"حسن شحاتة" ضحية المعزول
الإثنين 24/يونيو/2024 - 09:56 ص
طباعة
حسام الحداد
حسن محمد شحاتة موسى العناني المولود في قرية هربيط أحد القرى التابعة لمركز أبو كبير بمحافظة الشرقية يوم الاثنين 13 ذي الحجة عام 1365 هجريا الموافق 11 أكتوبر 1946م وكان والده متزوجًا من ثلاث نساء آخرهن هي أم حسن شحاتة، وكان له 6 أشقاء كان ترتيبه الثاني بينهم، وهو الذي أثار جدلًا واسعًا عقب اعتناقه المذهب الشيعي، وقيامه بإلقاء العديد من الخطب والمحاضرات التي أثارت الرأي العام في مصر والعالم العربي.
نشأته وتعليمه
نشأ حسن شحاته في أسرة متدينة على المذهب الحنفي في محافظة الشرقية على المذهب السني وحفظ القران الكريم في سن الخامسة والنصف على يد الشيخ عبد الله العويل ثم ألتحق بالأزهر الشريف، وخطب على المنابر منذ كان عمره 15 في مسجد الأشراف بقرية هربيط، وظل يخطب فيه لمدة خمس سنوات ثم انتقل للخطابة في مسجد الأحزاب ببلدة مجاورة لمدة سنتين وعقب تخرجه من معهد القراءات التحق بالخدمة العسكرية عام 1968م بسلاح المهندسين، وكان يخطب للجنود، وشارك في حرب أكتوبر عام 1973م وعقب أداه للخدمة العسكرية انتقل للإمامة في أحد مساجد مدينة الدورامون في محافظة الشرقية، ثم انتقل إلى القاهرة عام 1984م وأصبح خطيب وإمام مسجد الرحمن بمنطقة كوبري الجامعة، وحصل على درجة الماجستير في علوم القرآن، وكان له خمسة دروس في مساجد متعددة غير خطبة الجمعة، بالإضافة إلى العديد من البرامج الدينية بإذاعة القرآن الكريم وإذاعة صوت العرب وإذاعة الشعب ندوات في نوادي القاهرة، وسجل برنامجاً أسبوعياً تلفزيونياً تحت عنوان أسماء الله الحسني كان يبث على القناة الأولى المصرية.. انضم إلى الحركة الصوفية لمدة 20 عاماً.
نشاطه الدعوى والشيعي
تحول من عقيدة أهل السنة والجماعة إلى المذهب الشيعي ما بين عامي 1994م – 1996م وكان إعلان اعتناقه المذهب الشيعي رسميًّا عام 1996 لحظة فارقة في حياته؛ حيث اعتقل لمدة ثلاثة أشهر بتهمة "ازدراء الأديان" ثم اعتقل مرة أخرى عام 2009 م ومنع قبل وفاته من السفر خارج مصر.
آراؤه
كان له العديد من الآراء المثيرة للجدل، ومنها:
الصوفية
اعتبر أن الصوفية انقسموا إلى فرق متعددة، منهم من ادعى سقوط التكليف عنهم فتركوا الصلاة، تحت ادعاء أنهم وصلوا إلى الله، وبالتالي فليس هناك داعٍ للصلاة، وفرقة تفننت في سرقة الأموال من جيوب المريدين، وفرقة ثالثة لا تعرف عن الصوفية إلا الطبل والزمر.
السلفية
اعتبر السلفية "أعداء أهل البيت عليهم السلام، والوهابية أيضًا الذين شوهوا صورة الإسلام وبنوا فكرهم على باطل؛ حتى إنهم لا يعترفون بأحد من الأئمة سوى ابن تيمية، وهم يقدسونه أكثر من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم".
مقتله
في يوم الأحد الموافق 24 يونيو 2013 كان حسن شحاته قد قدم إلى منزل أحد الشيعة بقرية زاوية أبو مسلم للاحتفال بميلاد الإمام المهدي الإمام الثاني عشر عند للشيعة فقام حشد كبير من أهالي القرية بالهجوم على المنزل وقال شاهد عيان " قاموا بكسر المدخل، وصعد حسن شحاته ورفاقه إلى الطابق الثاني من المنزل وأغلقوه بباب من الحديد لكن المهاجمين صعدوا إليهم وحطموا قطع الأثاث وألقوا الطعام في الشارع، ثم صعدوا إلى السطح، وتمكنوا من إحداث ثقب في سقف إحدى الغرف وبدءوا يلقون زجاجات المولوتوف داخل الغرفة من الثقب، فأشعلت النيران في ثياب أحد الرجال ثم بدءوا يلقون زجاجات المولوتوف من الشرفة، وعندها قرر الشيخ مغادرة المنزل مع شقيقيه ورجل رابع، يدعى عماد، لحماية الموجودين داخل المنزل من تواصل الهجوم، ولكن الحشود اعتدت عليهم، بالقضبان الحديدية والعصي الخشبية، ضرباً على الرءوس والظهور ثم أوثق الحشد أيديهم وجرّهم عبر الشوارع، وكانوا يهتفون "الله أكبر" و"بالروح بالدم نفديك يا إسلام".
