الخلافات المكتومة بين فرنسا وأمريكا تطفو للسطح.. والارهاب فى ليبيا كلمة السر

الإثنين 22/يونيو/2015 - 11:08 م
طباعة الفوضي فى ليبيا مصدر الفوضي فى ليبيا مصدر قلق فى فرنسا
 
تنامى نفوذ داعش فى
تنامى نفوذ داعش فى ليبيا يثير قلق دول الجوار
تصاعد الأوضاع فى تونس وليبيا يثير كثير من القلق نتيجة تنامى تنظيم داعش، ومحاولته بسط نفوذه داخل الدولتين، فى إطار خطة التوسع التى يعمل على تنفيذها ، واستغلال عدم قدرة الحكومة الليبية على بسط نفوذها نتيجة سيطرة الجماعات المسلحة على المشهد، وتنقل العناصر الارهابية من ليبيا إلى تونس والعكس، واستغلال الحدود بين البلدين فى انضمام مزيد من العناصر الارهابية لتنفيذ جرائمهم.
يأتى ذلك  فى الوقت الذى  طفت فيه الخلافات الفرنسية الأمريكية ، نتيجة محاولة كل طرف بسط نفوذه فى هذه المناطق الحيوية فى العالم، خاصة وأن كل من فرنسا والولايات المتحدة يطمعان فى السيطرة على شمال افريقيا، إلا ان عرض الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمنح تونس حليف رئيسي فى حلف الأطلنطي ، يقابله محاولة من تونس لاستعادة نفوذها القديم فى تونس، واستغلال انتشار اللغة الفرنسية نتيجة استعمار فرنسا لتونس لفترة طويلة فى الماضي.
اوباما والسبسي
اوباما والسبسي
من جانبه أكد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أن تونس اتفقت مع الجانب الأمريكي على التصدي لظاهرة الإرهاب في تونس، والتأكيد على أن الإرهاب منتشر في مختلف أنحاء العالم خاصة في ليبيا التي تفتقر لمعايير الدولة.
وسبق أن كشفت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، عن وجود قوات كوماندوز أمريكية على الحدود الليبية الجزائرية، والتي يرجح أن تكون قد تدخلت للقضاء على جماعات إرهابية، وهي خطوة تتناقض مع التزامات ليبيا مع الدول المحادة لها، وتعهداتها للجزائر بالتنسيق بين البلدين في المجال الأمني في إطار حماية الحدود ووقف تدفق السلاح والإرهاب، خلال زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال إلى الأراضي الليبية، كما كشفت أن تدخل القوات الخاصة الأمريكية جنوب ليبيا يثير قلق فرنسا، خاصة وأنه منذ نهاية عام 2013، تتواجد عناصر من وحدات "دلتا" متنكرة في زي البدو، مهمتها الأساسية أن تقوم بتدريب القوات الخاصة الليبية على مطاردة عناصر التنظيمات الإرهابية في جنوب ليبيا على الحدود مع الجزائر.
المصالح الفرنسية
المصالح الفرنسية الجزائرية مستمرة
ويري مراقبون أن هناك خلافات واضحة في تعامل واشنطن وباريس مع مكافحة الارهاب، بما يخدم مصالح كل دولة منهما، في ظل رغبة الولايات المتحدة وحلفائها في الدول في التحالف الدولي لمواجهة داعش في سوريا والعراق، بينما تعمل فرنسا على الانفراد بمواجهة الارهاب في شمال افريقيا وخاصة في تونس وليبيا، وسط تخوفات عدد من البلدان الغربية باستغلال فرنسا هذا الوضع للدفاع عن مصالحها بعيدا عن التشاور مع الدول الأخرى، خاصة وأن هناك كثير من التقارير التى تشير إلى غضب فرنسا من العمليات الأمريكية في ليبيا، وانه كان من الطبيعي أن تختص القوات الفرنسية المنتشرة في منطقة الساحل الأفريقي  القيام بهذه المهام، إلا ان قيام امريكا بشن غارات على عناصر القاعدة في ليبيا، ومن قبل الاتفاق مع اسبانيا على تشكيل قوات متمركزة في جنوب اسبانيا للقيام بمهام في افريقيا عند الضرورة، من شانها التأثير على مصالح فرنسا في القارة السمراء.
وركزت التقارير الاعلامية على أن الولايات المتحدة نجحت في استقطاب تونس، ومن جانبها تسعى فرنسا لاستقطاب الجزائر، ليس فقط في مجال مكافحة الإرهاب، ولكن في العديد من المجالات، ومنها الطاقة، والدفاع والأمن،  إضافة إلى النفوذ الجزائري في ليبيا والقطاع الضخم المشترك من الحدود بين البلدين.
انتشار السلاح أزمة
انتشار السلاح أزمة فى ليبيا
وفى هذا السياق وبالرغم من وجود قوات لكل من الولايات المتحدة وفرنسا  في ليبيا، لا تزال الاستراتيجية المتبعة منهما في مكافحة الارهاب غير واضحة، ومطالبهم من كل تونس والجزائر أمر لم يتضح بعد، وبصمات الدولتين غير واضحة في اقتلاع جذور الارهاب من شمال افريقيا، ومثلما انتشر تنظيم داعش في سوريا والعراق رغم تأسيس التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة وانفاق أكثر من 2.7 مليار دولار في 10 أشهرن يتنامى نفوذ الجماعات الارهابية في ليبيا وتونس والجزائر.
المعارك فى ليبيا
المعارك فى ليبيا مستمرة
 كما ربط الخبراء بزيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للجزائر لتدعيم العلاقات مع الجزائر بدلا من أن تتوطد علاقة الجزائر بالولايات المتحدة، واستغلال برود العلاقات بين واشنطن والجزائر على خلفية عدد من القضايا منها الملف الليبي، وكيفية معالجته.

شارك