هددت بغلق القنوات المروجة للفكر المتطرف.. الجزائر تواجه إعلام "داعش"

الإثنين 29/يونيو/2015 - 11:34 ص
طباعة هددت بغلق القنوات
 
هددت الحكومة الجزائرية الأحد باتخاذ "إجراءات قانونية" يمكن أن تصل حد "سحب الترخيص" من قنوات التلفزيون التي تستهين بالعنف، خصوصا بعد بث حلقات "كاميرا خفية" تجسد خطف رهائن من قبل متطرفين إسلاميين مفترضين.

تحذير جزائري

تحذير جزائري
حذرت وزارة الاتصال الجزائرية قنوات خاصة في البلاد من فتح منابرها لأشخاص قالت إنهم يروجون للإرهاب، بسبب برامج استوحت سيناريوات أعمال إرهابية لـ «داعش» أو حوارات لشخصيات مجدت هذا التنظيم.
وهددت وزارة الاتصال الجزائرية، خمس قنوات جزائرية خاصة بسحب اعتمادها، في حال لم تسع إلى «اتخاذ تدابير صارمة وسريعة» من أجل إفراغ شبكات البرامج من مظاهر العنف والمشاهد المنافية لتقاليد المجتمع وقيمه». وبدا واضحاً ان تلميح الوزارة يستهدف برامج تصور سيناريوات لعمليات اعتقال لأفراد ينفذها عناصر من «داعش» في إطار برامج تسلية تبث بعد الإفطار.
وفي بيان صادر عنها، اليوم الأحد، قالت الوزارة الجزائرية إنها وجهت تعليمات لمدراء خمس قنوات خاصة "لاتخاذ تدابير صارمة وسريعة لإفراغ مجموع شبكات البرامج التليفزيونية من المشاهد المنافية لتقاليدنا العريقة وقيمنا الروحية السمحاء، ومنها نبذ العنف بمختلف أشكاله واحترام قدسية العائلة الجزائرية وجنوحها إلى الأمن والأمان داخل بيتها".
وتابع البيان "لاحظت الوزارة اتجاهًا مغايرًا لهذه المعاني في بعض البرامج التليفزيونية التي يجري بثها خلال رمضان، والتي أخذت منحى يثير الاستنكار بتركيزها على مظاهر العنف والترويج لمختلف أشكاله".
وحسب الوزارة فإنها "لن تتأخر عن اتخاذ التدابير القانونية اللازمة التي قد تصل إلى سحب الترخيص في حال لم يتم تجسيد ما طالبت به".

الترويج لداعش

الترويج لداعش
وجاء تحذير الحكومة الجزائرية الي الفضائيات الخاصة في البلاد، عقب تصريحات وصفت بـ «الصادمة» للداعية السلفي عبد الفتاح حمداش زيراوي، زعيم «جبهة الصحوة الحرة الإسلامية السلفية» غير المعتمدة والذي دعا الحكومة الى «فتح سـفارة لداعش في الجزائر» وبث كلامه عبر إذاعة تتبع لقناة خاصة.
وبحسب صحيفة "كل شيء عن الجزائر" الصادرة باللغة الفرنسية، فإن المعني الأول بتحذيرات وزارة الإعلام هو عبدالفتاح حمداش زيراوي المعروف بكونه زعيم التيار السلفي بالجزائر، وله نشاط لافت في مساجد العاصمة.
وتأخذ عليه السلطات أمرين أساسيين: الأول دعوته عبر فضائية خاصة، الأسبوع الماضي إلى "فتح سفارة لداعش بالجزائر"، والثاني فتواه بحرمة دم الكاتب الفرنكوفوني المعروف كمال داود، بحجة أنه يسيء للإسلام في كتاباته.
وأضاف مصدر حكومي للجريدة الإلكترونية: "لقد اتخذنا إجراءات للحؤول دون تكرار سماع أو قراءة مثل هذه التصريحات، في وسائل الإعلام الجزائرية التي نعتقد أنها تتحمل هي أيضا مسؤولية تصريحات المتطرفين الذين ينزلون ضيوفاً عليها". ولم يذكر المصدر ما هي الإجراءات الردعية التي اتخذتها السلطات.

قناة الشروق

قناة الشروق
و حذرت وزارة الاتصال الجزائرية، المديرين العامين للقنوات التلفزيونية مثل ”النهار تي.في”، ”الشروق تي.في”، ”دزاير تي.في”، ”الجزائرية”، و"الهقار تي. في” إلى أن المسؤولية الملقاة على عاتقهم تحتّم عليهم اتخاذ تدابير صارمة وسريعة لإفراغ مجموع شبكات البرامج التلفزيونية
وتبث قناة "الشروق" الخاصة، منذ بداية شهر رمضان برنامج "الرهائن" في شكل كاميرا خفية يجسد عمليات خطف رهائن توحي بما تقوم به تنظيمات إسلامية متطرفة. وأثار بث هذا البرنامج ردود فعل منددة من بعض المعلقين وعلى شبكات التواصل الاجتماعي بعد "خطف" قائد منتخب كرة القدم الجزائري مجيد بوقرة في دبي.
وتحت عنوان "أوقفوا تلفزيون الإرهاب"، اتهمت صحيفة "لاتربون" السبت قناة الشروق "بالمشاركة في الاستهانة بالارهاب" و"تلميع صورة منظمة إجرامية". كما أشارت  إلى "تراخي" السلطات و"تساهلها إزاء هذه القنوات المحافظة التي تمنح يوميا منبرا لوجوه سلفية مثل عبد الفتاح حمداش الذي طالب الحكومة بالحكم بالإعدام على الكاتب الصحافي كمال داود".

مواجهة إعلام التطرف

مواجهة إعلام التطرف
اصبح قنوات ووسائل الاعلام احد ادوات الترويج للفكر الطائفي والتشدد في البلدان العربية، وهو ما ادي الي نظر العديد من الدول في سياسية الفضائيات ووسائل الاعلام  فيما تبحث محتواها، والذي يشجع علي الارهاب واعمال التشدد والفتن الطائفية والمذهبية.
واليوم الجزائر وفي ظل مواجهتها التطرف والجماعات الارهابية وفي مقدمتها تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" وتنظيم القاعدة في المغرب العربي، تاتي وسائل الاعلام والقنوات الفضائية في اطار المواجهة الشاملة للإرهاب.. فهل ستنجح الجزائر في مواجهة ارهاب الاعلام؟

شارك