الإفتاء المصرية التنظيم مستمر في تعديه على حرمات الله من قتل للآمنين في رمضان

الأربعاء 01/يوليو/2015 - 04:21 م
طباعة الإفتاء المصرية التنظيم
 
أدان مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية العمليات الإرهابية التي شنها تنظيم "داعش" الإرهابي مؤخرًا على كل من الكويت وتونس والصومال وفرنسا ومصر؛ ففي الكويت تم تفجير التنظيم مسجد الصادق، الشيعي؛ ما أدى لوقوع قتلى ومصابين. وفي تونس استهدف التنظيم فندقًا في مدينة سوسة، بأحد الانتحاريين؛ ما أدى إلى وقوع قتلى ومصابين، وفي فرنسا هاجم التنظيم الإرهابي مصنعًا للغاز بفرنسا، وتم العثور على "رأس مقطوعة"، وفي الصومال بلغت الضحايا 30 قتيلًا في هجوم لجماعة الشباب على قاعدة عسكرية جنوب الصومال.
وأكد المرصد أن التنظيم يعمل وفق استراتيجية تقوم على عدة مستويات، المستوى الأول فيها يتعلق بالمناطق التي تقع تحت سيطرة التنظيم، والتي يسعى خلالها التنظيم إلى فرض سيطرته الكاملة وبث الرعب في نفوس الناس من التعدي أو الخروج على التنظيم، وفق ما يسمى "مناطق إدارة التوحش"، والتي تشهد عمليات إجرامية بشعة تصيب النفوس بالفزع، على غرار ما قام به التنظيم من تفجير لأفراد وإغراق آخرين، حيث يتفنن التنظيم في أسلوب وطريقة القتل لتكون أكثر تأثيرًا في النفوس، وأكثر بثًا للرعب والخوف من التنظيم.
المستوى الآخر الذي يعمل وفقه التنظيم هو "شوكة النكاية والإنهاك"، فوفق ما جاء بكتب "إدارة التوحش"، يقوم التنظيم بعمليات نوعية في عمق الدول التي لم يدخلها التنظيم، والتي تستهدف إنهاكه وتشتيت جهوده، ونشر الفوضى وإضعاف قوى الأمن فيه، وزرع الفتنة والشقاق داخله تمهيدًا لدخول التنظيم إليه واحتلال أجزاء منه، ثم تأتي مرحلة تجنيد الشباب والمقاتلين الناقمين على تلك الدول وسياساتها الداخلية، وهو ما يتسق تمامًا مع قيام التنظيم باستهداف مساجد الشيعة في دول الخليج العربي، ودعوة زعيم التنظيم الإرهابي أبوبكر البغدادي، أنصاره على قتل "الشيعة" في أي مكان بحجة أنهم كفار، على حد زعمه، واستهداف المناطق السياحية في تونس، وهو الأمر الذي يضرب مورد السياحة في البلاد، ويُسهم في إضعاف الدولة وقدرتها على التصدي للتنظيم وعملياته الإرهابية.
ونبه المرصد إلى أن التنظيم يحاول تصوير الأمر وكأنه شبيه بغزوات المسلمين في رمضان في التاريخ الإسلامي، وذلك حسبما أكد أبو محمد العدناني، المتحدث باسم التنظيم، مساء الثلاثاء الماضي في كلمته، والتي دعا فيها عناصر التنظيم في العالم، لتنفيذ عمليات إرهابية في شهر رمضان، على غرار الغزوات النبوية، وهو ما يؤكد استمرار تزييف التنظيم الإرهابي للتاريخ الإسلامي وغزوات النبي صلى الله عليه وسلم وكأن قتل المسلمين وتفجير المساجد وترويع الآمنين هو استكمال لغزوات النبي صلى الله عليه وسلم، وسير على درب النبوة، وهو أمر مخالف جملة وتفصيلا عن التاريخ الإسلامي وغزوات النبي وصحابته الكرام والتي لم تكن يومًا اعتداء على أحد، ومن أجل تحقيق مكاسب سياسية أو دنيوية وإنما كانت لإقامة العدل وحفظ الأنفس وضمان حرية الإنسان وكرامته.
وشدد المرصد على أن خطاب التنظيم فيما يخص غزوات النبي صلى الله عليه وسلم يتفق تماما مع خطاب التيار اليميني المتطرف في الغرب، والذي يعمل ليل نهار على تشويه الإسلام والمسلمين، وهو ما يقوم به تنظيم داعش الإرهابي المتطرف الذي شوه الإسلام وصورته أضعاف ما فعل غيره، سواء من المسلمين أو غير المسلمين.
وشدد المرصد أن التنظيم مستمر في تعديه على حرمات الله من قتل للآمنين وتفجير لبيوت الله التي يقصدها المصلون، حيث قام اليوم انتحاري تابع للتنظيم بتفجير نفسه وسط المصلين بأحد مساجد الكويت، حيث استغل التنظيم وقوف المصلين بين يدي الله للهجوم عليهم وقتلهم بخسة لا تخرج إلى من خوارج هذا العصر، فهو تنظيم يعمل وفق أيديولوجية خاصة تبيح له كل شيء في سبيل تحقيق غايته وإقامة سلطانه، دون أي مراعاة لحرمة الدماء أو الشهر الكريم.
وحذر المرصد من التعاطي مع ورقة "الطائفية" التي يسعى التنظيم إلى زرعها واللعب بها لضرب وحدة واستقرار دول الخليج العربي، مؤكدًا أهمية التماسك والترابط الاجتماعي، وتمتين وتقوية الجبهة الداخلية لصد الأخطار ومواجهة عمليات التنظيم الإجرامية في حق شعوب المنطقة العربية والإسلامية.
وأكد المرصد أهمية التركيز على مواجهة تنظيم "داعش" في المناطق التي يسيطر عليها، وعدم تشتيت جهود الأمن وإنهاكها في بؤر هنا وهناك، مؤكدًا أن تلك العمليات تهدف أيضًا إلى إلهاء الدول في مشكلاتها الداخلية وشغلها عن مواجهة التنظيم في مناطق سيطرته.
وطالب مرصد الإفتاء الشعوب العربية والإسلامية بأن يقفوا صفًا واحدًا في مواجهة الجماعات الإرهابية المتطرفة، وألا ينجروا وراء دعاة الفتنة الذين يبثون الكراهية بين أبناء الوطن والدين الواحد.

شارك