"داعش والنصرة" تحالف الدم والإرهاب

السبت 27/يونيو/2015 - 03:01 م
طباعة داعش والنصرة تحالف
 
 على الرغم من الاختلاف بين تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام "داعش" وقاعدة الجهاد في بلاد الشام "جبهة النصرة"، إلا أن هناك حالة من تشابك المصالح بين الطرفين وذلك بسبب النشأة الواحدة لكلا التنظيمين، والتي تدرجت من مرحلة التحالف إلى الخلاف، ثم الصراع الدموي على مناطق النفوذ تبادل المصالح داخل هذه المناطق، وهو ما حدث مؤخرًا في ريف حلب الشمالي؛ حيث فتحت "داعش" الطريق بريف حلب الشمالي لمرور شاحنات نقل الوقود إلى مناطق سيطرة النصرة وباقي مقاتلي الجبهات الإسلامية، ودارت بعد منتصف ليل الخميس 26-6-2015م اشتباكات في منطقة تلة المحروقات بالقرب من قرية الوضيحي بريف حلب الجنوبي، بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من طرف، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وعناصر من حزب الله اللبناني ولواء القدس الفلسطيني من طرف آخر.
داعش والنصرة تحالف
 وكانت "داعش" قد سمحت لعدة شاحنات محملة بالوقود بالعبور نحو مناطق سيطرة الفصائل الإسلامية والمقاتلة، بريف حلب الشمالي، واتهم نشطاء مقاتلي الكتائب المقاتلة بحجز عدد من الشاحنات والاستيلاء على حمولتها، وجاء السماح لدخول شاحنات نقل الوقود عقب قيام الكتائب المقاتلة والإسلامية وجبهة النصرة قبل يوم بفتح الطريق أمام السيارات المتجهة إلى مناطق سيطرة تنظيم "داعش"، والتي تحمل مواد غذائية وخضروات ومواد صناعية، وإعطاء مهلة لمدة 48 ساعة فقط لإغلاق الطريق في حال لم يقم التنظيم بفتح الطريق من جهته لمناطق الفصائل وجبهة النصرة.
 وقال الناشط السوري ثائر القلموني: "إن التعاون عاد بين تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" لصد تقدم "حزب الله" والجيش السوري بعد نحو شهر على مواجهات محتدمة بين التنظيمين المعارضين أدّت لمقتل العشرات منهما، خاصة وأن أكثر من عامل يمنع عناصر "النصرة" من الانتقال إلى داخل عرسال: فالجيش اللبناني يحكم سيطرته على كل مداخل عرسال، ويستطيع كشف كل المعابر؛ ما يجعل من الصعب جدًّا الدخول إليها، كما أن البلدة بالنسبة لقيادات الجبهة تُعتبر غير آمنة، باعتبار أن عناصر الجيش اللبناني قادرون على مداهمة أي منزل في عرسال في أي وقت يريدونه؛ ما يشكّل خطرًا على هذه القيادات.
داعش والنصرة تحالف
 وكشفت صحيفة ديلي بيست الأمريكية في تقرير لها، عن اجتماع سري بين قادة في جبهة النصرة وداعش بواسطة مجموعة خراسان، سعى لدمج التنظيمات الإرهابية وأن مجموعة خراسان، التي استُهدفت مرتين من قبل قوات التحالف الدولي، تتوسط بين جبهة النصرة وتنظيم داعش، للتوحيد بين الجماعتين، وأن التعاون شمل التنسيق بين التنظيمين في الحرب ضد جبهة ثوار سوريا، وذلك في اجتماع عقد غرب مدينة حلب، بين ممثلين من الجماعات الجهادية، وأشرف عليه أعضاء في مجموعة خراسان وحضر الاجتماع أفراد من جماعات متشددة أخرى، مثل جند الأقصى، وأحرار الشام، وخلص الاجتماع الذي حضره زعيم النصرة أبو محمد الجولاني، إلى أنه يجب محاربة جبهة ثوار سوريا، والجيش الحر.
