محمد باقر المهري.. حكيم شيعة الكويت
الخميس 04/يوليو/2024 - 12:15 م
طباعة
علي رجب
السيد محمد باقر بن سيد عباس الموسوي المهري عالم دين ووكيل المرجعيات الشيعة في دولة الكويت، يُعد وكيلًا لعدد كبير من المراجع في الكويت لذلك يُلقَّب بـ"وكيل المرجعيات الإسلامية في الكويت".
حياته:
ولد السيد محمد باقر بن سيد عباس الموسوي المهري في 25 ديسمبر 1948 - في جمادي الأول 1367 هـ في الكويت، ويعد ابرز رجال علماء الشيعة في الكويت.
يرجع نسبه إلى الإمام موسى الكاظم ، هاجر أحد اجداده من المدينة المنورة إلى منطقة الأحساء شرقي الجزيرة العربية من قرية تويتر في الهفوف (المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية) واستقر أجداده هناك عهود طويلة إلى أن نازعتهم القبائل المتعصبة وصعوبة المعيشة اضطروا بأواخر القرن الثالث عشر الذهاب إلى إيران ثم انتقلوا إلى الكويت، وكان والده من كبار العلماء وأساتذة الحوزة العلمية في النجف وأبرز علماء الكويت, صاحب المؤلفات الكثيرة في علم الفقه والأصول.
وهو متزوج بـ"أم جعفر" ، وقد تزوَّج السيد المُهري بعمر الثامنة عشر من ابنة المحقق الكبير آية الله السيد عبد العزيز الطبطبائي اليزدي، وهو ابن السيد جواد الطبطبائي اليزدي مؤلف كتاب العروة الوثقى، وقد وُلد أول أبناؤه، جعفر، في عام 1971، تلاه 5 أولاد ذكور واثنين إناث، إلا أن ابنه الثاني قد توفِّي وهو في عمر العشرين.
تعليمه:
بدأ دراسته في الحوزة العلمية في النجف وهو في سن لم يبلغ الحلم (السطح العالي) عند مجتبى اللنكراني (الرسائل والمكاسب) و(الكفاية) عند صدرا البادكوبي وكذلك عند حسين الراستي الكاشاني وغيرهم, وبعد أن تجاوز هذه المرحلة من الدراسة حضر البحث الخارج (الفقه والأصول) لدى أبو القاسم الخوئي ومحمد باقر الصدر.
يحسب المهري على تيار الشيرازي وهو –المهري- من مؤسسي المجلس الاعلى في ايران ، وقد شكل مع صدر الدين القبانجي وياسين الموسوي ما يسمى بـ(حزب الله- العراق ) وكان على عداوة شديدة مع حزب الدعوة الاسلامية في العراق.
وكلاء المراجع الدينية:
ويعد من باقر المهري، أكثر الشخصيات الشيعية المؤثرة في الكويت، وهو الأمين العام لتجمع علماء المسلمين الشيعة، والوكيل المعتمد للمرجع آية الله العظمى علي السيستاني في الكويت.
التجمع:
اسس في سنة 2004 تجمع علماء الشيعة في الكويت، ليجمع صوت لشيعة الكويت، ويحافظ علي وحدة الدولة الكويتية ويواجه الاصوات المتشدد من الشيعة.
كما يعد المهري رئيس مجلس العلاقات الإسلامية المسيحية. ويؤكد المهري دائما علي أهمية التعاون الإسلامي المسيحي من أجل فلسطين والقدس.
وهو تأسس بمبادرة من عدد من رجال الدين الإسلامي والمسيحي في الكويت وبرعاية وبمباركة من سمو أمير الشيخ صباح الاحمد الصباح.
دعم آل الصباح:
عرف عن المهري، عنه دفاعه الدائم عن الأسرة الحاكمة في الكويت، كما أدان محاولة تفجير موكب أمير الكويت آنذاك الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح ووصفها بالأعمال الإرهابية، وتربطه علاقات ببعض أفراد الأسرة الحاكمة.
