بعد فشل التحالف الأمريكي.. هل تنجح موسكو في تشكيل حلف إقليمي لمواجهة "داعش"؟

الثلاثاء 30/يونيو/2015 - 04:33 م
طباعة بعد فشل التحالف الأمريكي..
 
دخلت موسكو على خط الأزمة التي تعصف حاليًا بالعديد من دول الشرق الأوسط، والتي تتلخص في انتشار الجماعات الإرهابية في العديد من المناطق، حيث دعت موسكو إلى إقامة تحالف إقليمي موسع لمحاربة تنظيم "داعش"، في الوقت الذي أثبتت فيه الأحداث أن التحالف الأمريكي لم يثبت فاعليته حتى الآن. 
اللافت للنظر والذي اعتبره العديد من المراقبين، محاولة من موسكو لتشكيل تحالف ربما يشمل +أضاد، حيث خرجت التشكيلة الأولية التي اقترحتها روسيا، دول (سوريا والسعودية والأردن وتركيا)، وهي الدول التي تقع فيما بينها العديد من الإشكاليات والخلافات الدولية- عارضَةً تقديم المساعدات لهم في ذلك التحالف.
مقترح التحالف الذي يضم عددًا من الإخوة الأعداء، فتح العديد من التساؤلات حول فرص نجاحه؛ كونه يضم دولة مثل المملكة العربية السعودية التي كانت تكن كل العداء للدولة السورية إلى الدرجة التي أشارت تقارير إلى أنها ضالعه في تمويل ودعم بعض الجماعات المسلحة في سوريا، فضلاً عن تركيا التي تدعم بشكل مباشر الجماعات الإرهابية في سوريا.   
بعد فشل التحالف الأمريكي..
بوتين، الذي سعت الرياض أخيراً إلى التقارب مع بلاده، بعد توتر العلاقة مع  قال خلال استقباله وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أمس (الاثنين) 29 يونيو 2015 قال: "إن مكافحة الإرهاب بشكل فعال تتطلب حشد جهود كل دول المنطقة.. لافتًا إلى أن دول المنطقة أعربت عن استعدادها للمساهمة في مواجهة هذا الشر، موضحًا أنه من البديهي أن تظهر مع الجيران من وقت لآخر خلافات وحالات سوء تفاهم ومشاكل تحمل طابعا آنيا، لكن لا شك أنه من أجل محاربة الشر الذي يهدد الجميع من الضروري توحيد الجهود".
على الرغم من توتر العلاقات بين سوريا وجيرانها منذ بدء أزمتها الداخلية الراهنة، إلا أن استفحال خطر "داعش" وتمدده في المنطقة يمكن أن يقلب المواقف رأسًا على عقب، خاصة وأن الضربات الجوية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لم تستطع حتى الآن أن تحد من قدرة التنظيم وسطوته في العراق وسوريا، من هذا المنطلق، لا تجد روسيا علاجًا قادرًا على مواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي وممارساته الوحشية إلا من خلال إقامة تحالف إقليمي واسع يتصدى لهذا الخطر الجسيم الذي يهدد الجميع.
بعد فشل التحالف الأمريكي..
في السياق حذر معهد "ستراتفور" الأمريكي مؤخرًا من أن الأردن سيكون الهدف التالي لتنظيم "داعش".، وأكد تقرير لمعهد "ستراتفور"، وهو مركز دراسات استراتيجية وأمنية أمريكي يعني بشكل خاص بقضايا الاستخبارات أن تنظيم "داعش" يسعى إلى التوسع في المنطقة في اتجاه الأردن، لافتًا إلى أن "انسحاب الجيش العراقي من المدن الغربية إلى نحو 180 كم عن الحدود الأردنية، ترك عمّان ضعيفة، إضافة إلى أن المملكة الهاشمية أصبحت هدفاً للحركة الجهادية؛ الأمر الذي أدى إلى نشر قوات أمن إضافية على طول الحدود"
بعد فشل التحالف الأمريكي..
وتستشعر السعودية هي الأخرى بشكل متزايد خطر تنظيم "داعش" الذي يهدد استقرارها انطلاقًا من الحدود المشتركة مع العراق، وعبر خلايا تابعة له داخل البلاد، أما تركيا فسياستها المعلنة تركز على خطر إقامة دولة للأكراد على حدودها، وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 27 يونيو إن بلاده لن تسمح مطلقا بإقامة دولة كردية على حدودها الجنوبية، وأنها ستقف ضد ذلك "مهما كان الثمن".

شارك