السلفية الجهادية تحول ألمانيا إلى "بؤرة" تصدير الإرهاب لسوريا

الأحد 13/يوليو/2014 - 03:31 م
طباعة السلفية الجهادية
 
اكتشفت الشرطة الألمانية، وجود رسائل متبادلة بين بعض المنظمات السلفية  الجهادية، تحشد لاجتماع يضم 1000 شخص يوم 20 يوليو الجارى في مدينة كولون، ولكن مكان الاجتماع لم يعلن بعد.
وجاء مضمون تلك الرسائل بين المنظمات السلفية المتشددة في ألمانيا والنمسا، عن الاستعداد  لبرنامج حافل لاجتماع يتضمن القاء كلمات ومحاضرات وتوزيع مصاحف، يتوج بحملة تبرعات لدعم نشاط المنظمات السلفية. 
السلفية الجهادية
وقد اعترضت الشرطة الألمانية هذه الرسائل، التي تفيد بالاستعداد إلى انعقاد قمة سلفية في كولون، تقام في 20 يوليو، يحضرها ألف سلفي من كل أوروبا، إلا أنها لم تعرف بعد مكان انعقاد هذه القمة.
ومن المتوقع أن يكون السلفيين الجهاديين، الألماني رالف ييجر، و إبراهيم أبو ناجي، الفلسطيني الأصل، والنمساوي محمد م.، الذي ينشط تحت اسم "أبو اسامة الغريب، من أهم المشاركين في الاجتماع.
من أبرز المنظمات التي تحضر لتلك الاجتماع  هم "الدين الحقيقي"، التي يقودها أبو ناجي في كولون، وجماعة ميلاتو إبراهيم التي يقودها محمد ج م.، ومنظمة "الدعوة إلى الجنة" السرية، التي يقودها بيير فوجل في فريشن بضواحي كولون.
وفى وقت سابق حظرت النيابة العامة الألمانية،  نشاط "الدعوة إلى الجنة"، بدعوى التحريض على الكراهية.
ويبدو أن التشدد الألماني وفرض الرقابة على نشاط كوادر جماعة الدين الحقيقي دفعها إلى إعادة النظر في شكل نشاطها التنظيمي، والانتقال إلى بلدان أوروبا المجاورة.
السلفية الجهادية

 وقالت كلاوديا دانتشكة، الخبيرة في شؤون التنظيمات الإسلامية في برلين، إن المنظمة تعيد ترتيب تنظيماتها بهدف الخلاص من الرقابة.
 وأضافت: "الرقابة الألمانية المشددة أجبرتهم على نقل نشاطهم من برلين إلى ولاية الراين الشمالي فيستفاليا، ومن ثم إلى سويسرا والنمسا، بعد أن لاحقتهم الرقابة إلى هذه الولاية الكثيفة بالسكان، ومعروف أن هذه الولاية لصيقة بهولندا وبلجيكا ولوكسمبرغ، وأهم المعابر وأقصرها إلى بريطانيا وفرنسا".
أكدت دائرة حماية الدستور الألمانية، خلال تقرير لصحيفة دي فيلت الواسعة، تحدث عن انتقال اثنين من أكثر أئمة المساجد تشددًا من مكانيهما في برلين إلى زولنجن، وإلى بون، أحد الاثنين هو المدعو محمد م.، الذي تم تسجيل اسمه على اللوحة المكتوبة على باب مسجد ميلاتو إبراهيم حاليًا في زولنجن، ويعرف محمد م، الذي يلقي الخطب أيضًا باسم أبي أسامة الغريب، انه نمساوي الجنسية، سجن 4 سنوات في النمسا بتهمة نشر الدعاية لمنظمة القاعدة السرية، والتحريض على الكراهية، وكان محمد م. قد اختفى بعد إطلاق سراحه في نهاية العام 2011 ليظهر في برلين، ولينشط خطيبًا في مسجدين بحي كرويتسبيرغ وحي نويكولن، اللذين تسكنهما غالبية أجنبية، وكان اختفى بعد فترة من إطلاق سراحه في نهاية 2011 ليظهر في برلين، ناشطًا كخطيب في مسجدين في حي كرويتسبيرغ وحي نويكولن، اللذين تسكنهما غالبية أجنبية. 

