هل تصبح ألمانيا هدف "داعش" القادم؟

السبت 27/يونيو/2015 - 12:28 م
طباعة هل تصبح ألمانيا هدف
 
بعد أحداث تونس وفرنسا، أكد وزراء داخلية الولايات الألمانية في اجتماعهم المشترك مع وزير الداخلية الاتحادي توماس دي ميزير على استمرار وجود الخطر الإرهابي في ألمانيا أيضًا، وأن مكافحة الإرهاب على قمة أولوياتهم.
عقد وزراء داخلية الولايات الألمانية أمس اجتماعًا مشتركًا مع وزير الداخلية الاتحادي توماس دي ميزير، أكدوا خلاله على استمرار تواجد خطر الإرهاب في ألمانيا أيضا. وقال دي ميزير عقب الاجتماع الذي عقد في مدينة ماينز، عاصمة ولاية راينلاند بفالتس: "هناك وضع خطير للغاية يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار". وكان الاجتماع مخصصًا أساسًا لمناقشة ملف اللاجئين والتعامل معهم، حيث طالب الوزراء بحلول أوروبية شاملة لمشكلة اللاجئين.
وردا على سؤال افتراضي حول ما إذا كان ممكنًا أن يحدث في ألمانيا اعتداء مشابه لما حدث لصحيفة "شارلي إيبدو" قال الوزير الألماني دي ميزير: "لا استطيع أن أمنح السكان في ألمانيا ضمانا بعدم حدوث مثل ذلك الحادث". لكنه استدرك قائلًا: "إن السلطات الأمنية تفعل كل ما في وسعها لمنع وقوع مثل هذه الحوادث الإرهابية".
في نفس الوقت جدد دي ميزير تضامن ألمانيا مع فرنسا بعد حادث الاعتداء على مصنع الغاز في ليون، حيث هاجم شخص واحد على الأقل مصنع الغاز المخصص للصناعة، وتم قطع رأس أحد الأشخاص، فيما تم جرح شخصين آخرين.
وقد أظهر الهجوم الإرهابي الجديد في فرنسا أن أوروبا مهددة فعليًّا، ويمكن أن تضربها الهجمات الإرهابية في أي وقت. فما الذي تفعله السلطات الأوروبية عموما والألمانية خصوصًا لمنع وقوع مثل هذه الهجمات؟ وهل إجراءاتها كافية؟ 
 "نهج جديد صارم في التصدي للإرهاب"، هذا ما وعد به وزير الداخلية الفرنسي، بعد الهجوم الإرهابي على مجلة شارلي إيبدو وعلى مواقع يهودية في باريس مطلع العام الجاري، كما وعد بتعزيز قوات الأمن من حيث العدة والعدد، هذا من جهة، ومن جهة أخرى وعد بتكثيف المراقبة وتوعد بتشديد العقوبات.
ولكن يبدو أن تلك الإجراءات بقيت غير كافية. فقد استيقظ الأوروبيون أمس على وقع أخبار اعتداء إرهابي جديد في فرنسا. أسفر الاعتداء عن مقتل شخص وإصابة آخرين بجروح في هجوم نفذه شخص يحمل راية "جهادية" في مصنع للغاز قرب ليون شرق فرنسا. هذا الهجوم جاء بعد أقل من ستة أشهر فقط على هجمات إرهابيين في منطقة باريس أدت إلى مقتل 17 شخصًا في يناير.
أحد منفذي هجوم الجمعة يدعى ياسين صالحي ويبلغ 35 من العمر متحدر من المنطقة نفسها جرى اعتقاله بحسب وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، الذي أكد أن الاستخبارات رصدت صالحي بين 2006 و2008 للاشتباه بتطرفه، لكنه أكد أن سجله القضائي فارغ.
صالحي دخل مصنع الغاز في منطقة سان كانتان فالافييه وهو يرفع راية جهادية وفجّر عددا من اسطوانات الغاز. وتم تأكيد مقتل شخص عُثر على جثته مقطوعة الرأس قرب الموقع، كما عثر في المكان على راية تحمل كتابة باللغة العربية .

هل تصبح ألمانيا هدف داعش القادم؟

هل تصبح ألمانيا هدف
فرنسا وبلجيكا والدانمارك تعرضت لهجمات هذا العام، وتبدو أوروبا كلها مهددة، كما يرى خبراء أمنيون. ومنذ اعتداءات سبتمبر 2001، تعرضت القارة لعدة هجمات إرهابية كبيرة، أشهرها اعتداء مدريد 2004، يومها سقط 191 قتيلا، وفي لندن 2005 حيث سقط 56 قتيلا.
ولكن ألمانيا بقيت حتى الآن شبه مصونة من الهجمات الإرهابية، باستثناء محاولات بسيطة تم كشفها قبل وقوع الاعتداءات .
تعيش ألمانيا حالة قلق وارتباك في التعامل مع الشباب المسافرين إلى سوريا والعراق للانضمام إلى صفوف "داعش". 
والعائدين منهم إلى بلدانهم الأوروبية. بعضهم عاد فعلًا إلى أوروبا، بعد أن انخرط هناك لعدة أشهر في التدريب والقتال. وبحسب الداخلية الألمانية، هناك حوالي 200 عائد من أصل 750 من المتطوعين الألمان الذين ذهبوا للقتال مع "داعش".
"وطبقًا لبيانات هيئة حماية الدستور(جهاز الأمن الوطني الألماني) فهناك حوالي 270 شخصًا في ألمانيا، يصنفون على أنهم خطرون ومن المحتمل أن يقوموا بعمليات إرهابية في أي وقت".

شارك