قرار الأوقاف بالرقابة على مكتبات المساجد۔۔ ماله۔۔ وماعليه

الإثنين 22/يونيو/2015 - 05:54 م
طباعة قرار الأوقاف بالرقابة
 
قرار الأوقاف بالرقابة
قررت وزارة الأوقاف المصرية مراجعة جميع مكتبات المساجد وإخراج الكتب المتطرفة منها، ومنع دخولها للمساجد مرة أخرى خاصة كتب قيادات الإخوان وشيوخ التطرف.
وقال مصدر مسئول بالوزارة إن المشكلة التي تواجهها وزارة الأوقاف تأتي من المكتبات الصغيرة التي يتبرع لها المواطنون بالكتب، حيث تم العثور على كتب لسيد قطب، وحسن البنا، وأخرى ليوسف القرضاوي، وكتيبات صغيرة لأعضاء بالجماعة الإسلامية تتحدث عن الجزية والجهاد وغيرهما، مضيفا أن الوزارة تخشى من استغلال هذه الكتب في التأثير على الشباب وغسل عقولهم وتؤدي لانخراطهم في التطرف .
قرار الأوقاف بالرقابة
من جانبه قال الشيخ محمد عبدالرازق رئيس القطاع الديني بالوزارة إنه سيتم وضع قائمة مختومة بخاتم الوزارة على كل مكتبة في المساجد بمحتوياتها، ولن يسمح إلا بالكتب المصرح بها من الوزارة والأزهر الشريف، ومن يخالف ذلك سيتعرض لعقوبات صارمة، مضيفاً أنه تم تشكيل لجان مراقبة لمتابعة جميع مساجد الجمهورية وضبط المخالفات.
وقال إن الوزارة تضم نوعين من المساجد الأول وهي المساجد التي ليس بها مكتبات أو يوجد بها مكتبات صغيرة لا تتعدى 30 أو 40 مصحفاً وكتابين عن الصيام والحج، والثانية هي المساجد التي بها مكتبات كبيرة ومخصص لها موظف مثل مساجد الفتح، والنور، والسيدة زينب، وهذه لا ضرر منها لأن مكتباتها تشهد عمليات جرد وفرز سنوي، موضحاً أن الوزارة أعطت تعليمات بمراجعة جميع المكتبات الموجودة بالمساجد بما تحويه من أشرطة وأقراص مدمجة وكتب واستبعاد التي تحوي أفكارا متشددة.
قرار الأوقاف بالرقابة
على جانب آخر أمر الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بموافاة المديرية التابع لها المسجد بقائمة بجميع محتويات المكتبة، سواء أكانت مقروءة، أم مسموعة، أم مرئية، لاعتماد ما تراه مناسباً منها، وموافاة الإرشاد الديني بالوزارة بالقوائم لاعتمادها، وتعليق القائمة المعتمدة مختومة بخاتم الوزارة في مكان بارز بالمكتبة، وعدم ضم أي كتب جديدة إلا عن طريق الإدارة العامة للإرشاد الديني والمكتبات بديوان عام الوزارة.
وقرر الوزير إعادة فرز جميع المكتبات الملحقة بالمساجد، خاصة المساجد الصغيرة، والتخلص من جميع الكتب المخالفة، والالتزام بقائمة الكتب المصرح بها من الوزارة والتي تسلم مختومة للمساجد من المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
قرار الأوقاف بالرقابة
وما حدث يمثل سابقة خطيرة ربما تضع الوزارة في موقف حرج مع مؤسسات المجتمع المدني والمثقفين بشكل عام هذا بجانب المنادين بحرية الرأي والتعبير، قررت وزارة الاوقاف سحب كتب القرضاوي والبنا وسيد قطب من مكتبات مساجدها، ومما لا شك فيه اننا نختلف مع افكار هؤلاء الثلاثة وما ينشرونه في كتبهم، وهذا لا يعطينا الحق بحال من الاحوال في مصادرة كتبهم او منع وجودها في المكتبات العامة، فالفكر يناقش بالفكر وليس بالمنع فحسب القاعدة الشهيرة والتي تقول "الممنوع مرغوب" فيعد هذا التصرف من وزارة الاوقاف بمثابة دعاية سلبية لتلك الافكار ومحفز قوي لانتشارها، بدلا من دحضها فكريا ونقدها بشكل علمي، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يعد هذا تهديدًا لأي فكر مخالف أو مغاير لتلك الأفكار التي تتبناها وزارة الأوقاف، وحينما نطالب بتنقية مناهج الأزهر من تلك الأفكار المتطرفة والمنتشرة في هذه المناهج إنما نطالب بمناقشتها ووضعها في سياقاتها التاريخية ليس بمنعها أو حجبها أو مصادرتها، فمن المعروف أن المصادرة والمنع لا يمنعان الفكر من الانتشار، بينما المناقشة والنقد هما اللذان يصححان مسار الأفكار.
قرار الأوقاف بالرقابة
الغريب في الأمر أن وزارة الأوقاف لم تتحدث عن الكتيبات التي تكتظ بها مكتبات المساجد الخاصة بالدعوة السلفية والتي تتمثل في رسائل ابن تيمية وابن باز والعثيمين وصالح الفوزان وغيرهم من دعاة الدعوة الوهابية والتي تنشر أفكارا أشد تطرفًا وأكثر خطرًا من أفكار القرضاوي والبنا وقطب، وما تنشره الوهابية في مصر من التقليل من شأن المواطنة وعدم الاعتراف بالوطنية أو الانتماء الوطني كذلك عدم قبول الاخر واستحلال ماله ودمه وعرضه، كذلك نشر الأفكار التي تؤسس لدونية المرأة واهانتها وقهرها، بجانب أفكار الخنوع والطاعة لولي الأمر، وحرمة الخروج عليه وتحريم التظاهر والاضراب وكل اشكال الاحتجاج على سياسات الحاكم، مما يؤكد ان الوزارة لم تحارب التطرف والإرهاب والأفكار الشاذة بشكل جدي، بل هي في معركة مع فصيل واحد وهو جماعة الإخوان، بمنع كتب مفكري الجماعة من التداول في مساجدها، بينما تفتح هذه المساجد لفصيل اخر يكاد يكون اشد خطرا – السلفيين – وتسمح بانتشار كتبهم.

شارك