شبكة سرية لتحرير النساء من قبضة "داعش".. تنقذ 530 امرأة

الإثنين 13/يوليو/2015 - 06:46 م
طباعة شبكة سرية لتحرير
 
في محاولات لإنقاذ النساء والفتيات اللاتي يقعن تحت قبضة تنظيم "داعش"، وتحت عنوان، "أبطال يخاطرون بحياتهم من أجل انقاذ الأخرين"، تكونت الشبكة السرية، لإنقاذ الأطفال والنساء الذين يتعرضون للاغتصاب من قبل عناصر تنظيم داعش الإرهابي ويتم استخدمهم كعبيد للجنس.

البداية

البداية
أكدت  صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن مجموعة من الأبطال سافروا إلي سوريا والعراق معرضين حياتهم للخطر وتعرضوا للتعذيب والرجم من أجل إنقاذ الفتيات المخطوفات من قبل تنظيم داعش ويتم استخدمهم كعبيد للجنس.
ولفتت الصحيفة إلي أن محنة الضحايا من النساء والأطفال الذين تعرضوا للاغتصاب موثقة وستذاع من خلال فيلم وثائقى في خلال هذا الاسبوع علي أربعة قنوات فضائية، ويتم خلالها شرح كيف استطاعت الفتيات الهروب من داعش، موضحة أن المسئولين عن إعداد الفيلم ، هم الذين  سيروجون له ، من أجل مساعدة الضحايا في الهروب من شبكة العبيد للجنس التي يديرها تنظيم داعش.
وذكرت الصحيفة أن المحامي "خليل الداكحي" ، والذي تحول فيما بعد إلي ناشط حقوقي، ساعد الفتيات بإعطاهم القليل من الطعام والماء أن يهربوا من سجن داعش.
ومنذ إعلان داعش ، لدولة الخلافة، وبدأوا في أسر النساء من بيوتهن، حيث تنم القبض على آلاف الفتيات والنساء الشابات والجدات المسنات في أكبر عملية أسر مفردة للنساء في هذا القرن حتى الآن.
وفي أعقاب حصار "داعش"، لجبل سنجار في العراق، تم أسر عشرات النساء، فمنهم من كتبت لهم النجاة ، ومنهم من اغتصابه على يد التنظيم الإجرامي.
ولم تبادر أي من الحكومات بمحاولة لاختراق مناطق "داعش" ومد يد العون لإنقاذ اولئك النساء وبذلك ألقيت على عاتق أهالي سنجار وحدهم مسؤولية استعادة أخواتهم وبناتهم وأمهاتهم.

الشبكة السرية بقيادة محامى

الشبكة السرية بقيادة
تولي مهمة  الانقاذ المحامي "خليل الداكحي"، وبفضل الشبكة السرية التي أدارها تمكن من انقاذ 530 امرأة وطفلا من أيدي "داعش".
 يقول الداكحي، إن "داعش" اليوم لم يعد تلك القوة المتماسكة التي لا يمكن النفوذ إليها، فهناك جيش من المخبرين الذين يعملون من داخل الأراضي التي يجثم عليها التنظيم وهم مستعدون لتسريب الأخبار والمعلومات عن بنية وهيكلية قوة التنظيم وعملياته اليومية. 
ولكن مثل هذه المعلومات لم تكن متوفرة في أيام حصار سنجار لكي يستدل منها على أماكن احتجاز الفتيات، أو حتى إن كن لا يزلن على قيد الحياة.
بدأ خليل بالعمل في شهر سبتمبر من العام الماضي، بجمع التفاصيل عن جميع النساء والاطفال الذين اختطفهم "داعش"، وبعد أن تحدث إلى جميع العوائل من سنجار اجتمعت بين يديه قائمة تحوي أكثر من ثلاثة آلاف اسم، إلا أن الخطوة التالية، وهي خطوة الانقاذ، كانت أصعب من ذلك وأشق بكثير.
كان تنظيم "داعش" يتخذ من مدينة الرقة السورية عاصمة له، فنساء سنجار كان يمكن أن يكن في أية بقعة وسط تلك الرقعة الشاسعة التي فرضت عليها "داعش" جبروتها.
يقول خليل: "في البداية كان من الصعب جداً إنقاذ أحد"، بل في الواقع أن أولى الفتيات اللائي نجحن في الفرار من منطقة "داعش" قمن بذلك دون تلقي أية مساعدة من الخارج. 
أضاف أنه في ذلك الوقت كان تركيز داعش منصباً على السلاح لذلك لم يلقِ كثير بال للفتيات، وقد مكنهن هذا من الفرار بدون مساعدة من أحد.

