وكشفت المعاينة الأولية التي أجراها خبراء المعمل الجنائي للسيارة المفخخة التي انفجرت في الساعات الأولى من صباح اليوم، عن أن السيارة كان بداخلها لا يقل عن ربع طن من مواد شديدة الانفجار "تي إن تي" . وهي نفس المادة التي تم استخدامها في حادث اغتيال الشهيد هشام بركات النائب العام، وكذا نفس المادة المستخدمة في محاولة تفجير موكب وزير الداخلية السابق.

 وأمر المستشار وائل شبل المحامي العام الأول لنيابات وسط القاهرة الكلية، بانتداب فريق من النيابة العامة للانتقال إلى موقع حادث استهداف مقر القنصلية الإيطالية بمنطقة وسط البلد وذلك لمعاينة موقع الحادث وكلف بسرعة انتداب الطب الشرعي لتشريح جثة المواطن الذي لقي مصرعه اليوم في التفجير والانتقال للمستشفيات لسماع أقوال الشهود، كما أمر بسرعة تفريغ كاميرات المراقبة التابعة للقنصلية لتحديد المشتبه فيه الذي قام بذلك العمل الإرهابي.

 وتحاول الجماعات الإرهابية بشكل مستمر تصدير الخوف والهلع للمصريين عبر عدة طرق على رأسها السيارات المفخخة التي تعد الذراع الأسود لهذه الجماعات في قتل المصريين، وهي عبارة عن سيارة عادية يتم وضع عبوة من المواد المتفجرة بها مزودة بمفجر صغير نسبيًّا به مادة شديدة الحساسية تقوم بإحداث التفجير الأولي الذي يولد طاقة الانفجار للشحنة الأساسية التي تتسبب في تدمير هائل، واستخدام هذا النوع من الإرهاب له عدة أساليب على رأسها:

1- التفجير الانتحاري عن طريق الاقتحام المباشر بالسيارة التي يقودها شخص وصل إلى أقصى درجات غسل المخ، ويكون الهدف من هذا الأسلوب الوصول إلى مكان يصعب تحقيق هدف العملية فيه إلا من خلال السيطرة على العربة بواسطة قيادة مباشرة للسائق حتى نقطة التنفيذ.

2- التفجير عن بعد ويتم بإحدى طريقتين: الأولى عن طريق كابل يغلق دائرة كهربية وهذه الطريقة لا تصلح بالطبع في حالة السيارات المفخخة التي تستخدم في تفجيرها الدوائر اللا سلكية باستخدام إشارات وترددات بأجهزة بدائية، أو معقدة مرتبطة بالمفجر والغالب الآن استخدام الموبايل في الدوائر اللا سلكية كوسيلة متاحة ورخيصة. 

3- التفجير بمفجر زمني حيث يتم تثبيت ساعة إيقاف (ستوب ووتش) موصولة بالمفجر يتم ضبطها بمدة زمنية محددة بحيث تغلق الدائرة مع توقف الساعة مما يؤدي إلى بدء عمل المفجر، ودائما ما يكون هذ الأسلوب مادة درامية في السينما تعكس الصراع مع الزمن لإبطال التفجير.

وعادة ما يستهدف هذا النوع من الإرهاب ضد الشخصيات العامة التي تتقلد مناصب رئيسية في الدولة والتدمير المادي لمبانٍ ذات طبيعة رمزية لارتباطها بسلطات الدولة وأجهزة الأمن، كرغبة في الانتقام والنيل من هيبة مؤسسات هذه الأجهزة، وتدمير بعض الأهداف الحيوية في الدولة في محاولة يائسة لإعاقة ضرورات الحياة اليومية؛ من أجل تأليب الجماهير ضد السلطة وإرباك أجهزة الأمن وتشتيت مجهوداتها في مكافحة الإرهاب، وإحداث ذعر بين المواطنين؛ مما يؤدي إلى إحجامهم عن ممارسة حياتهم الطبيعية، 

ومن أهم العمليات الإرهابية التي تمت في مصر عن طريق السيارات المفخخة. 

1- تفجيرات طابا عام 2004، التي تعد أول حاله لاستخدام سيارة مفخخة، وتم في فندق هيلتون طابا، وأصيب فيه 140 من نزلاء الفندق، وأغلبهم إسرائيليون.

2- في 24 ديسمبر 2013، استخدمت أول سيارة مفخخة في تفجير مديريه أمن الدقهلية، في مدينة المنصورة، وأسفرت عن سقوط 15 قتيلاً و130 جريحاً، وأعلن "بيت المقدس" مسئوليته عن الحادث.

3- في 11 سبتمبر 2013، استخدمت سيارة مفخخة في محاولة لاغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم، لكنها فشلت، وأعلنت أيضا جماعه "أنصار بيت المقدس" مسئوليتها عن الحادث أيضاً.

4- في 11 سبتمبر 2013، تم استهداف مبني المخابرات الحربية بمدينه رفح في سيناء، بواسطة سيارة مفخخة أسفرت عن مقتل 6 جنود وإصابة 17.

5- في 24 ديسمبر 2013 تم استهداف مديرية أمن القاهرة بسيارة مفخخة كان يستقلها شخص ثم تركها بجوار سور مبنى المديرية، واستقل سيارة أخرى وفر هاربًا، وعند انفجارها هشمت المبنى بالكامل، وخلفت 15 شهيدًا وعددًا من المصابين.

هذا بالإضافة إلى العديد من محاولات التفجير لمواقع عسكرية تصدت لها القوات المسلحة المصرية.

 لتبقى السيارات المفخخة أفضل وسيلة لدى جماعات الدم الإرهابية لاغتيال حياة المصريين.