وسط تواطؤ "ليون".. إرهابيو ليبيا يشترطون إبعاد "حفتر" للتوقيع على مسودة الصخيرات

الإثنين 13/يوليو/2015 - 04:13 م
طباعة وسط تواطؤ ليون..
 
يبدو أن شخص اللواء خليفة حفتر، بات يُزعج بشكل حقيقي التنظيمات الإرهابية الموالية لتنظيم "الإخوان" في ليبيا، حيث ربطت تلك التنظيمات المُتمركزة في مدينتي طرابلس ومصراته، توقيعهم على مسودة الاتفاق التي تُنهي الأزمة الليبية، بإبعاد الفريق أول خليفة حفتر عن قيادة الجيش، لاستكمال باقي إجراءات التوقيع وتنفيذ المسودة، حيث قاموا بإبلاغ المبعوث الدولي إلى ليبيا، برناردينو ليون، بتلك الشروط.
كانت القوى المتنازعة في ليبيا قد وقعت على المسودة الأولى للاتفاق لإنهاء الأزمة الليبية، السبت الماضي في بلدة الصخيرات المغربية، وسط ترحيب داخلي وخارجي، حيث رحبت الحكومة الليبية برئاسة عبد الله الثني وأطراف غربية بالتوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق.
وسط تواطؤ ليون..
ويبدو أن الهزائم التي تلقتها تلك التنظيمات على يد قوات الجيش الوطني الليبي، بقيادة اللواء خليفة حفتر، في مدينة بنغازي، كانت سبباً رئيس في مطلب الجماعات الإرهابية بإقصاء حفتر عن قيادة الجيش.
وأطلق حفتر عملية "الكرامة" منذ عام، لتحرير بنغازي من يد التنظيمات الإرهابية، فصارت المدينة منكوبة بعد عام من إطلاق تلك العملية، حيث تشهد المدينة نقصا في مستلزمات الحياة اليومية، من الغذاء إلى المواد الطبية، فيما يواجه سكانها يوميا خطر الموت العشوائي.
وفي 16 مايو 2014 أعلن الفريق أول خليفة حفتر انطلاق عملية "الكرامة" التي تستهدف القضاء على نفوذ الجماعات المسلحة في بنغازي – ثان أكبر مدن ليبيا من حيث عدد السكان- التي تسيطر عليها منذ سقوط نظام معمر القذافي قبل أكثر من أربع سنوات. 
وسط تواطؤ ليون..
وتنتشر في بنغازي جماعات متطرفة بينها "أنصار الشريعة" الموالية لتنظيم القاعدة، و"ميلشيا فجر ليبيا" التابعة لتنظيم "الإخوان" وجماعات مسلحة أخرى تنتمي إلى تنظيم "داعش"، كما يعتبر تنظيم "مجلس شورى ثوار بنغازي" من أكثر التنظيمات المسلحة في ليبيا.
وأشارت العديد من الإحصائيات أن مدينة بنغازي شهدت في 2014 مقتل أكثر من 1700 شخص منذ بداية 2014، ذلك بحسب منظمة "ليبيا بادي كاونت" غير الحكومية، وهو أعلى معدل قتلى مقارنة بباقي المدن الليبية، فيما لجأت الجماعات المسلحة إلى العمليات الانتحارية، لاستهداف القوات التي يقودها حفتر، فضلاً عن عمليات اغتيال تطول ناشطين وإعلاميين، وأعمال قصف عشوائية قتل فيها العشرات.
وتشير العديد من التقارير إلى أن مناطق في بنغازي لا تزال تتمتع بشيء من نمطها الطبيعي، وخصوصا في شرقها، مع انتشار قوات من الشرطة وفتح المحال التجارية لأبوابها، إلا أن مناطق أخرى وعلى رأسها الصابري والليثي في الوسط، والهواري في الجنوب، تشهد معارك يومية.
وسط تواطؤ ليون..
وتقول الحكومة الليبية: إن السبب الرئيس في تأخر حسم معركة تحرير مدينة بنغازي، هو النقص الحاد في السلاح لدى قوات الجيش النظامي، وسط حديث قوى عن استمرار دول إقليمية بنها (قطر وتركيا) في دعم الجماعات الإرهابية في ليبيا.
وفيما يخص مطلب الجماعات الإرهابية بإبعاد حفتر عن قيادة الجيش، وجه مستشار في الجيش الليبي، صلاح الدين عبد الكريم وهو مقرب من حفتر، انتقادات شديدة اللهجة للمبعوث الأممي، قائلا إنه يسعى على ما يبدو لتكرار تجربة الحاكم الأمريكي للعراق في 2003 بول بريمر، داخل ليبيا، وتابع في تصريحات لـ"الشرق الأوسط": "مسودة الصخيرات تعيد الميليشيات الإرهابية لحكم البلاد بعد أن أسقط الشعب ممثليها في انتخابات البرلمان الصيف الماضي".
وسط تواطؤ ليون..
وقالت تقارير: إن مجلس النواب الرسمي بدا أنه لم يعول كثيرًا على قدرة مسودة الصخيرات على إنهاء حالة الفوضى في البلاد؛ بسبب تصلب القادة الفاعلين على الأرض بما لديهم من قوات، حيث حذر النائب عن مدينة بنغازي إبراهيم عميش، الذي يرأس لجنة العدل والمصالحة الوطنية في البرلمان، من المصاعب التي تواجهها بلاده، مع بروز تهديدات "داعش" وتوسعها في المناطق النفطية، بينما أثنى بعض النواب على التنازلات التي قدمها الفريق المعتدل القادم من مصراتة والمحسوب على "فجر ليبيا"، في مفاوضات الصخيرات. 

شارك