"داعش" يهدد الكويتيات بالسبي.. ومطالبات بتعقب رسائل التهديد

الأربعاء 08/يوليو/2015 - 08:44 م
طباعة داعش يهدد الكويتيات
 
يواصل تنظيم  الدولة "داعش" حربه ضد الكويت ميدانياً وإلكترونياً، إذ تلقت مجموعة من الكويتيات رسائل هاتفية هددتهن بأنهن سيكن "سبايا" للتنظيم في القريب العاجل.
وبحسب ما أفادت صحيفة السياسة الكويتية، فإن أرقام الهواتف المستخدمة في إرسال الرسائل مصدرها الأردن، وقد أكدت مصادر أمنية بالعاصمة الكويتية أن الأجهزة المختصة بدأت بتعقب أصحاب الأرقام الهاتفية لاتخاذ الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع السلطات المحلية والخارجية المختصة.

داعش يهدد الكويتيات
وبحسب تقرير الصحيفة فقد دعت تلك الرسائل النساء الكويتيات إلى اختيار الجهاد في سبيل الله والشهادة أو السبي.
 وقد نصت إحدى الرسائل التي تداولها نشطاء عبر مختلف وسائل ومواقع التواصل الاجتماعي على الآتي: السلام عليكم يا أختاه، سبحان الله كم أنت محظوظة،  لقد وقع عليك الاختيار من قاعدة التنظيم لتكوني إحدى السبايا لدينا في داعش وسنصل إليك في القريب العاجل"، مضيفة: هنيئاً لك بالجهاد في سبيل الله وستموتين شهيدة إن شاء الله وسنجدك خلال 24 ساعة.
عقب تلقي الرسائل كان رد فعل الكويتيات غاضبًا للغاية، معربات عن تخوفهم مما يحدث، حيث طالبن الأجهزة الأمنية المعنية بوضع حد لمسلسل تلقي رسائل تهديد، داعيات إدارة الجرائم الإلكترونية بالدولة لضبط هؤلاء وتطبيق القانون عليهم في حال كانوا داخل البلاد أو التنسيق مع جهاز الإنتربول والسلطات الأمنية في تلك الدول لوضع حد لتلك الظاهرة.
وهز الهجوم الذي نفذه إرهابي من تنظيم داعش في 26 يونيه الماضي الكويت، ما دفع بالحكومة إلى إعلان أنها في حالة حرب مع المتشددين وأنها ستفكك الخلايا المعتقد أنها في أراضيها، وبدأت خطورة التنظيم تتفاقم آثارها بشكل ملحوظ.
كان الرئيس الأمريكى باراك أوباما أشار إلى أنه تم ضرب داعش بأكثر من 1000 طلعة جوية في الفترة السابقة، أفقدته أكثر من 40 من المناطق التي يسيطر عليها.
داعش يهدد الكويتيات
فيما أكد أن الحرب على الإرهاب لن تكون سريعة، دعا الرئيس الأمريكي إلى التعاون مع الحكومات وتطوير قوات أمن محلية لمحاربة داعش، لافتًا إلى أننا قد نواجه نجاحات وإخفاقات خلال حربنا على التنظيم.
وفي استراتيجته ووسائل الحرب على التنظيم، أكد أنه يجب توفير الميزانية للحرب على داعش، وتشكيل قوة موحدة لقتال التنظيم، مؤكدًا أن قوات التحالف تعمل على استهداف قيادات داعش وتجفيف منابع تمويل هذا التنظيم الإرهابى.
وفيما اعترف بوجود عثرات في الحرب على داعش، أكد أنه سيتم مواصلة تضييق الخناق على التنظيم في مجال التمويل، ولكن يجب تعزيز الرقابة على الحدود لمنع تسلل المقاتلين إلى سوريا والانضمام إلى هذا التنظيم.
كان تنظيم داعش أعلن منذ ظهوره عن خريطة لتصور الدولة الإسلامية التي يسعى لإقامتها، وبدا لافتا أن التنظيم وضع الكويت ضمن دولته المرتقبة.
وأعدت الأجهزة الأمنية قبل أيام تقريرا حول المخاطر المحتملة رفعته إلى جهة عليا، تضمن معلومات مفزعة حول جملة من القضايا وثيقة الصلة بأمن واستقرار البلاد".
