هل تتحول ليبيا إلي بؤرة تأوي الإرهاب وتُصدر المتشددين؟

الثلاثاء 30/يونيو/2015 - 11:13 م
طباعة هل تتحول ليبيا إلي
 
في ظل ما تشهده الدولة الليبية من حالة الفوضى التي تعيشها الآن، ومع الانقسامات التي تشهدها البلاد، أصبحت مجرد بؤرة للإرهاب، وتصدير المتشددين إلي دول الجوار، أمام عجزٍ من المجتمع الدولي في وضع حلولٍ للأزمة المتزايدة، والصراع بين الجماعات الإسلامية، وفي مقدمتها "فجر ليبيا"، والجيش الليبي، ما أدى إلى أن صارت البلاد أرضًا خصبةً لإيواء التطرف، وربما التمدد على ساحل المتوسط، واللحاق بأوروبا.. بالتوازي مع تنفيذ عمليات إرهابية جديدة في كلٍ من تونس ومصر، وفرنسا، إضافةً للصومال والكويت، واليمن والسعودية، ما أدى إلى رفع درجات الاستعداد الأمني بالجزائر، وغيرها من البلاد وطردت فرنسا أربعين إمامًا متهمين بالتشدد.
هل تتحول ليبيا إلي
وقد أشارت تقارير إلى أن ليبيا، التي كانت مجرد نقطة عبور لمتشددين ينتقلون إلى سوريا مرورا بتركيا عبرها، أصبحت مستقرا لبعض من هؤلاء ومنهم متطرفون تونسيون.
ويرى مراقبون أن البؤرة الجهادية الجديدة التي تتنامى في ليبيا عند أبواب أوروبا تغذي أسوأ المخاوف في القارة القديمة، لكنها تثير أيضاً القلق لدى دول الجوار المباشر التي تخشى تزايد نفوذ المجموعات المتطرفة لديها.
فالفرع الليبي لداعش منتشر بقوة في مدن عدة مثل درنة شرقا وصبراتة غربا مرورا بسرت في الوسط، كما يتواجد عدد من معسكرات التدريب التابعة لجماعات متشددة أخرى مثل "تنظيم أنصار الشريعة" و"القاعدة في المغرب الإسلامي" وتنظيم المرابطون.
ويقوم التحالف الدولي بغارات جوية ضد داعش، فإن فرع هذا التنظيم في ليبيا يتمتع بهامش حرية للتحرك مستفيدا من حالة الفوضى العارمة السائدة في هذا البلد.
وإن تمكنت هذه الحركات المتشددة من السيطرة على الساحل الليبي، الأطول لبلد بشمال إفريقيا على البحر المتوسط مع 1955 كيلومتراً، فستعم الفوضى في حوض البحر المتوسط وستصبح أوروبا مهددة.
وتخشى البلدان المجاورة أيضا من أن تدفع ثمن تنامي قوة المتشددين، فمصر التي تواجه المتطرفين في شبه جزيرة سيناء، قامت بقصف مواقع لداعش بعد إقدام هذا التنظيم على قتل 21 مصريا بقطع الرأس بعد اختطافهم.
وأصبحت ليبيا تمثل خطرًا مع توسع الجماعات الإرهابية فيها وتغاضي المجتمع الدولي عن دعم جيشها وحكومتها الشرعية لمواجهتها.
هل تتحول ليبيا إلي
كشفت تقارير أمنية أن عدد التونسيين الذين يتلقون تدريبات عسكرية في معسكرات ليبية يتجاوز 500 شخص منهم من كان يقاتل في صفوف "تنظيم الدولة" في سوريا والعراق، ومنهم من كان في شمال مالي، ومنهم من سافر إلى ليبيا من تونس بعد سقوط نظام معمر القذافي.
كان حث عددا من السفراء والمبعوثون الخاصون للاتحاد الأوروبي، فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمغرب والبرتغال وإسبانيا وتركيا  والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة، الأطراف الليبية علي توقيع الاتفاق السياسي لحل الأزمة الليبية.
ورأى السفراء والمبعوثون في بيان صدر عن بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، في مسودة الاتفاق حلاً وسطاً وجيداً لليبيا، يلبي تطلعات الشعب الليبي ويضمن وحدة ليبيا.
هل تتحول ليبيا إلي
وأضاف البيان أن السفراء والمبعوثين أعربوا عن قلقهم العميق من توسع الإرهاب في ليبيا وخارج حدودها، وأكدوا 'أنه لا يوجد حل عسكري لهذه الأزمة، وأن الوضع الاقتصادي والإنساني يزداد سوءا كل يوم، و ندعو جميع صانعي القرار في ليبيا لإظهار التحلي بالمسئولية والقيادة والشجاعة في هذه اللحظات الحاسمة.
يشار إلى أنه قد انطلقت الجمعة الماضية جولة جديدة لجلسات الحوار السياسي بمدينة الصخيرات بين الأطراف الليبية ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا برناردينو ليون للوصول إلى اتفاق علي المسودة الرابعة من أجل إنهاء الأزمة السياسية والنزاع العسكري في البلاد.
وشهدت الجولة السادسة من المفاوضات محادثات مباشرة بين طرفي الحوار للمرة الأولى، أظهرت تفاصيل اللحظات الأخيرة لتربك الاتفاق، ويتم الإعلان عن تأجيل التوقيع على المسودة الخامسة، وعقد جلسة سابعة للحوار يوم الخميس المقبل.
ويبدو أن ليبيا لن تشهد انفراجة على المدى القريب، لما تشهده من توغل العناصر الإرهابية وانتشارها في البلاد.

شارك