كما رفض باقر المهري دعوة د. عبدالله النفيسي على خلفية أن يكون رئيس وزراء الكويت من غير أسرة آل الصباح. وقال المهري في بيان صحافي: «نؤكد مرة أخرى على أن تلك المقولة في غاية الخطورة بل تعد غير عقلانية وبعيدة كل البعد عن الواقع الخارجي وتحليل وهمي خيالي وكلام في غير محله وزخرف من القول فان الكويت على الرغم من أعدائها حتى من الذين يحملون الجنسية الكويتية زورا وظلما باقية والحكم لاسرة آل الصباح الكرام أميرا ووليا للعهد ورئيسا للوزراء، كما نص في الدستور في المادة الرابعة. وأضاف: «من يطالب بأن يكون رئيس الوزراء من غير آل الصباح فلا يسمع له ولا ينصت لمثل هذه الكلمات الواهية الفارغة ونحن نعتبر حكومة آل الصباح من أجود وأحسن الحكومات في المنطقة لاننا ننعم بنعمة الحرية والسعادة والرفاهية والديموقراطية والامن والامان والاستقرار .
ولاء الشيعة:
ودائما ما يتعرض شيعة الكويت، الي اتهامات بالولاء الي دول اخري غير الكويت، ولكن دائما ما يرفض محمد المهري هذه الاتهامات ويؤكد علي ولاء الشيعة للكويت الوطن الكبير.
وفي رده علي إحدى تصريحات السياسي السلفي وليد الطبطبائي ، بالتشكيك في ولاء الشيعة في الكويت، وقال المهري في بيان له أمس إن كلام وليد الطبطبائي حول ولاء المواطنين الشيعة في الكويت لا قيمة ولا وزن له إطلاقا ويجب عدم الاهتمام به، فإن الباطل يموت بترك ذكره، علما بأنه وجماعة التأزيميين الفوضويين أصحاب الثورة الناعمة على حكم آل الصباح الكرام الذي ارتضيناه جميعا ونص عليه الدستور الكويتي ظنا منهم بأنهم يستطيعون أن ينقضوا على النظام مع أنهم يعلمون بأن جميع الشعب الكويتي لا يرضى بغير آل الصباح الكرام أميرا ووليا للعهد ورئيسا للوزراء.
وأضاف المهري بقوله فتعسا لهذه التصريحات الطائفية التي تنشر الكراهية والحقد والاشمئزاز في نفوس جميع المواطنين الشرفاء، وتبا لهذه الأيدي الخبيثة الخائنة التي تعبث بأمن الكويت واستقرارها، وأضاف يقول هذا التصريح البائس المشؤوم انتقام من مواقف الشيعة الذين أعلنوا تكرارا ومرارا بأن ولاءهم وحبهم لهذه الأرض الطاهرة وعشقهم لسمو أمير البلاد المفدى وهم جنود أوفياء لسموه حفظه الله ومطيعون لأوامره وتوجيهاته الحكيمة ومعه قلبا وقالبا وحقيقة وواقعا كما أثبتنا هذه الحقيقة إبان الغزو الصدامي البعثي على بلدنا الكويت، فلا يجوز الشك في ولاء الشيعة.
كما رفض الأمين العام لتجمع العلماء المسلمين الشيعة، ما قيل انه يعتبر تفجيرات شهدتها الكويت في الثمانينيات «عملا وطنيا»، مبينا انها «عمليات ارهابية ووحشية وغير حضارية ومخالفة للقوانين والاعراف الدولية ولا يرضى بها انسان مسلم عاقل».
وذكر المهري في تصريح مكتوب لـ«الوطن»: «الجميع يشهد ان سماحة السيد المهري اصبح رمزا للوطنية والولاء ومحاربة الارهاب والارهابيين والجماعات التكفيرية، فكيف يمكن ان يصدر ما نسب اليه، مع انه قضى عمره في ترسيخ الوحدة الوطنية والدفاع عن ارض وتراب الكويت الحبيبة»، وأضاف المهري: «لا يخفى على الجميع ان العمليات الارهابية في المقاهي الشعبية وغيرها كانت من قبل ازلام النظام الصدامي».
