بعد اختفاء 35 شخًصا.. الشباب التونسي في قبضة "داعش"

الثلاثاء 07/يوليو/2015 - 10:06 م
طباعة بعد اختفاء 35 شخًصا..
 
فيما يبدو أن تكوين تنظيم داعش، لا يقتصر على العناصر التي تقع تحت سيطرته، حيث يجذب التنظيم العديد من الشباب من الجنسيات المختلفة، وكان آخرهم عشرات الشباب التونسي.
وأفادت تقارير إعلامية في تونس باختفاء العشرات من الشباب صباح اليوم الثلاثاء في منطقة رمادة أقصى جنوب البلاد حيث رجحت مصادر أمنية التحاقهم بتنظيم داعش الإرهابي.
بعد اختفاء 35 شخًصا..
نقلت إذاعة "تطاوين" في الجنوب عن مصادر أمنية قولها إن عدداً من الشبان في جهة رمادة التابعة لولاية تطاوين تغيبوا منذ الأمس ما أشاع حالة من الحيرة لدى ذويهم صباح اليوم.
وذكرت تقارير إعلامية أن عدد الشبان المختفين بحسب ذويهم يقارب 35 شخصاً.
وأوضحت الإذاعة استناداً إلى مصادرها أن وجهة الشبان كانت إلى إحدى بؤر التوتر والالتحاق بتنظيم داعش، لكنها لم تشر إلى تلك الوجهة وما إذا كانت تتعلق بليبيا أو سوريا والعراق.
ويتصدر التونسيون، بحسب تقارير دولية، مراتب متقدمة في عدد الجهاديين الذين يقاتلون ضمن التنظيمات المتشددة في الخارج وأبرزها تنظيم داعش.
ويسافر أغلب هؤلاء عبر الأراضي الليبية وتركيا ومنها ينطلقون إلى سوريا والعراق، وكانت وزارة الداخلية أفادت في فبراير الماضي بأن عدد الجهاديين التونسيين في بؤر التوتر بالخارج يتراوح ما بين 2500 و3000 من بينهم أكثر من 500 عنصر عادوا الى تونس أحيل عدد منهم إلى القضاء في حين يخضع آخرون إلى المراقبة الأمنية.
وكان يمكن لرقم الجهاديين التونسيين في الخارج أن يكون أعلى بكثير إذ أن الداخلية أكدت في منتصف أبريل الماضي أن الأجهزة الأمنية منعت منذ مارس عام 2013 أكثر من 12 ألف شاب من السفر.
بعد اختفاء 35 شخًصا..
ورغم أن الهجوم الإرهابي على متحف باردو التاريخي أدى إلي صدمة محلية وعالمية إلا أن استهداف العاصمة التونسية من طرف الإرهاب كان مجرد مسألة وقت، فتونس حسب التقارير  بلد مصدر للجهاديين، وبعد أن كانت أرض دعوة فهي اليوم  أرض جهاد  في وضح النهار بل وفي قلبها السياسي والثقافي.
وتبنى تنظيم "داعش" الهجوم الإرهابي الذي استهدف يوم 18 مارس الماضي متحف باردو العريق بالعاصمة تونس والذي ذهب ضحيته 23 شخصا منهم 21 سائحا أجنبيا، وقد أعلن التنظيم بذلك حربه على تونس أمنا وشعبا بعد أن كانت العمليات الإرهابية تستهدف رجال الجيش والشرطة أو من يطلق عليهم التنظيم لفظ "الطاغوت"
بعد اختفاء 35 شخًصا..
وقام بالعملية شابان تونسيان ينتميان إلى التنظيم، هما ياسين العبيدي 27 عاما وجابر الخشناوي 12 عاما وقتلا خلال العملية الإرهابية، بينما تقول وزارة الداخلية التونسية إنها قبضت على عدد من التونسيين المتورطين في هذا العمل الإرهابي، ويبقى آخرون من بينهم "جهاديون" من جنسيات مغاربية في حالة فرار.
لكن العبيدي والخشناوي هما عينتان من آلاف الشباب التونسي الذي التحق بالتنظيمات الجهادية وخاصة تنظيم "داعش" للجهاد وتقول التقارير إن تونس تعتبر " المصدر رقم واحد " للجهاديين في العالم.
ولا تزال العديد من العائلات التونسية تحت صدمة التحاق أحد من أبنائها بالتنظيمات الإرهابية، قبل أن تصلهم صور موتهم على شبكات التواصل الاجتماعي أو انقطاع أخبارهم بطريقة مفاجئة.
أشارت تقارير مسبقة أن أعداد الشباب التونسي الذي التحق بتنظيم "داعش" ازداد في الآونة الأخيرة مرجعة ذلك لعدد من العوامل أبرزها سوء معاملة الشرطة.
بعد اختفاء 35 شخًصا..
ولفتت إلى أن أعلى نسبة للمقاتلين الأجانب في صفوف "داعش" هم التونسيين، إذ يبلغ عددهم ما يقرب من ثلاثة آلاف مقاتل، من خلفيات اجتماعية مختلفة وذوي اهتمامات متنوعة، كلهم يعدون رحلتهم نحو "الجهاد" عملا بطوليا من أبرزهم لاعب نادي النجم الساحلي نضال السالمي، الذي اتجه نحو سوريا برفقة أخيه.
وأكد محللون أن الكثير من أولئك الشباب قضوا فترة في السجن، ما دفعهم إلى الالتحاق بهذه الجماعات التي تصور لهم أن محاربة الدولة" انتصارا للدين"، استنادا إلى تصريحات أقارب هؤلاء الشباب، موضحة أن المشكلات الاجتماعية وانتشار البطالة وضعف المقدرة المالية لعب دورا هاما في انتشار هذه الظاهرة.
يري متابعون أن الإحساس بانعدام الأمل واسوداد المستقبل عامل رئيسي للشباب التونسي، ونقلت عن صديق طفولة نضال السالمي، قوله إن الشاب التونسي الذي لا يمتلك وساطات لا مستقبل له، وأكد أن الحديث عن ثورة الشباب في تونس أصبحت مجرد سراب، باعتبار أن هؤلاء الشباب لم ينتفعوا من الثورة بشيء.

شارك