الموصل بين حرق "داعش" ومطامع الأكراد

الإثنين 22/يونيو/2015 - 01:39 م
طباعة الموصل بين حرق داعش
 
تمثل مدينة الموصل أهمية استراتيجية خاصة للأكراد في العراق، فهي تعد شريان محافظة نينوي لمرور نهر دجلة فيها، وأهم المدن الزراعية في العراق، بالإضافة إلى احتوائها على أهم الحقول النفطية، مثل حقل نفط النجمة والحقل النفطي القيارة كما يسكن بها العديد من الأكراد في الجانب الشرقي من المدينة المحاذي لمدينتي تل أعفر وسنجار أو ما يسمى الساحل الأيسر.
الموصل بين حرق داعش
هذه الأهمية الكبيرة للمدينة دفعت إلى تخوف العديد من السياسيين العراقيين على مستقبل المدينة مع ترقب المعركة المنتظرة لطرد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام "داعش" من المدينة التي استولوا عليها منذ أكثر من عام، خاصة أن قوات البيشمركة تحاول السيطرة على أراضي مدينة الموصل وضمها إلى إقليم كردستان. 
وقد اتهم إسكندر وتوت عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، قوات البيشمركة بأنها تقوم باحتلال أراضي الموصل بدلاً من تحريرها، في محاولة من الأكراد لضم المدينة لإقليم كردستان في المستقبل، وأن قوات البيشمركة تقوم بالدفاع عن أراضي الإقليم الكردي في العراق بعد التقدم الذي أحرزه تنظيم "داعش" في الموصل المحاذية للإقليم، وشكل خطراً على الأكراد، وأثبتت وجودها في معارك سنجار، وطردت "داعش" منها لحماية المكون الكردي.
هذا الأمر ينفيه بشدة كوسرت رسول علي نائب رئيس إقليم كردستان شمال العراق قائلا: "لم ندع يوماً أن مدينة الموصل جزء من إقليم كردستان ولن نحاول ضم المدينة إلى الإقليم في أية مرحلة؛ لأننا نقول دائماً ان الموصل هي مدينة «كردستانية» بـ «هوية عراقية» فنسبة 39 في المئة من سكانها هم أكراد لكن المدينة ليست جزءاً من الإقليم، ولم نقدم على أي عمل يمكن أن يفسر باعتباره محاولة للمطالبة بالمدينة. الجميع في العراق يعلم أن علاقات التعايش التاريخية التي تجمع الموصل بدهوك وآربيل الكرديتين أقوى من تلك التي تجمعها مع تكريت، وهذا نابع من عمق الأخوة بين جميع المكونات التي تقطن المدينة البيشمركة لا تتواجد في المدينة إلا كحراسات محدودة لبعض مقار الأحزاب الكردية، كما أن قوات الجيش والشرطة هناك تتبع قانوناً وتتلقى الأوامر من وزارتي الدفاع والداخلية العراقيتين.
الموصل بين حرق داعش
لكن تركيا دخلت على الخط حيث كشف الجنرال التركي المتقاعد، نجاتي أوزجن، أن حكومة العدالة والتنمية تقدم الدعم اللوجيستي لقوات التحالف الدولي لتطهير العراق من تنظيم داعش، ولكن وراء الكواليس تخطط الولايات المتحدة الأمريكية لتسليم الموصل إلى رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني أنه في حال تحقيق هذا الأمر سيتم تأمين وحدة الدولة الكردية، ورسم حدود هذه الدولة التي تأسست في منطقة شمال العراق، وأن هناك إدارة مستقلة في شمال العراق وإدارة البارزاني والولايات المتحدة الأمريكية وراء ذلك، وسيكون من الخطأ الكبير مشاركة قوات تركية في عملية عسكرية، سواء في الموصل أو في سوريا، وليس من الصحيح إرسال طائرات مقاتلة للمنطقة، وإلا فسيعد ذلك انتهاكا للمبدأ الذي أرساه مؤسس الجمهورية التركية، مصطفى كمال أتاتورك، ألا وهو السلام في الداخل، والسلام في العالم.
 ولكن تبقى الحقيقة التي شكلها الواقع الحالي في العراق وهي أن تواجد الأكراد ومكاسبهم الكبيرة بعد دخول "داعش" إلى الموصل دفعتهم إلى التعامل مع المدينة على أنها بوابتهم لتحقيق مزيد من المكاسب، ففي كافة الأحوال هم الرابحون من تحرير الموصل، فحتى إذا فشلوا في ضم المدينة لإقليم كردستان فسيكونون قد نجحوا في الإبقاء على نفوذهم بها واستمرار نفوذهم عليها في ظل غياب الدولة العراقية. 

شارك