السلفية الجهادية
وقال دانييل فورتمان، المتحدث الرسمي باسم شرطة كولونإن، أن الرسائل المتبادلة بين اقطاب السلفيين حرصت على عدم كشف مكان الاجتماع، إلا قبل يوم فقط من موعده، لتجنب ملاحقة الشرطة والتظاهرات المناهضة.
وأكد فورتمان أن الاجتماع سيجري داخل قاعة مغلقة، ولا يمكن بالتالي حظره بحسب قانون التجمع والتظاهر، مؤكدًا الشرطة تراقب الناشطين الرئيسيين عن كثب وهما أبو ناجي ، وجماعة ميلاتو إبراهيم التي يقودها محمد ج م ، في محاولة لكشف مكان الاجتماع مسبقًا. 
وعبر المتحدث الرسمي عن خشيته من قضيتين الأولى، أن يجري جمع التبرعات وتجنيد الشباب للقتال في سوريا والعراق، والثانية، أن يعرف اليمين المتطرف "النازيين" الجدد، بمكان الاجتماع، مما يؤدى إلى حدوث اشتباكات بين الطرفين.
والنازيون الجدد هي حركة متطرفة عنصرية سياسية ايديولوجية توصف بـ"النازية" وتسمى أيضا بالفاشية الجديدة التي نشطت مؤخرا في الدول التي ينتمي غالبية سكانها من البشرة البيضاء في العالم وخاصة في أوروبا وتعرف هذه الحركة انها تتبع أهداف ومبادئ الحركة النازية تحت قيادة أدولف هتلر.
وأكد  فورتمان أن سبب اختيار كولون من قبل السلفيين، وقبلهم النازيون، للاجتماع، هو أن مدن الراين الشمالي فيستفاليا محاذية للحدود مع هولندا وبلجيكا وفرنسا، فهي مكان مثالي لتسهيل اللقاءات بين التنظيمات من مختلف الدول الأوروبية.
وقد شهدت ألمانيا في الآونة الأخيرة صراعاً محتدماً بين تيار اليمين المتطرف الممثل في البرلمان الألماني بعدد من الأحزاب السياسية من ناحية، والتيار الاسلامي السلفي من ناحية أخرى.

السلفية الجهادية
بدأ الصراع بين السلفيين واليمين المتطرف في ألمانيا منذ استخدام حزب يميني ألماني للرسوم الدنماركية المسيئة للإسلام في أعمال الدعاية الحزبية له في أوقات الانتخابات، وهو حزب " من أجل شمال الراين 
حيث قام بإطلاق حملة بعنوان "للحرية ولا للإسلام" في أثناء الانتخابات البرلمانية بولاية شمال الراين كجزء من الدعاية الانتخابية الهادفة لاستقطاب أصوات التيارات السياسية المعادية للأقليات المسلمة أو المعادية للأجانب بشكل عام في ألمانيا من ناحية، واستقطاب الناخبين المنتميين لتيار اليمين وحشد أصواتهم لصالح الحزب من ناحية أخرى، مما دفع المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، وهو الكيان الرسمي الذي يمثل المسلمين، الى رفع دعوى قضائية ضد ذلك الحزب يتهمه فيها بالإساءة للإسلام، وأن هذا السلوك قد يكرس صوراً نمطية سلبية ازاء المسلمين في ألمانيا، ويحول دون اندماجهم وانخراطهم في المجتمع الألماني بقيمه وتقاليده الراسخة.
ويعتبر الاجتماع، دليلا قاطعًا على أن منظمات السلفية السياسية في ألمانيا قد ازدادت تطرفًا في الفترة الأخيرة، وهو ما حذر منه رالف ييجر، وزير داخلية ولاية الراين الشمالي فيستفاليا، قبل أسبوع فقط.
يأتي ذلك في الوقت التي تشن الدولة الإسلامية في العراق والشام، "داعش" هجماتها على محافظات العراق، حيث أعلن التنظيم عن قيام الخلافة الإسلامية، وبايعت زعيمها أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين، وبالأخص بعد الخلافات بين عناصر التنظيم وبقية فصائل المعارضة السورية في الغوطة الشرقية بريف دمشق وفي مدينة البوكمال قرب الحدود العراقية، إلى اشتباكات دامية، في حين ارتفعت حصيلة الاقتتال الداخلي بين الفصائل المتحاربة في سوريا خلال ستة أشهر إلى 7000 قتيل.
يتوقع المراقبون أن تكون المنظمات السلفية، أعدت هذا الاجتماع للتنسيق وتجنيد الشباب للقتال في سوريا والعراق  
وكانت قد شنت قوات الأمن في ألمانيا حملة أمنية موسعة في أنحاء متفرقة من ألمانيا ضد "داعش".

