اعتقلت 60 شخصًا وأغلقت جمعية خيرية.. "الكويت" تكثف جهودها لمواجهة الإرهاب

الثلاثاء 30/يونيو/2015 - 06:50 م
طباعة اعتقلت 60 شخصًا وأغلقت
 
في مساعٍ منها للقضاء على الظواهر الإرهابية التي انتشرت في المرحلة الأخيرة على أراضيها، قامت دولة الكويت باعتقال 60 شخصًا وأغلقت جمعية خيرية محلية لمزاعم مخالفات تتعلق بجمع التبرعات للسوريين، وذلك في إطار حملة على صلات مشتبه بها مع المتشددين بعد أسوأ تفجير انتحاري في الدولة الخليجية على الإطلاق.
اعتقلت 60 شخصًا وأغلقت
يأتي ذلك في ظل مواجهة الإرهاب الذي توغل في البلاد عقب التفجير الذى استهدف مسجد الإمام الصادق يوم الجمعة الماضي، حيث فجر انتحاري نفسه وأسفر عن مقتل 26 شخصا وإصابة 227 بجروح، وعززت الكويت إجراءات الأمن.
وأعادت جريمة تفجير المسجد إلى الواجهة أخطر التنظيمات الإرهابية التي عرفتها الكويت، وهو تنظيم "أسود الجزيرة"، الذي عرف بقيامه بعدد من الهجمات الإرهابية في عام 2005، وأعلن سابقًا مبايعته لتنظيم داعش.
وتسعى السلطات لكشف علاقة هذا التنظيم بعملية التفجير في مسجد الصادق، خاصة بعد أن راجت أنباء أن أفرادًا منتمين لهذا التنظيم يقبعون في السجن قاموا بالتكبير بعد سماع نبأ التفجير الإرهابي مباشرة.
في ذات السياق كان ما يعرف بـ "ولاية نجد" المنبثقة عن تنظيم "داعش" قد تبنت مسئولية الهجوم الذي نفذه سعودي يدعى فهد سليمان عبدالمحسن القباع البالغ من العمر 23 عاما، واعتبر أن الشيعة "مرتدون، كفار، حلال قتلهم وأخذ أموالهم، ويجب تشريدهم.
وقال مسئولون كويتيون إن الهجوم استهدف إثارة النزاع الطائفي في البلد الذي يغلب على سكانه السنة.
ونقلت صحيفة القبس الكويتية الصادرة باللغة العربية عن مصادر أمنية في الدولة إن أجهزة الأمن تحتجز 60 شخصا بينهم كويتيون ومواطنو دول خليجية عربية أخرى للتحقيق، حيث تبين أن البعض كانوا على اتصال بإسلاميين متشددين فيما يشتبه أن آخرين ينتمون إلى جماعات متشددة.
وأضافت أن خمسة أشخاص يشتبه بضلوعهم في تفجير المسجد يوم الجمعة والذي نفذه السعودي فهد سليمان عبد المحسن القباع أحيلوا إلى النائب العام، موضحة أنهم اعترفوا باستلام تحويلات مالية من الخارج لتنفيذ هجمات على دور العبادة.
اعتقلت 60 شخصًا وأغلقت
وقالت وزارة الداخلية الكويتية إنها ألقت القبض على سائق سيارة نقلت القباع إلى مسجد الشيعة ومالك السيارة وصاحب المنزل الذي اختبأ فيه السائق بعد الهجوم.
قالت الداخلية السعودية من جانبها، عبر حسابها في تويتر، إن القباع من مواليد 1992، وإنه غادر المملكة الخميس الموافق 25 يونيه، جوا من الرياض إلى المنامة على رحلة لشركة طيران الخليج رقم 170، موضحة أنه لم تسجل له سفرات سابقة.
ومن جانبها طلبت المملكة العربية السعودية من الكويت تزويدها بالمعلومات المتوافرة لدى أجهزتها الأمنية عن  داعش بعد اجتماعات عقدت بين البلدين كان آخرها زيارة نائب رئيس جهاز الاستخبارات العامة في المملكة الأمير عبدالعزيز بن بدر آل سعود إلى الكويت قبل يومين.
كان الهدف من الزيارة تبادل المعلومات في شأن التنظيم وعناصره، ورفعا البلدان درجة التنسيق الأمني بينهما لمواجهة تحركات التنظيم الميدانية، والذى سيكون نشطا وفاعلا خلال المرحلة المقبلة على حد قول الخبراء.