الغزو العراقي:
بعد الغزو كنت من اشد المدافعين عن عودة الشرعية الدولية وعن عودة آل صباح وعن عودة الكويت وتصديت للقضية الكويتية اجتماعيا وسياسيا وماديا. كانت كل امور الكويتيين الموجودين في إيران بيدي، وبعد التحرير كانت لدي علاقات جيدة ومميزة مع الحكومة الموجودة، وارى ان حكومة آل صباح من أجود الحكومات وأحسنها في المنطقة، وكذلك فان الحريات والديموقراطية الموجودة في الكويت ليست موجودة في بقية دول الخليج.
وقد برر رجل الدين الشيعي البارز، محمد باقر المهري، في تصريحات لصحيفة "الحياة" اللندنية في 22 سبتمبر 2004، هذه النزعة الجديدة، بقوله إن "التغير السياسي في العراق، ومطالبات المجتمع الدولي لحكومات المنطقة بضمان الحريات الدينية، بات حافزاً للشيعة في الكويت لتحقيق مطالب قديمة لها".
معارضة صدام حسين:
كان المهري، معارضًا للرئيس العراقي صدام حسين إلى يومنا الحاضر، وأودي في سبيلها بالاعتقال لعدة مرات، وتعرض للتعذيب في الكويت، وحُكم عليه بالإعدام في العراق في عام 1989، لمعاداته النظام البعثي . اُتّهم بتدبير تفجيرات مكة عام 1989ولكن تمت تبرئته من قبل السلطات السعودية، لديه علاقات واسعة مع أمراء وشيوخ الكويت ودول الخليج ويعتبر من الأشخاص المقربين من الشيخ صباح الأحمد وتتبادل الزيارات الودية بينهم بشكل مستمر كونه محبوبًا لدى أبناء الأسرة الحاكمة لدفاعه المستميت عنهم وولائه لهم.
المهري ومصر:
كان المرجع المهري من أشد المؤيدين لثورة 30 يونيه التي اطاحت بجماعة الإخوان الإرهابية من حكم مصر.
وأدان المهري قتل رجل الدين الشيعي الشيخ حسن شحاتة؛ منادياً بسحب الفتاوى التكفيرية التحريضية وتحريم قتل الإنسان.
وقال السيد المهري في بيان له بهذه المناسبة: إن فتاوى الكراهية والحقد والشحن الطائفي البغيض ضد أتباع مذهب أهل البيت -عليهم السلام- من قبل بعض وعاظ السلاطين أمام مرأى ومسمع الشعب المصري، خاصة الجماعات التكفيرية وبحضور كبير وعاظ السلاطين المختص بإصدار الفتاوى الإرهابية دفعت مجموعة من الوحوش على صورة إنسان بقتل وسحل والتمثيل بجثة شيخ المجاهدين العلامة الكبير زعيم الشيعة في مصر الشهيد الشيخ حسن شحاتة ورفاق دربه.
وأضاف أن: هؤلاء المجرمين القتلة الذين لا يعتقدون بالله ولا برسوله ولا بالإنسانية ولا بالإسلام أراقوا دماء طاهرة وزكية على أرض مصر ولم يردعهم رادع ولم تمنعهم الشرطة.
وقال المهري: إننا في الوقت الذي ندين هذه العملية الإجرامية الهمجية نطالب جميع علماء المسلمين بشجب وإدانة قتل العلامة الشيخ حسن شحاتة ورفاق دربه ونطالب بسحب الفتاوى التكفيرية التحريضية وتحريم قتل الإنسان وأكل اكباد المقتولين للتشفي، كما نطالب بإعدام قتلة الشيخ حسن شحاتة أمام الساحة الواقعة عند مسجد رأس الحسين في القاهرة.
ونظرا لدعمه الكبير لمصر، قلد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة وكيل المرجعيات الشيعية في الكويت محمد باقر المهري قلادة سفير التسامح والسلام.