الفتيات اللاتي تم انقذهن

الفتيات اللاتي تم
كانت الفتيات اللائي تم انقذهن، وصفوا لخليل منطقة "داعش" وكيفية الحياة بها، مما سهل عليه تنفيذ أول عملية نجحت في تخليص خمس فتيات.
 فالنساء اللائي يختطفهن "داعش" يتم بيعهن عادة كسبايا ويبقين مع آسريهن في بيوتهم، لذلك كان خليل بحاجة إلى وصف مفصل لأوضاع حياتهن قبل أن يتمكن من التخطيط لإنقاذهن.
لم يكن خليل يعمل منفردا،ً بل من خلال الاتصال المستمر والتدارس مع شبكة من الرجال الذين يسعون في جمع المعلومات له، ومن بين هؤلاء متعاونون يقيمون داخل مناطق "داعش". 
هؤلاء الرجال كانوا يهربون الهواتف إلى داخل تلك المناطق، بحيث يتمكن خليل من التحدث مع الفتيات مباشرة لتحديد أماكن إقامتهن ومعرفة عدد الحراس المرابطين في المكان.
 كان يعمل مع خليل أكثر من 100 وسيط اتصال من داخل مناطق "داعش"، وهؤلاء الرجال كانوا يعرضون حياتهم لأخطار كثيرة وهم يهربون النساء من قبضة آسريهن إلى بيت آمن داخل المنطقة نفسها. 
كانوا يصدرون لأنفسهم هويات داعشية مزورة ثم يختبئون لمدة عشرة أيام أو أكثر إلى أن تهدأ العمليات القتالية على الجبهات ويصفو الجو، ثم يقودوا النساء سيراً على الاقدام عبر مناطق "داعش" صوب سنجار، وفي بعض الأحيان كانت هذه المسيرة تستغرق يومين وليلتين بلا توقف.
 هكذا تمكنت الشبكة من إنقاذ مئات النساء والفتيات، ولكن "داعش" ألقت القبض على ثلاثة من الرجال الذين يساعدون نساء سنجار على الهرب وأعدمتهم.

كيفية تحرير الفتيات

كيفية تحرير الفتيات
يروي خليل أن حياته كانت في خطر بطبيعة الحال، ولكن كان لا بد من إنقاذ فتياتنا ونسائنا، قائلا:  لم يتملكني الخوف مطلقاً وأنا أفعل هذا لأنني لست أفضل ممن لقوا حتفهم على يد التنظيم من أبناء شعبي، لكني أحاول حماية نفسي، لأن كثيرا من أبناء جلدتي في سجون "داعش" وهم ينتظرون مني أن أخلصهم. وكلما نجح المسعى وأنقذنا شخصاً من "داعش" شعرت بأن هذا انتصار تحقق على الإرهابيين."
كانت ترتكب أبشع الجرائم في حق البنات الصغيرات، حيث يتعرضن للاغتصاب من قبل إرهابيي "داعش".
ذكرت وثائق "داعش" الرسمية أن من المباح الزواج بفتيات من عمر تسع سنوات، وعلى هذا الأساس تباع الصغيرات إلى أشخاص غرباء باعتبارهن زوجات، وكلما نفذت عملية انقاذ وكتب لها النجاح ذهب خليل إلى النساء الناجيات لمقابلتهن وتوثيق الأهوال التي تعرضن لها خلال الحياة في ظل "داعش."
يقول خليل: "إنهم يقومون بضربهن واغتصابهن جماعياً ويجبرون المرأة على الزواج من عدّة رجال، بعض النساء انتزع أطفالهن الرضع من أحضانهن بالقوة ثم أخذن إلى سوق النخاسة، إنهم يتبادلون النساء مع بعضهم مثلما تتبادل الهدايا."
ويري خليل أن "داعش" تدعي أنها مثال الدين والتقوى، ولكنها لا ترى في اغتصاب الأطفال خطيئة أو ذنباً، خصوصاً أطفال الإيزيديين الذين تعدهم كفاراً.
ويدعو خليل البريطانيات اللاتي تراودهن أفكارهن في ترك بلدها والالتحاق بداعش أن تتحدث أولاً مع إحدى نساء سنجار اللائي تمكن من الهرب لكي تعرف صورة الحياة تحت حكم الإرهابيين.

شارك