حقيقه الدور الذى يلعبه الحشد الشعبي العراقي
الثلاثاء 23/يونيو/2015 - 04:27 م
طباعة
في يوم الاثنين 15/6/2015 و بمناسبة الاحتفال السنوي الاول لتأسيس الحشد الشعبي العراقي ؛ اعلن القيادي السيد معين الكاظمي بان اليوم يوافق انطلاق ملحمة الجهاد و تلبية لنداء المرجعية الدينية و نداء الوطن ؛وان الشعب العراقي يعتز بهذه الذكري و بما تم انجازه خلال عام بعد نكسة يونيو 2014 ؛ عندما سقطت الموصل بيد داعش و تقدم التنظيم الارهابي نحو محافظات صلاح الدين و ديالي و الرمادي و اطلق شعار " قادمون يا بغداد " و العالم كله وقف ساكنا ؛ حتي انطلقت افواج الحشد الشعبي و المتطوعين من كل مكان و تشكل هذا الجيش و استطاع ان يعزز امن حزام بغداد ؛ واكد الكاظمي انه من خلال تجربة الحشد الشعبي ثبت للعراقيين و الحكومة و الكتل السياسية ان هذه القوه هي الضامنة لهزيمة " داعش " و كسر شوكة هذه الجماعة ؛ و اكد علي اهميه الحفاظ علي هذا المشروع و ترشيده و تطويره حيث كان ارتباطه الاساسي منذ البداية بالدولة و هو يعمل تحت امرتها و هو جزء من القوات المسلحة العراقية ؛ و اضاف باننا نعمل الان علي تشكيل قوات للتعبئة في المدن المختلفة لتكون جاهزة و تكون البنية الاساسية بالمشروع المقدم من الحكومة ؛ و هو مشروع الحرس الوطني ؛ و نفي الكاظمي ان يكون الحشد تشكيلاً طائفياً و ادعي بأن هناك أكثر من 17 ألف من المتطوعين السنه و هناك أكثر من ألف أيزيدي و ألف مسيحي ؛ و تعليقاً علي كلام الكاظمي فإننا نشير مبدئياً الي بعض الحقائق الهامة ؛ ان تنظيم " داعش" نمي و ترعرع في الاراضي ذات الطابع السني او علي الاقل ذات الغالبية العظمي لسكان السنه و هي محافظات صلاح الدين و الأنبار و نينوي ؛ و قد عمد تنظيم داعش للتواجد في المناطق السنيه بحثاً عن حاضنة و محاولة اكتساب تعاطف القبائل و العشائر السنيه الي جانب خاصةً و هو يطلق خطاباً دينياً طائفياً و يحاول ان يوهم الطوائف السنيه بانه سيحررهم من عبودية و استغلال و سطوة الحكومات الشيعية المتحالفة مع امريكا و اسرائيل ؛ اما عن الحشد الشيعي فهي عبارة عن قوات شبه عسكريه تتراوح اعدادها ما بين (60 : 90 الف ) مقاتل غالبيتهم من الشيعة و تتواجد في بغداد و ديالي و صلاح الدين و الانبار و تتسلح بأسلحة ايرانية و اسلحة عراقية اضافة الي اسلحة امريكية ؛ و لنتذكر جميعا السقوط المدوي للموصل - و التي تعد ثاني اكبر مدينه بعد بغداد – بأيدي ميليشيات داعش الارهابي بعد الهزيمة المخزية بقوات الجيش العراقي هذا الجيش الذي تم صرف اكثر من 65 مليار دولار لتحديثه و تطويره و تسليحه و لكن لان الحيش العراقي جيشا طائفيا في بنيته و هيكله ولأنه يعاني مثل كل مؤسسات الدولة العراقية من الفساد و الترهل فقد اصبح جيشا ضعيفا عديم الارادة السياسية غير قادر علي مواجهة التنظيمات الارهابية سواء داعش او القاعدة او غيرهما و لان الحكومة العراقية ترتبط بتحالفات اقليمية خاصة مع ايران و نظام بشار الاسد فان هذه الوضعية سمحت باختراق الامن القومي العراقي و التدخل في الشأن العسكري و قد