هل يتراجع "داعش" أمام هجمات الأكراد في سوريا؟

الأربعاء 01/يوليو/2015 - 10:32 م
طباعة الحدود التركية السورية الحدود التركية السورية
 
تتصاعد الاشتباكات والمعارك داخل سوريا، وسط تنامي نفوذ تنظيم داعش، بالرغم من محاولة الوحدات الكردية في مواجهة داعش واقتحام معاقل نفوذه، وتحرير المدن التي سقطت في يد التنظيم.
الحدود التركية السورية
الحدود التركية السورية
يأتي ذلك في الوقت الذي كشف فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان عن أن تنظيم داعش نشر كاميرات مراقبة في مدينة الرقة معقله في سوريا لعدم وجود أعداد كافية من عناصره فيما يبدو للقيام بدوريات في الشوارع، وأن التنظيم أرسل فيما يبدو أفرادا من قواته من الرقة للقتال في مناطق أخرى من سوريا مما أدى إلى نقص عدد الأفراد المكلفين بأعمال الدورية في شوارع المدينة.
ويرى المرصد أن الرقة تعد عاصمة فعلية للتنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة من الأراضي تمتد بين سوريا والعراق، ويتعرض التنظيم لضغط في شمال سوريا بفعل هجمات وحدات حماية الشعب الكردية ومسلحين سوريين متحالفين معها إضافة إلى الغارات الجوية التي يشنها تحالف تقوده الولايات المتحدة.
وشدد المرصد السوري والذي يجمع معلوماته من مصادر على الأرض إن الكاميرات نشرت أيضا للمساعدة في حماية كبار شخصيات التنظيم بالمدينة الذين يخشون من وجود جواسيس ينقلون المعلومات لأعداء التنظيم.
هيمنة داعش فى سوريا
هيمنة داعش فى سوريا مستمرة
وفي هذا السياق قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن تنظيم داعش يخشى من قيام أشخاص في الرقة بنقل احداثيات مواقع قادته وقواعده للقوات التي تقودها الولايات المتحدة لقصفها، حيث يفرض الجهاديون نظاما صارما للسيطرة على الاتصالات بالمدينة، كما أنهم يديرون الخدمات العامة مثل المياه والكهرباء ودفع الرواتب وحركة المرور ويديرون كل شيء من المخابز .
شدد المرصد على أن تنظيم داعش يوجه الخدمات مثل الكهرباء للمناطق التي يعيش فيها قادته في الرقة بينما تقطع عن المناطق الأخرى.
من جانبها قالت القوات الكردية إنها استعادت السيطرة بالكامل على مدينة على الحدود مع تركيا بعد أن أغار مقاتلو تنظيم داعش على ضواحيها قبل يوم استعدادا لهجوم أكبر.
محاولات كردية لمواجهة
محاولات كردية لمواجهة داعش
على الجانب الآخر قالت متحدثة باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن بريطانيا تدرس ما اذا كان يمكن وينبغي أن تبذل المزيد من الجهود للمساعدة في هزيمة متشددي تنظيم داعش في سوريا بعد هجوم عنيف في تونس الأسبوع الماضي أسفر عن مقتل ما يصل الى 30 من رعاياها.
وفي إطار التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويشن ضربات جوية ضد داعش تنفذ بريطانيا ضربات في العراق كما تحلق طائراتها بلا طيار فوق سوريا لجمع معلومات عن التنظيم الارهابي.
ويرى خبراء أن كاميرون يسعى إلى الحصول على موافقة البرلمان لقصف القوات الحكومية السورية لمعاقبتها على ما قال إنه هجوم مروع بالأسلحة الكيماوية لكن البرلمان رفض على غير المتوقع، كما أن حكومته تراجع استراتيجيتها الشاملة في المنطقة.
أشارت إلى أنه حدث الكثير منذ الهجوم بالأسلحة الكيماوية، مشيرة إلى هجوم تونس والصلات المحتملة لمنفذه بتنظيم داعش.
أضافت بقولها " بالتالي فإن رئيس الوزراء واضح في أننا ينبغي بالطبع أن نفكر: هل نبذل ما يكفي من جهد وفي المجالات الصحيحة للتعامل مع تنظيم داعش؟، وأضافت أن إلى جانب الجهود لمواجهة التشدد وتحسين الحكم في المنطقة، فإن الحكومة تبحث ما إذا كانت تستطيع فعل المزيد "على الأرض في العراق" وتقديم المزيد من الدعم "لشركائنا في سوريا".
صرح كاميرون مرارا بأنه سيسعى إلى موافقة البرلمان على تنفيذ ضربات جوية داخل سوريا.
المتحدث الرسمي باسم
المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربي
وفي هذا السياق دعا وزير الدفاع مايكل فالون المشرعين الى إعادة النظر في مسألة شن ضربات جوية في سوريا بعد الانتخابات العامة البريطانية التي جرت في مايو ، موضحا أن أعضاء البرلمان سيودون التفكير مليا في الطريقة المثلى للتعامل مع تنظيم داعش وعدم احترام الدولة الإسلامية اللامنطقي للحدود، وأنهم لا يفرقون بين سوريا والعراق ويقيمون هذه الخلافة الخبيثة في الدولتين.
من جانبها أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن البنتاجون والجيش الأمريكي وقوات التحالف الدولي لا ترى ضرورة لإنشاء منطقة عازلة في سوريا.
وقال المتحدث باسم الخارجية جون كيربي إن "البنتاجون والجيش الأمريكي وقوات التحالف الدولي، لا ترى ضرورة لفرض منطقة آمنة في سوريا حاليا، فهناك صعوبات كبيرة في فرض مثل هذه المنطقة، إضافة إلى أن التحالف الدولي لا يدعم الآن إقامة منطقة آمنة".
شدد على أن تركيا لها موقف واضح منذ فترة طويلة بشأن إقامة المنطقة الآمنة، نافيا علمه بوجود خطة عسكرية تركية جاهزة في هذا الشأن.

شارك