رئيس أساقفة اللاتين ببغداد أمام البرلمان الأوربي ..اضطهاد المسيحيين يعود لأيام صدام

الأربعاء 08/يوليو/2015 - 08:54 م
طباعة رئيس أساقفة اللاتين
 
أكد المطران جان سليمان، رئيس أساقفة اللاتين في بغداد، أن اضطهاد المسيحيين في العراق بلغ ذروته مع اجتياح "داعش" لعدد من المدن العراقية، وذلك بعد سلسلة من السيارات المفخخة ضد أماكن العبادة المسيحية والاختطافات والاغتيالات والمصادرات، وعمليات السطو المسلّح، فضلاً عن التهديدات والتمييز، والضغط النفسي، وخطب الكراهية لإسكاتهم ودفعهم نحو المنفى، وأضاف خلال مداخلته حول اضطهاد المسيحيين في أثناء اجتماع عقد في البرلمان الأوروبي، ان استهداف المسيحيين تم علي ثلاث موجات رئيسية من الاضطهاد بدأت  طردوا من منطقة الدورة، إحدى ضواحي بغداد، في الفترة بين 2006 و2007، ومن الموصل في اكتوبر  2008، وقد عانوا المصير نفسه مرة جديدة في الموصل وفي كل القرى المسيحية في محافظة نينوى، من يونيو حتى يوليو 2014".
وتابع جان قائلا "باستمرار، أمر المتطرفون المسيحيين أن يعتنقوا الإسلام وأن يدفعوا الجزية، وهي الضريبة المفروضة على أهل الذمة لكي يتمكّنوا من العيش، أو أن يغادروا من دون أخذ أيٍ من ممتلكاتهم، يمكن استبدال الضريبة بتسليم الصبيان المسيحيين للقتال والفتيات المسيحيات لزواج الجهاد"، وأضاف "بعبارة أخرى، كانوا يطلبون من المسيحيين المغادرة وترك كل شيء وراءهم، وإن بقوا فيصبح قتلهم عندئذٍ مشروعًا".
وأشار المطران جان سليمان إلى أنّ مخطط اضطهاد المسيحيين يعود إلى زمن طويل أبعد من العام 2003 حين سقطت الديكتاتورية ودخلت القبلية إلى المجتمع، فبدلاً من الانفتاح نحو الآخر وتقبّل الاختلافات، شرّع التطرّف الإسلامي التجاوزات والتمييز والاضطهاد اليومي، وأضاف عندما وصلت القومية العربية الى السلطة في بعض البلدان، لجأت إلى العنف والاضطهاد، ولم تتوانَ الأصولية الدينية التي حاولت أن تحل محلها عن القيام بالمثل نفسه".
وأضاف "ساهمت السياسة الدولية، التي تسعى بكل ما أمكن لحماية مصالحها في المنطقة، بحد كبير إلى عدم الاستقرار وأعمال التطرف المفضلة مثل الاضطهاد"، ولفت بالقول "يمكننا بالتأكيد أن نرى من يتخفى وراء هذا الاضطهاد ومن يأمر به، نرى المأساة إنما لسنا دائماً واثقين من يستفيد من ذلك، فإذا نظرنا إلى العراق لا يمكننا تجنب رؤية التطهير العرقي والديني".
وتابع "إن اضطهاد المسيحيين في العراق ودفعهم إلى الخروج منه، سيعمل على إسقاط الجسور بين الأعراق، والتي بناها المسيحيون باستمرار، مما سيؤدي بالتالي إلى ضياع الدور الوسيط والمعتدل الذي يلعبه المسيحيون، وابتعاد الجماعات في العراق عن بعضهم البعض، بينما في المقابل ستتعزز بينهم النرجسية الاجتماعية والسياسية والثقافية".
أما عن سؤال "كيف يمكن إيقاف الاضطهاد؟" فأجاب بأنه يجب إعادة النظر في الثقافات والعمل على التثقيف وغرس القيم والسلوك المتحضر على الدوام، كذلك بات ملحاً العمل على القوانين من أجل التخلّص من التمييز وإعادة تحديد تعريف المواطنة لإنشاء المساواة والإخاء والحرية، على الصعيد الوطني والدولي، من الضروري أن نذكّر بأنّ السلام هو السبيل الأفضل من أجل تحقيق المصالح والعيش معاً بأمان، أما بالنسبة إلى العراق، فيجب مساعدة الدولة لكي تصبح من جديد أساس المجتمع فتحمي وتراقب وتنقذ المواطنين من كل شكل من أشكال العنف.

شارك