الأساقفة اللاتين العرب في بيان ساخن: هناك بصيص أمل مع إخوتنا المسلمين الطيبين الذين يرفضون التطرف

السبت 11/يوليو/2015 - 01:26 م
طباعة الأساقفة اللاتين
 
اختتم الأساقفة اللاتين من الجزيرة العربية، وسوريا، والعراق، ولبنان، والأردن، وفلسطين، وإسرائيل، وقبرص، وجيبوتي، والصومال- اجتماعهم الـ65 المنعقد في دير الصليب المقدس للفرنسيسكان، في العاصمة القبرصية نيقوسيا والذي ناقش عددًا من الأمور المهمة على رأسها تواجد المسيحيين بالشرق الأوسط، وخرج ببيان بعد تبادل آراء قيمة حول الأوضاع الرعوية في بلدانهم، جاء فيه: "استمرارالصلاة والمحبة والشركة، في خدمة الكنائس وتحية للاستمرار في مناطق الصراع؛ حيث تواصل هذه الخدمات والجماعات العمل من أجل السلام والمصالحة في مناطق الصراعات، ودعوة جميع الجماعات الدينية لتحسين تعاملها مع اللغات المحلية باحتضان ثقافة الناس الذين يرغبون في خدمتهم وإدماجهم في الخطة الرعوية المحلية؛ بهدف تقديم خدمة أفضل".
وبخصوص مستقبل المسيحيين في الشرق الأوسط قال الأساقفة: "نشارك شعبنا معاناته في المناطق التي يسود بها عدم استقرار سياسي كبير. فقد مرّ أكثر من عام للحرب على غزة وسقوط الموصل، فضلاً عن خمسة شهور منذ إعلان التحالف العربي الحرب على اليمن، من دون أن يكون هنالك بصيص للأمل. وعلى الرغم من حالة اليأس التي تطغى على مجتمعاتنا في سورية والعراق، فإننا نصر على أن مستقبلنا يعتمد على نوعية إيماننا. وعلاوة على ذلك، نحن واثقون من أن بوسع الحوار بين الأديان المساعدة على تحسين العيش مع إخوتنا المسلمين؛ لأنه هنالك الكثير من الناس من ذوي الإرادة الطيبة، الذين يرفضون التطرف والتعصب، ويحترمون حرية الرأي والتعددية الدينية.
من هنا، فإننا نكرر ما جاء في بياننا العام الماضي: "لا يمكن تحقيق السلام بدون عدالة، كما لا يمكن تحقيق عدالة من دون احترام الحقوق الإنسانية والاجتماعية والدينية. فالسلام الحقيقي يتطلب المسامحه والمصالحة. وإلا فإن العوامل ذاتها التي أدت إلى نشوب الصراع ستستمر في إنتاج مزيد من الكراهية والحروب الأخرى".
لا يمكن القتل باسم الله، ولا التلاعب بالدين من أجل مصالح سياسية واقتصادية، حيث يحقّ لكل إنسان أن يحظى بالاحترام بغض النظر عن انتمائه الديني أو العرقي أو وضعه كأقلية.
في ضوء سينودس العائلة الذي سينعقد في روما خلال شهر أكتوبر القادم تبادلنا الأفكار حول جمال العائلة المسيحية، التي أرادها الله وفقاً لنموذج عائلة الناصرة المقدسة. وناقشنا التحديات المختلفة التي تواجهها الأسرة بشكل عام، خاصة تلك المتعلقة بالأمور الأخلاقية المرتبطة بالعلوم البيولوجية والطبية. نحن بحاجة إلى إعداد أزواج منفتحين على الحياة، وعلى عطية الله، وعلى ثمرة حب الإنسان. كما تبادر إلى ذهننا أولئك الأزواج الذين انفصلوا أو يعانون من أزمة. نتوقع الكثير من النتائج المثمرة من السينودس القادم، وندعو إخوتنا المؤمنين للصلاة من أجل آباء السينودس لكي ينير الرب طريقهم ليعطوا الإجابات المناسبة على التحديات والمخاطر المحدقة بمؤسسة العائلة.
نشكر قداسة البابا فرنسيس على إعلان سنة الرحمة من أجل إعلان الرحمة للعالم كله، ودعوة الجميع بصورة عاجلة للاهتداء والمصالحة على المستويات الفردية، والأسرية، والمحلية والعالمية. سنبذل جهداً خاصًّا لنعيد بشكل كامل اكتشاف جمال سر المصالحة وتعزيزه، إضافة إلى ممارسة أعمال الرحمة الجسدية والروحية".

شارك