رئيس الرابطة السريانية بألمانيا – الإرهاب خطف عقل العالم في ظل صمت وغباء وتواطؤ

الثلاثاء 30/يونيو/2015 - 03:14 م
طباعة رئيس الرابطة السريانية
 
أكد رئيس الرابطة السريانية في ألمانيا حبيب افرام أن أخطر ما يجري في التاريخ أن تصبح الإبادة والمجازر والقتل والذبح خبراً يوميًّا عاديًّا في ظل صمت وغباء وتواطؤ وخنوع عربي ودولي، وأنْ لا يتحرك ضمير ولا حكومة ولا رأي عام لوقف هذا الانحدار الذي يأخذ العالم كله- وليس فقط الشرق- إلى جهنم وإلى غياب القانون والعدل والقيم والمبادي.. جاء ذلك في كلمته الختامية بمؤتمر حول مرور 100 عام لمذبحة سيفو التي قتل فيها الأتراك السريان وهو المؤتمر الذي نظمته جامعة برلين المستقلة، وشارك فيه نخبة من الأساتذة والمتخصصين في التاريخ والفلسفة واللغات وعلم النفس، بالإضافة إلى بطريرك السريان الأرثوذكس مار افرام كريم الثاني.           
وأضاف حبيب أن سيفو هي أول مجزرة وإبادة في القرن العشرين ألغت الحضور المسيحي الأرمني السرياني الآشوري الكلداني من أرضه التاريخية بقرار رسمي عثماني. لكن الأغرب هو أن سيفو تستمر الآن في حملة أصولية ترتدي ثوب داعش اقتلعت الحضور والناس من قراها من العراق وسوريا، ودمرت وهجرت في ظل صمت مريب. 
وتساءل ماذا يفعل العالم العربي والإسلامي؟ كيف يقبل أن يخطف عقل مريض إرهابي صورته ودينه وعقله وفكره، وأن يشوه كل ما يرمز اليه، وهو ضائع لا يواجه ولا يحارب ولا يجابه، وكأنه مستسلم لقدره.
رئيس الرابطة السريانية
وماذا يفعل العالم الغربي وهو يفقد قيمه رويدًا رويدًا ومبادئه الإنسانية، يتآمر يسكت يجبن عن رفع لواء حقوق كل إنسان وكل جماعة تحركها مصالح آنية.
وقال: إنني أمام هذه النخبة المميزة من رجال الفكر أؤكد أن الوقت قد حان لتغيير جوهري في وعينا كلنا لكيفية المواجهة. 
إن التكفيريين ليسوا خطراً على مذهب، ولا على دين، ولا على اثنية، ولا على قومية، ولا على وطن، ولا على أمة، بل على البشرية جمعاء. 
إذا لم نفهم ذلك سنبقى مقصرين في التصدي. وإن مسئولية المواجهة ليست فقط في القصف ولا في الطائرات ولا في الجيوش فقط، بل في العقل والفكر والإعلام والمدرسة والجامع والاقتصاد، في وقف موجات الحقد ورفض التنوّع والتعدّد. علينا كلنا أن نواجه من يدعو إلى الإلغاء ومن يمارس الإرهاب ومن يمّوله ومن يدعمه بأي شك.     
وختم افرام: كل ما نفعله غير كاف، إن حجم الأزمة بالنسبة إلى الحضور المسيحي كارثي، نحن نلفظ أنفاسنا. نخجل حتى من الكلام، من الخطابات، من البيانات، من الذكرى، من الصراخ. مطلوب منا كلنا أن نثور على أنفسنا ونقول كفى. مطلوب من كنائسنا من الحكومات من الأحزاب. حالة طوارئ شاملة.
إنها معركة الإنسان ضدّ الهمجية. إما تغلبنا رياح الجنون فنكون نحيا في إبادة دائمة، ويكون السيف أداة التخاطب الوحيد، أوْ نبدأ تحالفًا عالميًّا يرفض أي إبادة وأي قتل وأي مجزرة. إنها حرب مفتوحة تطال نمط حياتنا كلها. إنه تحد عالمي.

شارك