تنوع عمليات داعش يثير حيرة الغرب.. ودعوات بالتعاون الدولي لمكافحة الإرهاب

الأحد 28/يونيو/2015 - 09:17 م
طباعة تفجير مسجد بالكويت تفجير مسجد بالكويت يثير مخاوف تكراره
 
داعش يرعب الغرب
داعش يرعب الغرب
تنامي جرائم تنظيم داعش في أكثر من بلد، كان محل اهتمام وسائل الاعلام ومراكز الأبحاث الغربية، وتدور تساؤلات عديدة بشأن الخطوات التي يقدم عليها التنظيم لتحقيق أهدافه وترويع المواطنين، وقال خبراء في شئون الجماعات الارهابية أن الهجمات الثلاث التي شهدها يوم الجمعة الماضي تبدو غير مرتبطة من حيث الهدف أو الأسلوب، لكنها دليل مؤكد على مدى توسع وانتشار تنظيم داعش وتأثيره في القارات الثلاث.
من جانبها أكدت الواشنطن بوست الأمريكية  أن الهجمات الثلاث جزء من النمط الفوضوي والعنيف الذي يتبعه التنظيم، وتعكس النطاق الواسع لأهدافه، التي لا تقتصر على سوريا والعراق فقط، كما أن اندلاع أعمال عنف في ثلاث قارات في وقت واحد تقريبًا يزيد المخاوف من مدى قابلية التنظيم للتوسع.
انتشار الارهاب يقلق
انتشار الارهاب يقلق المجتمع الدولى
ويرى خبراء أن هذه الهجمات الدامية جاءت بعد أيام قليلة من ظهور الناطق باسم داعش في شريط مصور يحث مقاتلي التنظيم على شن هجمات خلال شهر رمضان، مع اقتراب الذكرى السنوية لظهور التنظيم في العراق وسوريا.
من جانبه قال بروس هوفمان  المحلل في شؤون الجماعات الإرهابية بجامعة جورجتاون الأمريكية أن تنظيم داعش أصبح أكثر توسعًا جغرافيا وفكريا، كما أن طبيعة هذا التنظيم غير المنتظمة تجعل من الصعب احتواؤه مقارنة بتنظيم القاعدة.
وقال مارينا أوتاواي الباحثة في معهد ويلسون لدراسات الشرق الأدنى أن تونس لا تملك حكومة قوية ولذا يمكن اختراقها بسهولة.
بينما يري نائب المدير السابق لمركز مكافحة الإرهاب في وكالة الاستخبارات المركزية بول بيلر أن الإصلاحات التي تتبعها تونس مؤشر خطر للمتشددين، وليس من قبيل الصدفة أن تكون تونس محط تركيز مثل تلك التنظيمات.
الارهاب الاسود يطول
الارهاب الاسود يطول الجميع
على الجانب الآخر يرى بيتر بيرجن، محلل للشؤون الأمنية في شبكة "سي إن إن" الأمريكية إن الهجمات التي عصفت بثلاث دول هي الكويت وتونس وفرنسا تعكس الوجه الحقيقي للإرهاب الدولي" بمعنى أنها جرت بثلاث طرق مختلفة وضربت أهدافا متنوعة، وأن العملية في فرنسا تؤكد ضرورة متابعة المئات من الأوروبيين الذين سافروا للقتال بصفوف داعش.
شدد على أن الهجمات تعكس بالفعل مفهوم وتكتيكات الإرهاب العالمي، فما حدث في فرنسا هو نتاج حالة من التطرف الذاتي الداخلي الذي نشأ وتأسس في فرنسا، بتأثير من داعش، ولم يسفر الهجوم سوى عن خسائر بشرية محدودة، أما في الكويت، فقد ترك الهجوم على مسجد للشيعة الكثير من القتلى والجرحى، في ظاهرة تشبه ما حدث بالسعودية خلال الأسابيع الماضية، بينما في تونس، كان الهجوم  بأسلوب "الفدائيين" الذي يعتمد على عملية يشنها مسلح مستعد للتضحية بنفسه وتستمر لساعات أو حتى لأيام في بعض الأحيان، كما حصل في هجوم مومباي بالهند على الفندق الشهير، وبالتالي فإن تلك الهجمات تعكس تنوعا في الأهداف والتكتيكات المستخدمة من قبل الناس الذي تحركهم الأفكار الجهادية." 
من جانبها اعتبرت "يو إس إيه توداي" الأميركية أن الهجوم الذي شهدته سوسة التونسية يدمر السياحة في البلد التي تعتمد على السياحة بنسبة كبيرة في اقتصادها، وربطت الصحيفة بين الهجوم الأخير بالهجمات المستمرة التي استهدفت القوات الحكومية والسياسيين المدنيين منذ إطاحة الرئيس السابق بن علي في ثورة العام 2011.
تنوع عمليات داعش
من ناحية أخرى اهتمت الصحف البريطانية بمجزرة سوسة، خاصة أن الضحايا أغلبهم يحملون الجنسية الإنجليزية، وتحت عناوين "مجزرة على كراسي الشاطئ"، "جمعة الدم"، "رعب على الشاطئ" كانت عناوين الصحف البريطانية التي دللت على عدم وجود أوهام لدى تلك الصحف بخصوص حصيلة الخسائر الكبيرة التي تكبدتها المملكة المتحدة في الهجوم على فندق "إمبريال مرحبا" بتونس ، حيث كانت التقديرات المبدئية تشير إلى مقتل 15 بريطانيًا على الأقل، ، في الهجوم المسلح الذي استهدف فندقًا بمدينة سوسة التونسية، في اعتداء هو الأكثر دموية التي تتعرض له بريطانيا منذ مجزرة لندن قبل عشرة أعوام، حتى تأكدت الحصيلة التي نشرتها الخارجية البريطانية ما كان يخشاه الجميع، بعد أن أعلن وزير الدولة للشؤون الخارجية توبياس إيلوود، أن 15 مواطنًا بريطانيًا على الأقل قتلوا وهذا العدد مرشح للارتفاع لأن البعض أصيب بجروح خطيرة في هذا الهجوم المشين.
واعتبرت الجارديان البريطانية أن الهجوم ضربة قاضية للدولة التي يعتمد اقتصادها بشكل مباشر على السياحة الأجنبية، خاصة وأنه يأتي عقب ثلاثة أشهر فقط من الهجوم الذي شنه مسلحون على متحف باردو وأودى بحياة 21 شخصًا بينهم بريطانيون، كما  أن صناعة السياحة في تونس عانت خسائر كبيرة عقب ثورة الياسمين العام 2011، وتسبب هجوم "باردو" في خفض عائدات السياحة العام 2015 بنسبة 15%.
من جانبها اعتبرت نيويورك تايمز الأميركية أن الهجوم أسوأ هجوم إرهابي في تاريخ تونس، وثاني هجوم في أقل من ثلاثة أشهر يستهدف صناعة السياحة التي تعتمد على السياح الأجانب، ويمثل تحولاً في تركيز التنظيمات الإسلامية المتشددة، فبدلاً عن استهداف القوات الحكومية والأمنية ومؤسسات الدولة، تقوم تلك التنظيمات باستهداف صناعة السياحة التي تعد من الأهداف السهلة، مع الاشارة إلى أن  السلطات التونسية مازالت تواجه صعوبة في القضاء على ما سمته تمرد المتشددين العنيف، والذي ظهر في الدولة عقب الثورة التي أطاحت زين العابدين بن علي.

شارك