هل تقف منظمة كراهية الأمريكان الأفارقة وراء قتل الـ9 السود في تشارلستون؟

الخميس 18/يونيو/2015 - 11:14 ص
طباعة هل تقف منظمة كراهية
 
قتل تسعة أشخاص على يد مسلح أبيض النار في التاسعة مساء أمس الأربعاء داخل كنيسة عمانوئيل للسود في تشارلستون بولاية ساوث كارولاينا جنوب شرق الولايات المتحدة في جريمة بدافع الكراهية. وأفادت شرطة تشارلستون على حسابها على موقع تويتر أنها لا تزال تطارد المشتبه به، وهو شاب أبيض عمره حوالي 21 عامًا يرتدي سروال جينز. وقال قائد شرطة تشارلستون غريغوري مالن خلال مؤتمر صحافي: "كان هناك ثمانية قتلى داخل الكنيسة". مشيرا إلى وفاة شخص تاسع كان أحد جريحين تم نقلهما إلى اقرب مستشفى. وقال: "لدينا في الوقت الحاضر تسعة ضحايا لهذه الجريمة المشينة. أطلق شاب أبيض مسلح النار داخل كنيسة تاريخية للأمريكيين الأفارقة في مدينة شارلستون بولاية ساوث كارولاينا؛ مما أسفر عن سقوط 9 قتلى، وفق ما أعلنته الشرطة المحلية".
وذكرت شرطة شارلستون في حسابها على موقع "تويتر" أن عملية البحث جارية عن مطلق النار بعد تمكنه من الهرب، وأضافت أنه شاب أبيض في أوائل العشرينات من العمر. 
وقال اريك واتشون المتحدث باسم مكتب قائد شرطة شارلستون إنه تم الابلاغ عن تهديد بوجود قنبلة في وقت لاحق قرب مكان إطلاق النار، وطلبت الشرطة من الأشخاص الذين تجمعوا في المنطقة بالابتعاد.
وأعلن رئيس شرطة شارلستون جريج مولن أن التحقيقات جارية علي أساس أنها "جريمة كراهية"، مضيفًا أن الشرطة الفيدرالية ستشارك في التحقيقات.
وأكد رئيس بلدية تشارلستون جوزيف ريلي: "هذه مأساة شنيعة ومفجعة في هذه الكنيسة التاريخية لقد زهق شخص شرير ومفعم بالكراهية أرواح مدنيين جاءوا للعبادة".
ويبدو أن هذه الجريمة تتبع الجرائم العنصرية المتلاحقة في أمريكا مؤخرا حيث أعادت للأذهان جرائم منظمات
كو كلوكس كلان (بالإنجليزية: Ku Klux Klan) واختصارا تُدعى أيضا KKK, هو اسم يطلق على عدد من المنظمات الأخوية في الولايات المتحدة الأمريكية منها القديم ومنها من لا يزال يعمل حتى اليوم. تؤمن هذه المنظمات بتفوق الأبيض ومعاداة السامية والعنصرية ومعاداة الكاثوليكية، كراهية المثلية وأخيرًا بالأهلانية. تعمد هذه المنظمات عموما لاستخدام العنف والإرهاب وممارسات تعذيبية كالحرق على الصليب لاضطهاد من يكرهونهم مثل الأمريكيين الأفارقة وغيرهم.
وأول ظهور أو تشكل للكلان كان في عام 1866. حيث تأسست من قبل المحاربين القدامى في الجيش الكونفدرالي وكانت مهمة هذه المنظمة مقاومة إعاد التأسيس ومعارضة تحرير العبيد التي حدثت عقب الحرب الأهلية الأمريكية. سرعان ما طورت هذه المنظمة أساليب عمل عنيفة. عندئذ كانت ممارسات الكلان عذرًا لحلفاء الجنوبيين لمتابعة القوات الفيدرالية فعالياتها في الجنوب. انحسرت منظمة الكلان بين عامي 1868 و1870 وتم تدميرها بالكامل في بدايات السبعينات من القرن التاسع عشر على يد الرئيس أوليسيس جرانت Ulysses S. Grant في عملية الحقوق المدنية لعام 1871 (تعرف أيضا بعملية كو كلوكس كلان).
والظهور الثاني كان في عام 1915 عن طريق جماعة تبنت نفس الاسم متأثرة بقوة افعال الجديدة لفيلم حمل اسم ميلاد أمة The Birth of a Nation إضافة لكتابات صحفية معادية للسامية أحاطت بمحاكمة المجرم ليو فرانك. كانت الجماعة الثانية من (ك.ك.ك) منظمة رسمية تتألف من عضوية رسمية ذات بنية قومية، مما دفع الكثير من الرجال لتأسيس فروع محلية في كافة أرجاء الولايات المتحدة. بلغت هذه المنظمة الذروة في العشرينات من القرن العشرين حيث ضمت حوالي 15% من التعداد الرسمي للسكان في الولايات المتحدة. 
كانت المنظمة الثانية للكلان تعتنق أفكارا عنصرية ومعادية للسامية ومعادية للكاثوليكية إضافة للشعور القومي ومعظم هذه الجماعات قامت بأعمال تندرج ضمن العقاب اللينشي lynching (الإعدام بالشنق ودون محاكمة) وغيرها من الأعمال العنيفة.. شعبية هذه الحركة انخفضت بشكل كبير خلال فترة الكساد الكبير Great Depression ثم انخفضت أعداد الأعضاء أكثر خلال الحرب العالمية الثانية نتيجة فضائح نتجت عن جرائم القادة البارزين ودعمهم للنازيين.

في التاريخ الحديث

في التاريخ الحديث
استخدم اسم "كلو كلوكس كلان" "Ku Klux Klan" منذ ذلك وبعد تفتيت الظهور الثاني لهم للإشاره للعديد من المنظمات العنصرية المختلفة واللامترابطة، بما فيهم من يعارض قانون الحقوق المدنية Civil Rights Act  وإنهاء العنصرية desegregation في الخمسينيات والستينيات. بعضهم كان يرتكب جرائم بحق نشطاء الحقوق المدنية والأطفال. وقد تراجعت كثيرا شعبيتهم في الآونة الأخيرة حتى ظهرت مجددًا في أبريل 1997، حيث تم القبض على 4 عناصر للمنظمة عن طريق مكتب التحقيقات الفيدرالي في دالاس بتهمة التآمر لارتكاب السرقة وتفجير محطة لمعالجة الغاز الطبيعي. وفي عام 2004، ثم ألقي القبض علي استاذ جامعي يروج لهذه الأفكار العنصرية وهو أستاذ في جامعة لويزفيل التي ما زالت للأسف تنخر كالسوس في المجتمع الذي يدعى التحضر. 

شارك