السلفية الجهادية
وألقت الشرطة القبض على ثلاثة متهمين خلال الحملة، وحسب الادعاء العام الألماني في مارس الماضي في مدينة كارلسروه فإن الأمن داهم عشر شقق خلال الحملة التي شملت كلا من مدينة برلين و بون و فرانكفورت وألقت القبض على شخص ألماني الجنسية في برلين و شخص تركي في فرانكفورت و امرأة تحمل الجنسية الألمانية والجنسية البولندية في بون.
من جانبها أكدت الشرطة أن أكثر الجماعات السلفية تشددًا انتقلت من العاصمة برلين إلى مدينة زولنجن، وإلى العاصمة السابقة بون، وإلى كولون، وبينها أحد أقطاب الجماعات السلفية،  محمد م، كما رصدت دائرة حماية الدستور انتقال السلفي الألماني "دينيس س" من برلين إلى بون، بهدف النشاط في المشهد الإسلامي في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا والرجل الذي اعتنق الإسلام في السنوات الأخيرة، كان نشط في مجموعة تغني أغاني "راب" قبل تحوله إلى الإسلام، وتتهمه الدائرة بتأليف أناشيد إسلامية، تدعو إلى التشدد، وتحرض على الكراهية وتهين أصحاب الديانات الأخرى.
ويعد كل من "محمد م"، "دينيس س" بالإضافة إلى بيير فوجل، الملاكم السابق، الذي يعيش في ضواحي كولون، ثلاثيًا خطيرًا يقودون العمل في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا. 
ومعروف عن فوجل أنه مقرب من جماعة الاخوان المسلمين في مصر، وسبق له أن قضى سنوات في القاهرة، قبل أن يظهر مجددًا في فريشن، كداعية اسلامي، يضاف اليهم سفين لاو، الذي أسس في العام 2010 منظمة سلفية اسمها "الاسلامي النشط"، وتنظم عملها في مدينتي مونستر ومنشنغلادباخ في ولاية الراين الشمالي.
وتعتقد النيابة العامة أن هذه المنظمة تنشط كبديل لمنظمة "الدعوة إلى الجنة" المحظورة. وتم تشخيص أحد مؤسسيها، وهو ابراهيم توماس، الذي يلقب بابراهيم الألماني، المعروف لدى الشرطة باعتباره الذراع اليمنى لبيير فوغل.
وكانت النيابة العامة في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا الألمانية حققت مع جماعة "الدين الحقيقي"، التي تصنفها دائرة حماية الدستور الألمانية ضمن الجماعات السلفية المتشددة. 

السلفية الجهادية
ويأتي التحقيق مع هذه الجماعة بعد شكوك أثيرت حول أعضائها كونهم مصدراً لتهديدات مبطنة وجهت إلى صحفيين ألمان على موقع "يوتيوب".
وتقدر دائرة حماية الدستور عدد السلفيين في ألمانيا بنحو 6000 شخص، يعيش منهم نحو 1500 في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا، وتصنف الدائرة 850 منهم كأفراد مستعدين لممارسة العنف.
ذكرت تقارير صحفية في ألمانيا أن أجهزة الأمن رصدت تناميا ملحوظا في أعداد أنصار المنظمات والجماعات الإسلامية في البلاد خلال العام الماضي.
 وقالت مجلة "دير شبيغل" الألمانية استنادا إلى تقرير لهيئة حماية الدستور، ينتظر أن يتم الإعلان رسميا بأن أعداد أنصار منظمات مثل "ميلي غروش" التركية و"حزب الله" اللبناني وصلت في عام 2012 إلى 42 ألف و550 شخصا مقابل 38 ألف و80 شخصا في العام 2011.
ووفقا لما ذكرته المجلة فإن التقرير الأمني أوضح أن أكبر الزيادات كانت من نصيب التيار السلفي الذي زاد عدد أنصاره في العام الماضي إلى 4500 مقابل 3800 شخص في عام 2011.
 تجدر الإشارة إلى أن وزير الداخلية الألماني هانز بيتر فريدريش كان قد حظر ثلاث جمعيات سلفية العام الماضي.
وكانت السلطات الألمانية قد شنت حملة مداهمات وتفتيش ضد عناصر تنتمي إلى التيار الإسلامي المتشدد في ولايتي شمال الراين، ويستفاليا وهيسن غربي ألمانيا .
وكان وزير الداخلية الألماني هانز-بيتر فريدريش أصدر قرارا بحظر نشاط بعض الجماعات المتشددة على غرار اتحاد "صوتيات إسلامية" السلفي، إلى جانب منظمة فرعية تابعة لجماعة "ملة إبراهيم" التي أصدر الوزير قرارا من قبل بحظرها عام 2012 .


شارك