المهري والملك عبد الله:
وكان لمرجع الشيعي الكويتي مواقف الداعم لعاهل السعودية الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز، وفي 2014 ، فقد ، دعا وكيل المرجعيات الدينية الشيعية في الكويت محمد باقر المهري المسلمين جميعاً إلى تطبيق ما جاء في كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في افتتاح مؤتمر رابطة العالم الاسلامي في مكة المكرمة.
وقال المهري في بيان لهفي 4 مارس 20014، أن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في افتتاح مؤتمر رابطة العالم الاسلامي في مكة المكرمة هي عين الصواب وعين الحكمة والعقل وعلى المسلمين جميعاً تطبيق وتنفيذ جميع ما جاء في هذه الكلمة المباركة التي دعا فيها العالم الإسلامي والعلماء بالتضامن على المستويين الرسمي والشعبي لترسيخ الوحدة والتعاون بين أبناء الأمة الإسلامية، حيث انطلق نور الإسلام والقرآن الكريم من مكة المكرمة فرسالة الإسلام هي رسالة الحق والعدل والتوحيد ورسالة الرحمة والخير والسعادة للبشرية كافة. وأضاف المهري أن خادم الحرمين الشريفين أكد ضرورة تكثيف الجهد لنشر ثقافة التصالح والتسامح والاعتدال ودعم جهود التضامن لرأب الصدع الذي أصاب صفوف المسلمين، وقال جلالته إن إزهاق الأرواح أصبح من كثرته وتكراره أمراً مألوفاً لا يثير مشاعر المسلمين ولا يحسون بفظاعته وقبحه مما أدى الى الفتن والصراعات بين الامة الاسلامية. واختتم المهري بان خادم الحرمين الشريفين ذكر بأهمية الوحدة والتعاون بين أبناء الأمة الإسلامية الذين يولون وجوههم شطر المسجد الحرام كل يوم ويتبعون رسالة الإسلام التي هي رسالة الحق والعدل والانسانية ورسالة التعايش السلمي، فبارك الله في هذه الكلمة الغراء وهي كلمة الحق والصدق والإنسانية والوحدة بين المسلمين.
"داعش" وتفجير الإمام الصادق:
وحذر المهري، من تنظيم "داعش" وسعيه الي اشعال الفتنة المذهبية والطائفية في الدول العربية، مؤكدا: اذا أرادت داعش الهجوم على الكويت سأكون أول من يحمل السلاح.
كما استنكر يوم السبت الماضي 27 يونيو 2015، التفجير الانتحاري الذي استهدف مسجد الامام الصادق في البلاد، فيما طالب الحكومة بحذف المناهج "التكفيرية" من الكتب الدراسية فوراً.
وقال المهري في بيانه بتلك الفاجعة "اننا في الوقت الذي نشجب ونستنكر هذا العمل الجبان نطالب الحكومة الكويتية بحذف المناهج التكفيرية من الكتب الدراسية فوراً، ومحاسبة ومحاكمة ومعاقبة رؤساء الفتنة الطائفية والشر والفساد الذين دأبوا على تكفير الشيعة المعروفين لدى الحكومة والشعب الكويتي الذين يوصفون مساجدنا بانها معابد للشرك والكفر ووصفوا علمائنا بالكفر".
ودعا المهري الحكومة الكويتية الى "انزال اقصى العقوبات على الشخصيات الكويتية المعروفة لدى الحكومة الذين جمعوا الاموال والدخائر والسلاح لدعم تنظيم داعش الارهابي في سوريا واماكن اخرى ولاسيما الذي صرح امام مرأى ومسمع الحكومة الكويتية بانه يريد أن يتلذذ ويستمتع بنحر عشرة من موالين لآل البيت".
الوفاة:
توفي في منزله الكائن في منطقة الجابرية يوم السبت 4 يوليو 2015 الموافق 17 رمضان 1436هـ بسبب إصابته بجلطة نتيجة ارتفاع في الضغط.