معركة القلمون و محاولات الزج بالجيش اللبناني و الحرب السورية
الأربعاء 17/يونيو/2015 - 06:56 م
طباعة
شهدت الحدود اللبنانية السورية يوم الجمعة 5 يونيو؛ في اشتباكات ما بين ميليشيات حزب الله في مواجهة ميليشيات "جيش الفتح " و بقيادة " جبهة النصرة " اضافة الي احرار الشام ؛ فيلق الشام ؛ و جند الأقصى ... الخ و قد اعلنت " الوكالة الوطنية للإعلام " بان الجيش اللبناني يستهدف بعنف مواقع و تجمعات المسلحين في جرود رأس بعلبك براجمات الصواريخ ؛ و قاذفات المدفعية الثقيلة ؛ في حين تصدي يوم الجمعة الجيش اللبناني لقذفه بالمدفعية الثقيلة تجمعات المسلحين في منطقه جارود عرسان ؛ بعد محاولتهم التسلل باتجاه بلدة عرسان و مراكز الجيش عند تخموها ؛ و قد حقق الجيش اللبناني نجاحا في اصابة هذه التجمعات و مراكزهم ؛ و قد اصدرت الحكومة اللبنانية يوم الخميس 4 يونيو تعليمات للجيش اللبناني بتحرير جارود عرسان من المسلحين السوريين ؛ حيث اعلن وزير الاعلام اللبناني رمزي جريح عقب انتهاء جلسه مجلس الوزراء عن تكليف الجيش اللبناني بتقييم الوضع في بلدة عرسان علي حدود لبنان الشرقية مع سوريا ؛ مع اتخاذ كافة الاجراءات لحمايه بلدة عرسان و تحريرها من الميليشيات المسلحة ؛ و قد نفي رمزي جريح وجود اي قيود امام اي اجراءات قد يتخذها الجيش اللبناني لمعالجة الوضع المأساوي في عرسان ؛ نتيجة لتواجد الميليشيات المسلحة في جرودها و تركز اعداد هائلة من النازحين المسلحين داخلها ؛ و قد وصف وزير الداخلية اللبناني الوضع في عرسان بانها محتلة و يجب تحريرها من المحتلين ؛ و قد عقب حسن نصر الله زعيم حزب الله علي هذا التصريح بأنه ( اذ لم يناقش مجلس الوزراء اللبناني الوضع في عرسان و في حاله تقاعس الدولة " علي حد تعبيري " بتحمل مسؤوليتها فان اهل بعلبك لن يرضوا بوجود ارهابي واحد في جارود عرسان ) و هو يقصد باهل بعلبك هم القبائل و العشائر الشيعية في المنطقة و هو يناشدها بالقتال اي جانب حزب الله في معركته مع ميليشيات "جيش الفتح" ؛ و من المعروف ان ميلشيات جيش الفتح هو حلف عسكري سوري نجح في السيطرة علي مدينة " إدلب" في 24 مارس الماضي و نجح في خلال 4 ايام من المعارك ببسط نفوذه علي المدينة ثم اعقبها بعملية " جسر الشفور " التي تم تنفيذها في 25 ابريل الماضي و هو يقاتل الآن في معركه " القلمون " حيث بدأها منذ 9 مايو و لم يتم حذفه من المعارك حتي الآن ؛ اذا قواد بشار الاسد و ميليشيات حزب الله لم تعد قادرة للتصدي لميليشيات تحالف "جيش الفتح " ؛ و هذا ما يفسر الضغط علي الجيش اللبناني للدخول في معركة "القلمون " من الناحية الغربية حتي تتسع مساحه القتال و يتم فتح جبهة قتال جديدة امام جيش الفتح لتخفيف حدة المواجهة مع قوات الاسد و حزب الله ؛ حيث ان عدد مقاتلي حزب الله و قوات الاسد شهدت في الفترة الاخيرة تراجعا غير مسبوقا حيث بدأ الإعلام عن فتح باب التطوع مع زيادة عالية في رواتب المتطوعين و تكفل النظام السوري بتدشين حملة اعلانات لضم عناصر المتطوعين الي الجيش السوري ؛ ان الهزائم المتتالية في نظام بشار الاسد و نتيجة لشراسة المعارك و تمدد الفترة الزمنية و خروج اكثر من 75% من الارض عن السيطرة فان معركه القلمون علي الحدود السورية / اللبنانية هي معركة حياة او موت بالنسبة لأطراف الصراع و ستكون نتائج المعركة مقياسا بقدرة و صمود تحالف " بشار الاسد " و "حسن نصر الله " و الجنرال الايراني " قاسم سليماني " رئيس فيلق القدس احد فروع ميليشيات الحدث الثوري الايراني ؛و خاصه ان معركة القلمون تأتي في اعقاب هزيمتي الاسد في "ادلب" و "جسر الشفور " و في حاله الهزيمة في المعركة سيتقلص التدخل الايراني في سوريا ؛ مما يعجل بسقوط نظام الاسد او علي الاقل سيضعف من موقفه و في حاله التوصل الي حل سياسي او محاوله الحفاظ عي دوله علوية بمنطقه الساحل ؛ ان دخول الجيش اللبناني في المعركة اصبح امر حتمي و ذلك لمنع تسلل الميليشيات المسلحة الي الاراضي اللبنانية و قد اعلن الجيش اللبناني انه لن يهاجم الميليشيات المسلحة في الجرود و لكنه سيقف مدافعا لصد اية محاوله لاختراق الحدود ؛ و قد جاء هذا التصريح خوفا من تورط قوات الجيش اللبناني في حرب مفتوحه مع عناصر مسلحة في مناطق صعبه جغرافيا ؛ ان غالبيه الشعب اللبناني بما فيهم الكثير من الشيعة يرفضون تورط لبنان في الحروب الدائرة علي الساحة السورية ؛ حيث انتقدت القوة السياسية اللبنانية المعركة التي يشنها حزب الله في القلمون معتبره انها توريط في لبنان في المأساة السورية ؛ وقد حذر الوزير سجعان فزي من ان وجود دور عسكري في حزب الله في القلمون ستؤدي الي ارتدادات عسكرية ستطال الجانب اللبناني ؛ و قد اكد ان وجود مساحات كبيره في المنطقة اللبنانية غير محدده الهوية الجغرافية و حيث تتواجد فيها فصائل عسكرية و ارهابية منه النصري و داعش و جيش الفتح و اكد ان الجيش اللبناني علي استعداد للمواجهة مهما كانت التحديات و علي ضوء تحسن وضع التسليح و امكانياته ؛ فيما اعلن السيد احمد الحريري امين عام تيار الاستقلال " ان الاقنعة اسقط عن المشاريع التي تقامر بالوطن و تبيع العروبة و معتبرا ان هذه المشاريع تتقاطع مع مشروع داعش في ضرب الهوية العربية و تدمير ثقافتها بحجة اعادة بناء امجاد الخلافة و الولاية علي انقاضها و قد اضاف (كونه علي ثقه ان المشاريع علي اشكالها تقع لان سقوط المشروع الايراني في اليمن سيكون المقدمة لسقوط بشار الاسد في سوريا بعدما سقط حزب الله في المنطقة ؛ و اخيرا ان الحفاظ علي مشروع وحدة و سيادة الاراضي و الامن اللبناني يجب دعمه من قبل الدول العربية في اطار القوانين المنظمة لعمل جامعة الدول العربية وان تولي بالدعم مؤسسات الامن و الجيش