"الدواعش" الأمريكيون صداع في رأس "أوباما"

الثلاثاء 07/يوليو/2015 - 12:52 م
طباعة الدواعش الأمريكيون
 
على الرغم من قلة عدد الأمريكيين المنضمين إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام "المعروف بداعش" مقارنة بباقي الجنسيات الأخرى، إلا أن هاجس الخوف يطارد الإدارة الأمريكية دائمًا من تنامي أفكار داعش الجهادية داخل الدولة، وقيامها بتجنيد المزيد من الأمريكيين الجدد؛ مما سيشكل خطرًا أكبر على الداخل الأمريكي الذي تم توريطه من قبل الرئيس باراك أوباما في حرب "داعش" دون تحقيق نتائج ملموسة لهذا الحزب حتى الآن. 
الرئيس الأمريكي باراك
الرئيس الأمريكي باراك أوباما
 أوباما المحاط دائمًا بجيش من الحراسات لا يترك فرصة إلا ويحذر من داعش ومن خطورة انضمام أمريكيين لها، وهو ما أكد عليه أثناء زيارته لمقر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بقوله: "المعركة ضد تنظيم داعش ستكون طويلة ولن تحسم عسكرياً، وهي بحاجة إلى جهود دولية رغم خسائر التنظيم في العراق وسوريا، وتنفيذ ما يقرب من 5000 ضربة جوية دمرت مراكز تدريب ومنشآت عسكرية، وقتلت قادة لداعش واستعادت منه ربع الأراضي في العراق، وإن محاربة داعش تتضمن تجفيف مصادر التمويل، واستهداف منشآت النفط ووقف تدفق المقاتلين الأجانب عبر الحدود، وأن عمليات داعش الأخيرة في الكويت وتونس وسيناء تتطلب تكاثف جهود دولية.
 وطالب فريقه الأمني تقييم التقدم الاستراتيجي للعمليات في شهر يونيو 2014م وسبب بطء تدريب القوات العراقية محاولات داعش تجنيد أمريكيين مسلمين، مع التصدي لأيديولوجية الكراهية، والمساعدة في نشر أفكار بناءة من خلال الأئمة المسلمين وتوضيح صورة الدين الإسلامي؛ لأن بلاده لم ولن تكون في حرب مع الإسلام.
جيمس كومي مدير مكتب
جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية
تخوفات أوباما أقر بها جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI، مؤكدًا أن وكالة التحقيقات الفيدرالية الأمريكية  FBI لم تمتلك القدرة حتى الآن للحد من محاولات تنظيم داعش الإرهابي تجنيد الأمريكيين، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وأن الأمريكيين وبشكل متزايد ينجذبون تجاه التنظيمات المتطرفة من خلال الانخراط مع "داعش" عبر الإنترنت، إننا لا نملك القدرة التي نحتاجها من أجل الحفاظ على "العقول المضطربة" في الداخل، وإن عملنا هو العثور على "إبرة في كومة قش" عبر البلاد، تلك الإبرة الخفية بشكل متزايد بالنسبة لنا بسبب التشفير وهو ما يزيد من مشكلة التعمية بشكل أكثر وضوحًا.
وشدد على أن تنظيم داعش الإرهابي يزيد من تواصله مع الأمريكيين عبر تطبيقات الهاتف، وهو أمر يجعل من فك التشفير بالنسبة لـFBI  مسألة صعبة، وأن هناك توازنًا ما بين الرغبة في اعتراض الاتصالات والقلق المتزايد بشأن الخصوصية، قائلًا: "إنها مشكلة في الحقيقة، مشكلة صعبة، ولكن التعارض بين أهمية الخصوصية والأمن العام مهمة بما يكفي لكي نجد طريقة لحلها."
 واعترف في وقت سابق بوجود أكثر من عشرة أمريكيين يقاتلون الآن في صفوف الجماعات "المتطرفة" الموجودة في سوريا، وربما يكون هذا العدد أكثر من ذلك أنه يبذل كل ما في وسعه لمراقبة العناصر المتشددة في حال عودتها إلى الولايات المتحدة"، وأن من حق المواطنين الأمريكيين الدخول والخروج من البلاد بحرية، وإذا شارك أحد يحمل جواز سفر أمريكيًّا في العمليات الإرهابية التي يرتكبها تنظيم "داعش" وأراد العودة إلى الولايات المتحدة، فهو يخضع لرقابة صارمة من جانب الأجهزة الأمنية الأمريكية.
السيناتور الأمريكي
السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام
تنامي خطر انضمام مزيد من الأمريكيين إلى "داعش" دفع السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام الذي يطمح إلى دعم الحزب الجمهوري له في الانتخابات الرئاسية المقبلة، للإعلان عن امتعاضه حيال استراتيجية الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، تجاه الحرب مع تنظيم داعش، قائلًا: إن الإدارة الأمريكية تفتقد إلى الخيارات والبدائل في المواجهة، وإنه قابل الجنرال الأمريكي جوزيف دانفورد، القيادي البارز بقوات مشاة البحرية الأمريكية، الذي حذره من انهيار الأوضاع في سوريا والعراق، ومن خطر "طوفان تسونامي من مسلحي داعش" الذي سيجتاح أمريكا.
وكشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن مدينة مينيابوليس التي تعد أكبر مدن ولاية مينيسوتا الأمريكية تشهد أكبر عملية تجنيد للأمريكيين الذين يريدون الالتحاق بتنظيم داعش الإرهابي؛ حيث التحق أكثر من عشرين أمريكيا من سكان المدينة بالتنظيم.
 وقال سكوت شين في مقال نشرته الصحيفة تحت عنوان "من مينيابوليس إلى داعش.. الطريق الأمريكية للجهاد": إن معظم الشباب الذين غادروا مينيابوليس، ويقدر عددهم بأكثر من عشرين؛ يتحدرون من أصول صومالية، وإن سكان المدينة الذين كانوا يعانون من توجه أعداد متزايدة من الشبان للالتحاق بحركة "الشباب الصومالية" الإرهابية أصبحوا الآن في مواجهة كابوس جديد يتمثل بانضمام أبنائهم إلى تنظيم داعش الإرهابي.
الدواعش الأمريكيون
وكشف عن أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب الدور الكبير في تجنيد أعداد متزايدة من الأمريكيين والأجانب بشكل عام لتنظيم "داعش"؛ حيث تجري عملية غسل دماغ هؤلاء الشبان والفتيات واستقطابهن بوعود ومغريات كاذبة، وأن وجود مواد على شبكة الإنترنت تساعد الشبان الأمريكيين على التسلل خارج الولايات المتحدة والانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي.
وكان تقرير للمخابرات المركزية الأمريكية أكد على أن 150 من المواطنين الأمريكيين انضموا لصفوف تنظيم داعش، وأن السلطات الأمريكية أوقفت نحو أربعة من الأمريكيين المنضمين لداعش، من بينهم ديفيد رايت- ٢٥عامًا، ونيكولاس روفينيسكي 24 عامًا، وأن نحو 180 أمريكيًّا سافروا إلى سوريا؛ من أجل الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية.
وسط تحذيرات من مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الأمن الداخلي في الولايات المتحدة من تنامي الأفكار المتطرفة وأعداد الأمريكيين الذين يرغبون بالالتحاق بتنظيم "داعش" في تطور يظهر خوف الإدارة الأمريكية من ارتداد نار الإرهاب الذي دعمته اليها، ويضع أوباما وإدارته في مرمى نيران إرهاب الداخل.

شارك