على خطى إسرائيل.. "داعش" تهدد مسيحيي القدس

الأحد 28/يونيو/2015 - 01:45 م
طباعة على خطى إسرائيل..
 
يبدو أن التنظيم الإرهابي "داعش"، يبذل أقصي ما في وسعه لبث الرعب والخوف في نفوس المواطنين، في أنحاء العالم، بداية من العراق وسوريا وليبيا والسعودية والكويت وتونس، إلى أن وصل للقدس الشرقية، بالوعيد والتهديد، عن طريق إصدار بيانًا لمسيحيي القدس بمغادرة المنطقة خلال شهر رمضان وإلا سيكون مصيرهم الذبح.

على خطى إسرائيل..
يتضمن البيان تهديدًا بطرد المسيحيين، مشيرًا إلى أن عملية تطهير للأحياء الإسلامية في القدس من النصارى ستبدأ خلال شهر رمضان من حي شعفاط، وصولًا إلى البلدة القديمة وكنيسة القيامة، واختتم البيان تهديداته بأنه سينفذ عمليات القتل والذبح في أول أيام عيد الفطر.
فيما اعتبر المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المنشور المنسوب لتنظيم الدولة "داعش" الذي انتشر في مدينة القدس المحتلة، مشبوها ومسيئا وخطيرا.
وظهر المنشور أمس الأول وانتشر في القدس المحتلة دون معرفة مصدره وهو منسوب لـ "داعش"، ويحرض ضد الفلسطينيين المسيحيين في القدس ويهددهم بالقتل في حال عدم رحيلهم بحلول نهاية رمضان.
وفي بيان له أشار المطران حنا إلى أنه تم تعميم المنشور المذكور بشكل متعمد على كافة رجال الدين المسيحي في مدينة القدس المحتلة وعلى كافة الكنائس والرعايا المسيحيين.
 وقال إنه لا يعرف من يقف خلف المنشور، مرجحًا أن تكون هذه جهة عميلة أو دخيلة أو مشبوهة تهدف إلى إثارة الفتن والنعرات الطائفية بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد. 
وأكد حنا في بيان له رفضه للمنشور ومضامينه، موضحًا أن المسيحيين سيبقون على أرض مدينتهم "القدس" ولن يغادروها لأي سبب، قائلا: "نحن باقون هنا جنبًا إلى جنب مع إخوتنا المسلمين ولن نتنازل عن قيمنا المسيحية وعن وحدتنا الوطنية".

على خطى إسرائيل..
يؤكد البيان الصادر عن المطران أن ظاهرة "داعش" وأخواتها من المنظمات الإرهابية هي صناعة استعمارية بامتياز نعرف من يمولها ومن يشجعها ومن يوجهها، والكل يعلم بأن المستفيد الحقيقي من تدمير مجتمعاتنا العربية وإثارة الفتن في صفوفنا وبين ظهرانينا، المستفيد الحقيقي هي القوى الاستعمارية التي لا تريد الخير لشعوبنا وتسعى لتصفية القضية الفلسطينية وابتلاع القدس، مضيفًا أن الفلسطينيين ينظرون إلى "داعش"، وغيرها من المنظمات الإرهابية على أنها ظاهرة مسيئة ليس فقط للمسيحيين، وإنما للمسلمين أيضًا، ولكل القيم الإنسانية والحضارية.
يرى مراقبون فلسطينيون أن البيان المنسوب لـ"داعش" غريب اللهجة ومشبوه الأهداف، ويبدأ بمغالطة حيث عُنون بـ"دولة الإسلامية بالعراق والشام" وهو المسمى غير المستخدم منذ فترة بعيدة بعد إطلاق اسم "الدولة الإسلامية داعش".
وتسعى إسرائيل جاهدة في فض القدس من سكانها العرب الأصليين، وعملت بشكل خاص على تبديد شمل الفلسطينيين المسيحيين وطمس تاريخهم ودورهم المؤسس في صنع حضارة هذه المنطقة وصياغة تاريخها.
يقول مراقبون: إن جميع محاولات إسرائيل في الاحتلال والاستيطان والعنصرية باءت بالفشل، فالمسيحيون برغم نزيف الهجرة الذي لم ينقطع، ما زالوا عاملا رئيسيا في المعادلة الفلسطينية.

على خطى إسرائيل..
في المقابل فإن جميع المحاولات التي فشلت فيها إسرائيل، يسعى تنظيم "داعش"، لاستكمالها في مساعدتها على فض القدس من السكان المتواجدين فيها، حتى يدخل في سباق الاحتلال القائم.
فجميع البيانات والتهديدات التي توزع في العاصمة الفلسطينية المحتلة تؤكد أن إسرائيل وداعش وسيلتان لعملة واحدة، هي احتلال القدس.
وتتزامن هذه التهديدات مع منع سلطات الاحتلال المطران عطا الله حنا من الوصول إلى الخليل للمشاركة في مسيرة واعتصام احتجاجيين على أعمال التوسع الاستيطاني، وتوقيفه في مقر المخابرات الإسرائيلية لساعات قبل أن يتم الإفراج عنه.
كذلك يتزامن مع توقيع الفاتيكان على اتفاق مع دولة فلسطين، والذي يعد الأول من نوعه، ينظم العلاقات بين الجانبين وبالأخص الوجود الكاثوليكي في فلسطيني، وهو الاتفاق الذي أغضب نتانياهو وحكومته، بالنظر للآثار المترتبة عليه، من تطورات وتداعيات.
ويقول متابعون: إن "داعش" يريد أن يقنع الكثيرين بـ "الاستثناء الإسرائيلي" من خلال تسويق وتسويغ حربه المفتوحة على "طواغيت" المنطقة وأسيادهم.
ويرى متابعون أن السلطة والمجتمع الفلسطيني بمسلميه ومسيحيه لا بد وأن تأخذ التهديد على محمل الجد، وأن يعملا كل ما في وسعهما لحماية هذه الأماكن والعوائل، وهي مسئولية الاحتلال عن توفير الأمن والحماية لمن يخضعون لسلطته وجبروته بموجب القانون الدولي.
فيما يرى خبراء أن إسرائيل لن تهتم بهذا الشأن، وأن الدماء أصبحت بالنسبة لها مجرد أمر طبيعي اعتادت عليه، وتسعى لتفريغ القدس من سكانها دون أن تتحمل مسئولية ذلك.

شارك