجعية إسلامية في حكم البلاد.
وأدرج القضاء المصري جماعة الإخوان على قائمة المنظمات الإرهابية، ولا يعترف مرسي بشرعية الدعاوى القضائية التي أقيمت ضده ويصفها بأنها جزء من انقلاب عسكري على حد وصفه، قضى على الحريات التي تحققت للمصريين في انتفاضة 2011 التي أنهت حكم مبارك الذي استمر 30 عاما.
منذ احتجازه لم يظهر مرسي إلا في لقطات مقتضبة نقلها التلفزيون من جلسات المحاكمة.
بعد أحكام الإعدام..
تقول جماعة الإخوان إنها لا تزال عازمة على استعادة السلطة سلميا لكنها لا تتمكن في الوقت الحاضر سوى من تنظيم احتجاجات صغيرة وخاطفة خشية الاعتقال.
ولا توجد أي مؤشرات في اتجاه مصالحة بين الجماعة والنظام الحالي، لكن تنفيذ أحكام بالإعدام بحق شخصيات مثل مرسي وبديع قد يأتي بأثر عكسي إذ من شأنه أن يحولهم إلى شهداء وينشط أعضاء الجماعة الذين لم تلق السلطات القبض عليهم.
ويقول دبلوماسيون غربيون إن مسؤولين مصريين أقروا في أحاديث خاصة بأن إعدام مرسي سيكون مخاطرة وبأن من المستبعد تنفيذ الأحكام.
وتوالت التعليقات من جانب بعض الدول عقب إصدار الأحكام، وقال بيان صادر عن مكتب الأمين العام للأمم المتحدة إن بان كي مون أعرب عن "انشغاله العميق" إزاء أحكام الإعدام التي أصدرها القضاء المصري بعد محاكمات جماعية بحق الرئيس المعزول محمد مرسي وعشرات الآخرين.
وأضاف البيان أن المنظمة الدولية تعارض أحكام الإعدام في جميع الأحوال, مشيرا إلى أن مثل هذه الأحكام سيكون لها على المدى الطويل تأثير سلبي على مناخ السلم والاستقرار في مصر.
كما أدان البيت الأبيض الأمريكي حكم الإعدام علي مرسي، ووصفه بـ"المسيس"، وأدانت الإدارة الأمريكية كذلك المحاكمات الجماعية في مصر واستخدامها ضد المعارضة والصحفيين.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست إن واشنطن "منزعجة بشدة" بسبب ما وصفه بحكم بالإعدام "مدفوع بدوافع سياسية" ضد الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي.
بعد أحكام الإعدام..
فيما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن أحكام الإعدام التي صدرت بحق مرسي وقيادات بجماعة الإخوان هي "مذبحة للقانون والحقوق الأساسية."
كما وصف رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أحكام الإعدام التي أصدرتها محكمة جنايات القاهرة ضد مرسي وقيادات بجماعة الإخوان بأنها امتحان أمام الدول الغربية وكذلك المدافعين عن الحرية والديمقراطية في تركيا.
وأدان أحكام الإعدام كذلك كل من وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، ورئيس البرلمان التركي جميل جيجيك, ومحمد بكار أوغلو نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري أحد أكبر أحزاب المعارضة التركية.
قد تشهد المرحلة المقبلة حالة من العنف الغير مسبوق من جانب الجماعة، اعتراضا على الأحكام، حيث أعلن تحالف دعم المعزول، رفضه التام لكل الأحكام الصادرة من القضاء، بالإعدام والمؤبد ضد الرئيس المعزول ومرشد الإخوان وقيادات الجماعة.
ووصف التحالف في البيان له، اليوم الثلاثاء، قرارات الإعدام بأنها قرارات صدرت لقتل الرئيس المعزول والتخلص منه، موجهًا خطابه للشعب المصري، مؤكدًا أنه ماض في طريق الثورة لأنها السبيل الوحيد لتحرير من أسماهم بالأسرى، واتهم قضاة محكمة جنايات القاهرة والمفتى بأنهم اتخذوا موقفا معاديا للدين.

بعد أحكام الإعدام..
فيما توعد محمد منتصر، المتحدث باسم جماعة الإخوان الإرهابية، النظام في مصر جراء أحكام الإعدام ، وكتب منتصر عبر حسابه على موقع التواصل الإجتماعى تويتر: الأحكام بإعدام الرئيس مرسي ورموز العمل الوطني هي والعدم سواء، وعلى النظام تحمل نتائج دفع الوطن إلى الهاوية".
فيما اعتبر التحالف الوطني لدعم الشرعية أن حكم الإعدام هو عدوان على الشعب المصري وإرادته، يأتي استكمالاً لمخططات الإمبريالية الأمريكية على حد وصفهم، التي تسعى للإيقاع بالشعوب الحرة والقضاء على إرادتها في سبيل السيطرة على مقدراتها وفي إطار حربها العالمية ضد الإسلام كدين يعزز القيم الإنسانية ويقيم قواعد العدل والحرية.
وأكد التحالف علي عدم اعتراف أو اعتداده بحكم الإعدام المشئوم، -على حد قوله، ويرفض من حيث المبدأ محاكمة الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي.
وقال البيان إن هذا الحكم ليس موجهًا إلى مرسي كشخص وإنما ضد الشعب المصري مؤكدًا أن هذا الحكم يؤكد اغتصابه للشرعية والتفافه على الإرادة الشعبية، مؤكدًا أنه ماض في طريق الثورة فهي السبيل الوحيد لتحرير الأسرى من أيدي الخونة والمجرمين، على حد قوله.

شارك