وتابعت أن الاتحاد، في حال حدوثه، سيجلب تداعيات خطيرة على الغرب، كونه سيغير المعطيات في ساحة الصراع السورية، وسينمي القوى المناهضة للمصالح الغريبة، على حساب قوى المعارضة المعتدلة التي تدعمها أمريكا، وأن تنظيم خراسان يسعى الآن لوضع حد للخلافات بين "النصرة" و"داعش"؛ الأمر الذي رأت الصحيفة أنه بدأ يحدث بالفعل في شمال سوريا؛ حيث إن التنظيمين يشنان هجمات موحدة. 
داعش والنصرة تحالف
ويمكن اعتبار الأسباب التالية هي ما مهدت للتعاون بين "داعش" و"النصرة"، وتتمثل فيما يلي: 
1- عدم حسم واشنطن للصراع في سوريا هو ما خلق الظروف المناسبة لهذا التعاون.
2- إدارة أوباما هي التي عززت "التقارب الجهادي" من خلال الضربات الجوية غير المدروسة على "جبهة النصرة".
3- رفض التحالف بشدة استهداف قوات الرئيس السوري بشار الأسد، وهو ما يعزز من فرص تنامي الصراع وبالتالي زيادة تحالفاته.
4- الضربات الأمريكية مهدت لتعاون وثيق بين الجماعات الجهادية وسكان المناطق التي تخضع لسيطرتها؛ وذلك نتيجة غضب الأهالي من عدم استهداف التحالف لقوات الأسد.
5- إدراك جبهة النصرة بأن الضربات الجوية ستستمر في استهدافها؛ لذا فضلت توحيد قواها مع داعش.
داعش والنصرة تحالف
وكان داعش قد أرسل مؤخرًا أكثر من 100 مقاتل في 22 مركبة، لمساعدة جبهة النصرة، في الهجوم الذي شنته ضد التحالف المعتدل "جبهة ثوار سوريا"، بقيادة جمال معروف في محافظة إدلب استهدفت النصرة المجموعة العلمانية "حركة الحزم"، التي زودتها واشنطن بدبات وأسلحة.
 وتؤكد الحقائق على الأرض وجود تعاون بين الطرفين في أوقات سابقة؛ مما يعزز من فرص التعاون في فترات لاحقة، ومن هذه العمليات المشتركة التي تم تنفيذها سويًّا ما يلي: 
1- اقتحام معسكر الفاتح شمال سوريا، واقتحام مبنى أركان الجيش السوري، ومعركة الفوج 111 ومعركة كتيبة المدفعية بالميادين ومعركة حلب 2012.
2- اقتحام ثكنة هنانو وقتل 11 جنديًا، بالإضافة إلى قتل 32 جنديًا خلال غارة على قاعدة الرقة، والهجوم على قاعدة النعمان العسكرية في وادي ضيف في أكتوبر 2012.
3- الهجوم على قاعدة تفتناز الجوية في نوفمبر 2012، وهي قاعدة استراتيجية للجيش السوري، تحوي ما يقرب من 48 طائرة هليكوبتر. 
4- قتل 28 جنديًا سوريًا بعد الاستيلاء على ثلاث نقاط تفتيش تابعة للجيش حول سراقب في نهاية أكتوبر 2012؛ ما اضطر الجيش السوري للانسحاب من المنطقة في اليوم التالي، وأعدم في هذه المعارك بعض الجنود الأسرى دون محاكمة، واعتبرتها الأمم المتحدة جرائم حرب محتملة. 
داعش والنصرة تحالف
وقال جيمس كلابر مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية: "إن تنظيمي "داعش" و"القاعدة" لا يوحدان جهودهما في سوريا، بل تعاونا في ظرف محدد لأسباب تكتيكية، وقد حصل تنسيق تكتيكي في ساحة القتال في ظرف محدد، حين وحدت مجموعات محلية مصالحها من أجل هدف تكتيكي، ولكن في شكل أكثر شمولية لا أرى أن هذين التنظيمين يتوحدان، على الأقل حتى الآن".
وعلى الجانب الآخر أكد خبراء أمريكيون، على أنهم لا يدركون أي تعاون بين "داعش" و"النصرة"، وأنهم يشككون في أن عملية اندماج على المدى الطويل يمكن أن تستمر؛ لأن الخلاف بينهما عميق جداً.

شارك