أيام عصيبة لمسيحيي القدس بين منشورات "داعش" وحرائق إسرائيل

الثلاثاء 30/يونيو/2015 - 02:17 م
طباعة أيام عصيبة لمسيحيي
 
بين داعش والإسرائيليين يعيش المسيحيون في القدس أيامًا عصيبة، ما بين تدنيس وحرق الكنائس ومنشورات متتالية منسوبة لتنظيم "داعش" تُهَدد المسيحيين، وتعلن أنها سوف تطهر القدس منهم؛ حيث تم توزيع منشور أول رمضان هدد فيه تنظيم "داعش" المسيحيين في مدينة القدس بالذبح في حال لم يرحلوا عن المدينة قُبيل عيد الفطر الذي يوافق 18 يوليو المقبل، زاعماً أن "المسيحيين يعملون عملاء لإسرائيل في القدس". وحدد التنظيم الإرهابي في بيان المناطق التي سيدخل إليها وهي مناطق: "بيت حنينا وشعفاط وصولاً لباقي الأحياء كالبلدة القديمة وكنيسة القيامة". 
وأشار البيان الذي هدد أيضًا رئيس السلطة الفلسطينية محمود أبو مازن، ووصفه بأنه بهائي، إلى مجموعة "السيوف الصوارم" التابعة لإمارة القدس بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" رصدت أماكن المسيحيين في القدس لتطهير القدس وأحيائها من المسيحيين خلال شهر رمضان، حتى: "تصبح القدس نظيفة تمامًا في عيد الفطر" حسب وصف البيان. 
ثم تم توزيع منشور ثانٍ أمس نُسب إلى "إمارة بيت المقدس" التابعة "للدولة الإسلامية"، في منطقة بيت حنينا، شمال مدينة القدس، توّعد بترحيل المسيحيين من المناطق التي ذكرها المنشور الأول، "إلا من اعتنق منهم الإسلام".
من جهتها أشارت وكالة فلسطينية محلية أن "المواطنين يقولون: إن مثل هذه البيانات ليس إلا عملاً مخابراتي من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ويؤكدون أنهم لا يصدقونها. حيث لم ترد السلطة ومنظمة التحرير والفصائل الفلسطينية على هذه البيانات على اعتبار أنها لا تستحق الرد وإعطاءها أية أهمية؛ كونها مغرضة ومشبوهة تستهدف إحلال الفتنة والفرقة".
وكان التنظيم المتطرف قد هدَّد المسيحيين في القدس، بالذبح إن لم يرحلوا عن المدينة قبيل عيد الفطر، وقد حدد المناطق التي سيتم "تطهيرها"؛ لكي تصبح "نظيفة تماماً"، وهي مناطق "بيت حنينا، ثم شعفاط، وصولاً إلى باقي الأحياء كالبلدة القديمة وكنيسة القيامة".
وعلق الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، على المنشور المنسوب لداعش ووزع في القدس ويهدد الوجود المسيحي في المدينة، قائلاً: إن "المنشور وزع في مناطق تسيطر عليها إسرائيل".
وألمح الرئيس عباس، في مقابلة خاصة مع قناة "العربية"، إلى احتمال وجود علاقة مشبوهة بين جبهة النصرة، التي تقاتل في سوريا، وإسرائيل، قائلاً: "عندما نسمع أن عناصر من الجماعة يتعالجون في إسرائيل فكيف يمكن تركيب هذه المعادلة".

المطران "حنا"

المطران حنا
من جانبه ردّ المطران عطالله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس قائلاً: "هؤلاء الذين يصفون أنفسهم أنهم داعش نودّ أن نقول لهم بأننا سنبقى في القدس، وفي فلسطين، وسنبقى أبناء أصيلين لهذه الأرض المقدسة، مسلمين ومسيحيين، ولن نغادر أرضنا المقدسة تحت أية ضغوطات أو ممارسات أو ابتزازات، ومهما كان الثمن"، متوقعاً ألا "تتوقف هذه البيانات المشبوهة المسيئة لشعبنا الفلسطيني والمرفوضة من قبلنا جملة وتفصيلاً".
وتابع: "أقول لأصحاب البيانات: اتركوا الفتنة واتركوا هذه الأعمال الشريرة التي تقومون بها، وآمنوا بالله وبكل إنسان خلقه الله، سواء كان مسلماً أم مسيحياً". وأضاف: "توبوا وعودوا إلى رشدكم فالذي تقومون به هو جريمة نكراء بحق دينكم أولاً، وثانياً بحق قدسكم ووطنكم"، داعياً إياهم إدراك الحقيقة بأن "كلامكم لن يزيدنا إلا صموداً في هذه الأرض، ولحمة وأخوةً ومحبة لبعضنا البعض".
وأشار المطران عطالله حنا إلى أن "المسيحيين دعاة سلام ومحبة وإخاء في هذه الديار، ولن يتنازلوا عن قيمهم وأخلاقهم ومبادئهم جنباً إلى جنب مع إخوانهم المسلمين، فإذا ما كان الهدف من هذا البيان كما وغيره من البيانات المشبوهة هو إقامة سور بين المسلمين والمسيحيين في هذه الديار، فنحن نقول لكم بأن أدياننا هي ليست أسواراً تفصل الإنسان عن أخيه الإنسان، وإنما جسور محبة وأخوة وتواصل".
وأكد الأسقف الأرثوذكسي أن "الأفكار العنصرية مآلها إلى الزوال لأنها مبنية على باطل. لا ندعو لكم بالشر وإنما ندعو لكم بأن ينير الرب قلوبكم وعقولكم، وأن تتوبوا وتعودوا إلى رشدكم"، وختم بقوله: "إن قاموسنا المسيحي لا توجد فيه لغة الانتقام والحقد والضغينة ومعلمنا يدعونا أن ندعو للخاطئين بالتوبة والغفران".

شارك