حرب اغتيال البراءة بين "داعش" و"إيران"

الأربعاء 08/يوليو/2015 - 02:03 م
طباعة حرب اغتيال البراءة
 

 لا تكف العقليات المتطرفة عن اغتيال براءة الأطفال بجعلهم وقودًا لمعركة "لاناقة لهم فيها ولاجمل" من خلال الزج بهم في معارك تخوضها تنظيماتهم المتطرفة في حرب تغتال الإنسانية ومعها براءة أطفالهم، وفي إطار تصدير التطرف والعنف اللذين يقوم بهما تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وعلى خطاها أقامت بلدية مشهد، شمال شرق إيران، برنامجًا للتدريب القتالي للأطفال تحت عنوان "مدينة الألعاب القرآنية والمقاومة"، وتحت إشراف رجال دين من الحوزات الشيعية، لتهيئتهم للقتال مستقبلًا.

حرب اغتيال البراءة
البرنامج الذي بدأ منذ أيام يهدف إلى تعريف الأطفال بمفاهيم المقاومة والحرب والدفاع المقدس ومعرفة العدو ومحاربة السعودية وأمريكا، ويتدرب الأطفال ضمن مجموعات من 10 أشخاص إلى 15 شخصًا، وعلى 7 مراحل من الفنون القتالية الافتراضية، بعدما يرتدون الملابس العسكرية، ويربطون عصائب "المقاومة" على جباههم، وتشمل التدريبات "القفز من فوق الألغام والأسلاك الشائكة، والاشتباك مع الشيطان، وغرفة المقاومة، والعهد مع الشهداء، وخيمة المعرفة، وذلك في مدينة الألعاب القرآنية والمقاومة، حيث سيتعلمون مفاهيم المقاومة بشكل واسع خلال هذه الدورات.

حرب اغتيال البراءة
وسبق أن قامت إيران بتجنيد الأطفال في الثمانينات مع بداية الحرب العراقية- الإيرانية (1980-1988)، حيث تم إرسال آلاف الأطفال الإيرانيين للجبهات كمتطوعين في صفوف الحرس الثوري، وقُتل الكثير من هؤلاء الأطفال في الجبهات، كما وقع المئات منهم في الأسر لدى القوات العراقية، وقد أطلقت بغداد سراح العديد منهم آنذاك، بأمر من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، بعد تدخل العديد من المنظمات الإنسانية الدولية، كالصليب الأحمر.
ولا يختلف ما تقوم به إيران مع هؤلاء الأطفال مع ما تقوم به "داعش" من تجنيد للأطفال، وتحريضهم على القتال من خلال غسل أدمغتهم بمفاهيم أيديولوجية في العراق وسوريا، حيث يواصل تنظيم "داعش" منذ استيلائه على مناطق واسعة هناك تجنيد أطفال ممن هم دون سن العاشرة والحادية عشر، وضم 400 طفل للتنظيم لم يتموا بعد الثامنة عشر من عمرهم، وتدريب حوالي 50 طفلاً تتراوح أعمارهم بين السابعة والثالثة عشرة، وإلحاقهم بفصيل يحمل اسم "أشبال العزة" في مدينة الطبقة غرب الرق وكشفت "داعش" عن عمليات تأسيس معسكر "أشبال الزرقاوي" وأظهرت العديد من الفيديوهات حجم المصاعب التي يواجهها هؤلاء الأطفال، في التدريبات، حيث إنهم يعانون في حمل الأسلحة التي يستخدمونها خلال التدريبات لثقل وزنها.

حرب اغتيال البراءة
وتهدف داعش من ذلك ما يلي:
1- تحويل هؤلاء الأطفال إلى وقود للعمليات الانتحارية لسهولة تجنيدهم. 
2- سهولة السيطرة على الأطفال وتحويلهم إلى كوادر يمكن الوثوق بها.
3- الاستفادة من فئة الأطفال، فأجر ومصاريف الشباب الصغار أقل بكثير من الأكبر سنًّا.
4- انضباط الأطفال وحماستهم يمكن استغلالها في إقناعهم بالعمليات الانتحارية التي عادة ما يجد قادة التنظيم صعوبة في إيجاد أجساد مفخخة تم التأثير على عقولها.
ووفقًا لدراسة لمنظمة الأمم المتحدة، يستخدم تنظيم داعش المؤسسات التعليمية كمراكز لتلقين أفكاره وعقائده، وأنه يستعمل منذ سبتمبر 2013، مدرسة البثري في الباب (حلب) كمنشأة تدريب عسكري للفتيان ما دون 18 عامًا، وأن مخيم الشريعة الخاص باليافعين الواقع بالقرب من مدينة طبقة في الرقة يدرب نحو 350 طفلًا ما بين 5 و16 سنة ليتولوا مهام قتالية، وأن 153 طفلًا كرديًّا ما بين 14 إلى 16 سنة تم اختطافهم في 29 مايو 2014 واحتجزوا في مدرسة في مدينة منبج في حلب، وجرى تلقينهم بشكل يومي طوال 5 أشهر الفكر الجهادي العسكري، وكان يعاقب بالضرب المبرح كل من يعارض منهم هذه الأفكار.

حرب اغتيال البراءة
ويكشف الناشط السوري أبو إبراهيم مؤسس موقع «الرقة تذبح بصمت» عن أن «داعش» يعتمد 3 أساليب مختلفة لتجنيد الأطفال، ففي بعض الأحيان يتم تلقين الأطفال وتشريبهم الفكر الداعشي، وفي أحيان أخرى يتخلى الأهل عن أطفالهم مقابل مبلغ زهيد محاولين الخروج من يأسهم وفقرهم، وأخيرًا عمليات الخطف التي ينفذها التنظيم ويحرص في معسكرات التدريب على تأمين الملبس والمسكن ووجبات الطعام إلى الأطفال، وهو يعتبر الأطفال والشباب من أولوياته محاولا كسب ولائهم على المدى البعيد من خلال تلقينهم أيديولوجيته التي يحاول فرضها في المناطق الخاضعة لسيطرته.
هذا في الوقت الذي يصعب التحديد بشكل دقيق إلى أي مدى يصل استغلال «داعش» للأطفال في الأراضي التي يُحكم سيطرته عليها، 

حرب اغتيال البراءة
فإن هذه الممارسات بالتأكيد موجودة، وسيكون لها تأثير كارثي على المدى الطويل على الأجيال الصاعدة في العراق وسوريا.
 ويؤكد أنطوني ماكدونالد، رئيس قسم حماية الأطفال في منظمة اليونيسيف، على أن موقف المنظمة بالنسبة إلى أي مجموعة مسلحة هو الرفض التام لتوريط الأطفال بنشاطات ترتبط بالحرب، ويشمل ذلك استخدام أو تجنيد الأطفال، وكلمة «استخدام» لا يقصد بها فحسب إشراك الأطفال في المعارك، بل أيضًا استعمالهم لنقل المياه وغيرها من الأمور فضلا عن تزويج الفتيات القاصرات والاستغلال الجنسي.
 وبذلك تعد ظاهرة تجنيد الأطفال في الصراعات المسلحة أكبر مؤامرة وتواطؤا من إيران وداعش ضد إنسانية هؤلاء الأطفال الأبرياء. 

شارك