وقد اتهم بقتله السلفيون ولكن الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية نفى أي علاقة للدعوة السلفية بالأمر.
وكان مقتله بسبب اتهامات وجهت له بأنه سب الخلفاء الراشدين أبو بكر وعمر بن الخطاب والسيدة عائشة بنت أبي بكر.
ردود الأفعال على مقتله
أدانت العديد من الجهات مقتله، ومنها:
جبهة الإنقاذ الوطني
شنت هجومًا حادًّا على الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين؛ لأن الخطاب الديني له هو السبب الرئيسي لما وصلت إليه الأحوال من تدهور في مصر.
حزب المؤتمر
قال حزب المؤتمر على لسان عمرو موسى رئيس الحزب المؤتمر: "إن الجريمة البشعة التي تعرض لها مواطنون مصريون في أبو النمرس تشمئز منها الإنسانية.. اللهم إنَّا نبرأ إليك مما فعل هؤلاء".
محمد البرادعي
قال محمد البرادعي، المنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطني في ذلك الوقت: "إن مقتله نتيجة للخطاب الديني المقزز حول العقائد الدينية".
حزب المصريين الأحرار
حمل الحزب الرئيس المعزول محمد مرسي المسئولية الكاملة عن الجريمة البشعة، وقال الحزب: إن دعاوى التخوين والتكفير التي يطلقها شيوخ الفتنة ودعاة القتل والحرق في الفضائيات وعبر وسائل الإعلام، وكان آخرها في حضور الدكتور مرسي ذاته في استاد القاهرة، وهو ما يعني تواطؤ النظام في كل جرائم الفتنة بسكوته على دعاوى القتل والإبادة العنصرية بحسب المعتقد والدين أو الرأي والاتجاه السياسي.
حركة شباب 6 أبريل
قال مصطفى الحجري المتحدث باسم حركة شباب 6 أبريل: إن ما حدث مع الشيعة المقتولين الأربعة تم نتيجة للاستقطاب الديني؛ نتيجة تدخل رجال الدين في السياسة وحكم جماعة الإخوان المسلمين، وإن ما حدث مع الشيعة تم بمباركة من الرئيس مرسي، حيث تم الهجوم عليهم والهتاف بهتافات عدائية ضدهم في المؤتمر الذي حضره الرئيس ولم يحرك ساكنا.
هيومن رايتس ووتش
اعتبرت "أن قتل أربعة من الشيعة على أيدي حشود يقودها فيما يبدو شيوخ سلفيون في قرية زاوية أبو مسلم في القاهرة الكبرى يوم 23 يونيو 2013م قد جاء في أعقاب شهور من الخطاب التحريضي على الشيعة الذي تورطت جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة وحزبها السياسي في بعض الأحيان فيه، ويجب أن ينظر التحقيق الذي أمر به مرسي في إخفاق الشرطة على مدار 3 ساعات في التدخل لمنع هجوم الحشود على المنزل الذي تجمع به عدد من الشيعة لمناسبة دينية، كما يجب على التحقيق أن يتناول الدور الذي قام به شيوخ السلفية ضد العائلات الشيعية في زاوية أبو مسلم، وعلى مرسي أن يوضح بما لا يدع مجالاً للبس أن الشيعة في مصر لهم حق ممارسة معتقداتهم الدينية دون خوف أو ترهيب، وهو ما أخفق في القيام به. بحسب هيومن رايتس ووتش.
وقال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "يأتي إعدام أربعة من الشيعة على نحو وحشي وطائفي عقب عامين من الخطاب التحريضي ضد هذه الأقلية الدينية، الذي تغاضت عنه جماعة الإخوان المسلمين، وشاركت فيه أحياناً، وتبين هذه الحادثة المفزعة في زاوية أبو مسلم أن الشيعة لا يستطيعون حتى التجمع داخل جدران منازلهم للاحتفال، كما تزيد مخاوف الاضطهاد وسط كافة الأقليات الدينية في مصر، وإن الخطاب التحريضي ضد الشيعة مستمر منذ عامين، من السلفيين الذين يعتبرون الشيعة طائفة ضالة، ومن الإخوان المسلمين كما طالب أعضاء في الإخوان المسلمين ومسئولون من الأزهر، وهو المركز الرئيسي للعلوم الإسلامية ومرجعيتها في مصر، طالبوا علناً بإنهاء انتشار التشيع في مصر".
الحكم على قتلته
اعتقلت الشرطة في 26 يونيو 2013م 8 أشخاص على ذمة الحادث ووجهت لهم النيابة 7 تهم لـ5 متهمين هي:
1- القتل والحرق العمد.
2- الشروع في القتل.
3- حيازة أسلحة نارية، وأسلحة بيضاء.
4- مقاومة السلطات.
5- حرق منزل عمدًا، وإتلاف محتوياته.
6- البلطجة.
7- تكدير الأمن والسلم العام.
وقررت النيابة حبس المتهمين الخمسة 4 أيام على ذمة التحقيقات وقضت محكمة جنايات الجيزة، في 13يونيو 2015م بمعاقبة، 9 متهمين حضوريًّا، و14 متهمًا غيابيًّا بالسجن المشدد 14 عامًا، وبراءة 8 متهمين.