وتشهد العلاقات بين السنة الذين يمثلون 70% من الكويتيين أي 1.4 مليون شخص وبين الشيعة الذين يمثلون 30% حالة من الترابط الجيد، ولكن التنافس بين السعودية وإيران نكأ بعض الجروح.
من جانبها وفى ظل المساعي لغلق أي منبع للإرهاب، قامت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في الكويت بإغلاق جمعية فهد الأحمد الخيرية نهائيا يوم الأحد بسبب المخالفات المتكررة التي ترتكبها بالرغم من التحذيرات المستمرة لها، وأنذرت الداخلية الجمعية مرارا وتكرارا بضرورة الالتزام بضوابط تنص على أن جمع التبرعات للسوريين يجب أن يتم عبر القنوات الرسمية.
اعتقلت 60 شخصًا وأغلقت
وصف ديفيد كوهين نائب وزير الخزانة الأمريكي لشؤون الإرهاب والمخابرات المالية الكويت بأنها مركز جمع التبرعات للجماعات الإرهابية في سوريا.
وأصدر تنظيم الدولة "داعش" تسجيلا صوتيا لمنفذ التفجير صوره قبل الهجوم وانتقد فيه الشيعة خاصة في الكويت لما وصفه بأنه إهانة الإسلام.
وعزز التفجير كثيرا من المخاوف الأمنية الإقليمية لأن التنظيم المتشدد يحرز تقدما على ما يبدو في تهديده بتصعيد الهجمات خلال شهر رمضان.
من جانب آخر تسعي الحكومة الكويتية تعزيز منظومتها الأمنية بوضع تشريعات جديدة لمواجهة الإرهاب، وينتظر أن يحيل مجلس الوزراء تشريعات في هذا الصدد إلى مجلس الأمة البرلمان، للمصادقة عليها اليوم الثلاثاء.
ومن أبرز هذه التشريعات مشروع قانون يتعلق بإلزام المواطنين والمقيمين بتقديم عينات الحمض النووي للسلطات، وتمديد فترة الحبس الاحتياطي للمتهمين المحتجزين على ذمة التحقيق في قضايا الإرهاب.
ويرى مراقبون أن هناك أجهزة استخبارات كبيرة هي من تريد إشعال الوضع في الكويت، حيث أن تنظيم داعش لا يعدو أن يكون أداة تتحكم فيها هذه الأجهزة، في إشارة إلى اتهام قوى عظمى بالسعي إلى تغذية الظواهر المتطرفة وإثارة النعرات الطائفية في المنطقة.
ويقول مراقبون إن الكويت لديها خصوصية في العلاقة بين مختلف أطياف الشعب الكويتي، لا سيما العلاقة بين السُنة والشيعة بالمقارنة مع باقي الدول العربية.
اعتقلت 60 شخصًا وأغلقت
فيما يتوقع محللون وقوع أحداث مماثلة في دول الخليج الأخرى، لا سيما بعد تورط أغلبها في حروب المنطقة العربية، على خلفية الحرب في اليمن والتحالف المكون ضد داعش في العراق، مؤكدين أنه على الأنظمة العربية أن تدرك ما يحاك من مؤامرات تهدف إلى التقسيم والتفتيت، بحسب ما حذر منه عضو مجلس الأمة الكويتي عبد الله التميمي.
وكانت قد ظهرت العديد من الدلالات على تنفيذ مخطط إرهابي في الكويت، فبين رفع علم داعش على أحد الأعمدة داخل مواقف السيارات في مجمع مارينا، وكتابة عبارة لكم حرية التعبير ولنا حرية التفجير على أحد مساجد منطقة القصور، تمحورت تهديدات داعش المسبقة للكويت قبل العملية.
وظهر تنظيم داعش في الكويت مع إعلان أجهزة الأمن الكويتية العام الماضي، عن وجود خلية إرهابية تنتمي لتنظيم داعش على الأراضي الكويتية تخطط لتنفيذ عمليات داخل البلاد وخارجها، وفيما كشفت تحقيقات النيابة العامة في هذه القضية أن هذا التنظيم برز على خلفية فوضى جمع التبرعات لهدم نظام الحكم في الكويت، اعتبر خبراء أن أعضاء التنظيم كانوا يخططون لجعل الكويت قاعدة انطلاق لعملياتهم باتجاه دول أخرى منها دول مجلس التعاون الخليجي.

شارك