أكد التقرير وجود خلايا نائمة وعناصر تابعة وموالية لأغلب الجماعات التكفيرية والتيارات والتنظيمات المتطرفة دينيا في المنطقة، مضيفًا أنه من بين تلك التنظيمات "داعش"، و"جبهة النصرة" بالإضافة إلى تنظيم جماعة الاخوان المسلمين.
وأشار التقرير إلى أن مناخ الحرية المتاح والعلاقات مع متنفذين والوفرة المالية كلها عوامل جعلت من الكويت بيئة خصبة وملاذا آمنا للمنتمين إلى هذه الجماعات".
داعش يهدد الكويتيات
وتعتبر محاولات تنظيم "داعش"، لفرض سيطرته على معظم الدول واستقطاب شبابها يثير قلق ومخاوف من الدول الأخرى باعتبار أن دورها قادم في استهداف عناصر منها.
وتستهدف داعش، دولة الكويت، لاعتبارات أبرزها التاريخ العراقي الذي اعتبر في كثير من مراحله، الكويت جزءاً منه.
وعزز من هذه التوقعات، الثقافة التي يتبناها تنظيم “داعش” وزعيمه أبو بكر البغدادي، عندما وضع خارطة لدولة الخلافة التي ينوي إقامتها، متضمنة عدة دول بينها دولة خليجية واحدة هي الكويت.
لكن الكويت التي شددت من حالة التأهب على حدودها مع العراق، تفتقد للقوة العسكرية الكبيرة التي تستطيع مواجهة خطر "داعش" الذي أبهر تقدمه في العراق وسيطرته على مدن مدججة بالسلاح والجنود خلال أيام قليلة، كل المتابعين لشؤون الشرق الأوسط.
ويمتلك الجيش الكويتي أسلحة نوعية لاسيما قواته الجوية، حصل عليها من خلال حليفته الولايات المتحدة عبر سنوات طويلة، لكن معارك تنظيم "داعش" في العراق أثبتت أن الحرب برية في المقام الأول، وأجبر أسلوب حرب العصابات الذي يتبعه، جيوش جرارة في سورية والعراق على التخلي عن معداتها الثقيلة، فالمواجهة تعتمد على الأسلوب نفسه، سيارات دفع رباعي وعدة مقاتلين جريئين.
ويقول مراقب سياسي إن الكويتيين يدركون أن العالم تغير، وأن الولايات المتحدة التي قادت تحالفاً دولياً أجبر الجيش العراقي في التسعينيات على الانسحاب مهزوماً من الكويت، ليس لديها الرغبة الآن لإرسال جندي واحد للقتال مجدداً.
وأضاف المراقب أن الكويتيين مقتنعون بأن لا أحد سيحارب عنهم بعد الآن، وأن سقوط المدن والبلدات في حروب اليوم لا يستغرق إلا ساعات، مالم يواجه بجيش وطني عقائدي، قد يجد من يسانده، ويقاتل إلى جانبه، لكن تبقى المهمة الرئيسية على عاتقه هو.
داعش يهدد الكويتيات
ويقول مراقبون، إن على الكويتيين أن يفهموا الرسالة السعودية الواضحة، فالتحالف الخليجي الذي تقوده السعودية وتنضوي الكويت تحت لوائه، لم يمنع المملكة الكبيرة وذات القدرة العسكرية الهائلة على تشديد إجراءاتها العسكرية والأمنية في الداخل وعلى الحدود رغم أنها الأقل خطراً باحتمال تعرضها لهجوم داعش.
وتصاعد الحديث في الكويت خلال الأيام الماضية، عن ضرورة تحصين الجبهة الكويتية على الحدود، وهو ما برز في مقالات وتحليلات نشرتها الصحافة الكويتية النشطة، بالتزامن مع بروز بعض الإشارات الداخلية التي توضح أن لتنظيم داعش أنصاره داخل البلاد، وتتركز أغلب المطالب بالاستعداد للمواجهة، على الاعتماد على النفس، وليس ترك البلاد للتحالفات الدولية المتغيرة.
ويبدو واضحًا أن مساعيَ حقيقية، من قبل "داعش"، لفرض سيطرته على بعض مناطق في دولة الكويت، وهذا ظهر من خلال هجماته الأخيرة علي مسجد الإمام الصادق في الكويت والذى راح ضحيته نحو 30 قتيلًا إثر التفجير الإرهابي.

شارك