"بوكو حرام" تاريخ أسود من عمليات الفتيات الانتحارية "الوقحة"
الأربعاء 24/يونيو/2015 - 11:30 ص
طباعة
لا تتسابق الجماعات الجهادية الإرهابية في طرق القتل فقط وإنما تتباهى بطريقة تنفيذها من خلال العمليات الانتحارية الغير تقليدية، فبعد حرق داعش للكساسبة وحبس مقاتلين أكراد في أقفاص حديدية وإعدام أبرياء بقذائف "آر بي جي" نفذت جماعة "بوكو حرام" عمليات انتحارية غير إنسانية من خلال فتيات صغيرات لقي فيها أكثر من 10 أشخاص مصرعهم وأصيب30 آخرون تم نقلهم إلى المستشفى، ونفذته طفلة فخخت نفسها وتبلغ من العمر 12 عامًا في سوق مزدحم بالرواد ببلدة غوجبا شمال شرقي نيجيريا، بعد أن دخلت السوق واتجهت مباشرة إلى قسم بيع الحبوب، وفجرت نفسها في وسط التجار والزبائن سبقها قيام انتحاريتان بتفيذ عملية أخرى في مدينة ميدوغوري، التي تقع هي الأخرى في شمال شرق نيجيريا؛ ما أدى لمقتل 20 على الأقل قبل العملية الأولى بحوالي 48 ساعة.
تنفيذ هذه العمليات من خلال فتيات صغيرات طرح تساؤلًا كيفية إتيان التنظيم الدموي بهؤلاء الفتيات، وكيف يقنعهم بتنفيذ عمليات انتحارية؟ هذا ما أجاب عليه تقرير نيجيري أخير بالقول إنه قد تكون الفتيات اللاتي تم اختطافهن في أبريل عام 2014م على يد عناصر من جماعة "بوكو حرام" من داخل مدرسة ببلدة «شيبوك» بولاية بورنو شمال شرق نيجيريا، وإن الخاطفين يحاولون غسل أدمغة الفتيات لتنفيذ عمليات انتحارية، وإن سلسلة العمليات الانتحارية التي نفذت بمدينة «كانو» خلال الأيام الماضية ربما تكون لها علاقة بمحاولة تجنيد الفتيات لتنفيذ مثل هذه العمليات، وإنه رغم صعوبة تغيير عقيدة الفتيات لتنفيذ عمليات انتحارية فإنه لا يمكن استبعاد تورط بعضهن في العمليات الانتحارية الأخيرة، مؤكداً أن الحكومة أضاعت فرصة تحرير الفتيات سواء عن طريق المفاوضات أو وسائل أخرى.
وكشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن زعيم جماعة "بوكو حرام" محمد أبو بكر شيكو، يستخدم الفتيات الصغيرات اللاتي لا تتعدى أعمارهن 10 سنوات في عمليات انتحارية، ومنهن مَن نفذتا العمليتين الانتحاريتين.
وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، من الاستخدام المتزايد للفتيات في تنفيذ الهجمات الانتحارية، لصالح جماعة «بوكو حرام» النيجيرية المتطرفة.
وقال ممثل الـ«يونيسيف» بنيجيريا، جين جوف: إن «الأطفال لا يسعون لتنفيذ هذه الهجمات الانتحارية وإنما يتم استخدامهم بشكل متعمد من جانب الكبار بأفظع الطرق»، وإنهم «ضحايا، وليسوا جناة».
ودعت المنظمة الدولية السلطات النيجيرية لوضع سلامة جميع الأطفال في مركز أجنداتها السياسية، خاصة هؤلاء الذين تأثروا بالأزمة في شمال شرق البلاد، وذلك مع اقتراب تولي الرئيس الجديد، محمد بخارى، لزمام السلطة، في وقت لاحق هذا الأسبوع؛ لأن ثلاثة أرباع التفجيرات الانتحارية التي نفذتها الجماعة في منطقة الصراع خلال عام 2014م نُفذت باستخدام فتيات ما بين سن 7 و17 عامًا، وأنه تم تنفيذ 27 تفجيرا انتحاريا هذا العام خلال خمسة أشهر فقط، مقارنة بـ26 تفجيرا خلال العام المنصرم، معظمها في أماكن مزدحمة كالأسواق ومحطات الباصات.
وفي وقت سابق من عام 2014م نفذت الجماعة أسوأ عملية إرهابية في القارة الإفريقية أدت إلى مقتل 120 شخصا وإصابة 270 آخرين في عمليتين انتحاريتين وذلك عندما فجر انتحاريان نفسيهما وفتح مسلحون النار خلال صلاة الجمعة في المسجد الكبير في كانو أكبر مدينة في شمال البلاد، وهو المسجد التابع لأمير كانو محمد السنوسي، الذي يعتبر الثاني بين أعيان الطائفة المسلمة في البلاد، وكان السنوسي حث المدنيين الأسبوع الماضي على حمل السلاح ضد "بوكو حرام".
وقال إيمانويل أوجيكو المتحدث باسم الشرطة النيجيرية: إن انتحاريين قاما بتفجير عبوتيهما الناسفتين أمام المسجد الكبير في كبرى مدن الشمال، ثم “فتح مسلحون النار على المصلين أثناء فرارهم”. ووقع الهجوم في حوالي الثانية بعد الظهر، وإنه لا يعرف ما إذا كان المفجران من الرجال أو النساء بعد موجة من الهجمات التي ارتكبتها نساء في الأشهر الأخيرة، كما لم يكشف عن عدد المسلحين بدقة، وإن مجموعة من الغاضبين قتلوا أربعة من مطلقي النار في حالة الفوضى التي سادت بعد ذلك، وأضرموا النار فيهم.