اكد علي ذلك نائب الرئيس العراقي نور كامل المالكي في قوله ( ان الحشد الشعبي اوقف تقدم الإرهابيين و منع انهيار الجيش و سقوط بغداد و لولا الدعم الايراني لكان الوضع في العراق صعبا جداً ) كما اكد ان ( هذا الدعم الايراني جدياً و سريع في اشارته ان ايران دعمت الي حد كبير بسحب السلاح من بعض القطاعات العسكرية الايرانية و من مخازنها ) وقد اشار المالكي ان الدعم الدولي ظل مقصوراً علي الضربات الجوية في قياده الولايات المتحدة ؛ ولكن الحقيقة التي لم يقرها المالكي ان هناك مقاتلين ايرانيين و مستشارين عسكريين ايرانيين ضمن صفوف الحشد الشعبي ؛ ان ممارسات الحشد الشعبي في المناطق التي يتم تحريرها قد اثارت غضب العالم بأجمعه فكانت عملية تحليل " تكريت " اكبر دليل علي انتهاك عناصر الحشد الشعبي ضد السكان المدنيين ؛ فقاموا بعمليات سلب و نهب للمنازل و المحلات التجارية و حرق و تدمير منازل السكان المدنيين ؛ و في اعقاب هذه الاتهامات اصدر الزعيم الدين السيستاني خطاباً بدل فيه باي جرائم ارتكبها مقاتلي الحشد الشعبي ؛ و اصدر سلسله من التوجيهات لتذكير منتسبي الحشد بحرمة الدماء و حرمة ممتلكات المدنيين و في هذا الصدد ايضاً اعرب جو ستروك نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الاوسط و شمال افريقيا في هيومن رايتش ووتش عن قلاقيل لما قد يلحق بالمدنيين من ضرر بناءً علي ما ورد للمنظمة من شهادات تخص المعارك السابقة بين قوات الحشد الشعبي و مقاتلي داعش كما ابدي رئيس جهاز المخابرات في كنجستان العراقية سرور بارزاني عن تحفظه تجاه الضوء الذي تلعبه قوات الحشد الشعبي و مصيرها بعد انتهاء العمليات العسكرية و قد جاءت تصريحات بارزاني بالتزامن مع تحذيرات نائب رئيس الجمهورية زياد العلاوي من تنامي النفوذ الايراني في البلاد نظراً لقيادتها عن بعض او عن كثب عبر دعمها لميليشيات مثل فيلق بدر و عصابات اهل الحق للعمليات العسكرية ضد تنظيم داعش ؛ ستظل ممارسات قوت الحشد الشعبي في تكليت ماثله الذاكرة و سيظل التخوف من استبدال عناصر تكفيريه لتنظيم داعش الي عناصر موجهة من ايران ذات طابع طائفي شيعي و هذا ما قد يفسر عدم جدية قوات التحالف الدولي في التعامل مع تنظيم داعش التي تتحرك عناصره علي طول الحدود العراقية السورية و في مناطق صحراوية منفصلة تسمح لطيران التحالف من توجيه ضربات قاسيه و لكن وجهة نظر الامريكان ان يظل الحال بحيث لا يحرز طرفا من الاطراف تقدما مطلقا علي الاطراف الأخرى و تظل حالة الصراع محتدمة في المنطقة حتي نصل لمرحلة الحل السياسي الرامي الي تقصير العراق ما بين سنه و شيعه و اكراد و الحقيقة ان امريكا تدعم الاطراف الثلاثة بنسب متفاوتة خاصة بالسلاح و لن ينسي العالم المشهد الكوميدي عندما القت طائرات التحالف بالأسلحة لتنظيم داعش في بداية شن الحملة الجوية و حاولت الادارة الامريكية ان تبرر هذا الحدث بانه خطأ غير مقصود الي متي سيظل الشعب العراقي يعاني من دوامة هذه الحرب و هل ستنقسم العراق حقا الي مجموعة دويلات صغيرة متناحرة علي اسس طائفية و دينية