تفجير "داعش" للقنصلية الإيطالية.. الأهداف والتداعيات

الإثنين 13/يوليو/2015 - 09:07 م
طباعة تفجير داعش للقنصلية
 
بعد ساعات من استهداف قنصلية إيطاليا في القاهرة، بمُفخخة تحمل نحو 450 كيلوا جرام من المواد شديدة الانفجار، وتبني تنظيم "ولاية سيناء" الفرع المصري لتنظيم "داعش" العملية، ترددت العديد من التساؤلات حول العملية والهدف منها، ولماذا تحديداً قنصلية إيطاليا؟
العملية بلا شك تأتي ضمن سلسلة العمليات الإرهابية التي بدأت بالتزامن مع إحياء الذكرى الثانية من ثورة 30 يونيو التي أطاحت بحكم الرئيس الإخواني محمد مرسي، حيث بدأت العملية باستهداف موكب النائب العام المستشار هشام بركات، ما أدى إلى استشهاده، ثم محاولات استهداف قسم أكتوبر بسيارة مفخخة، ثم سلسلة الهجوم على كمائن سيناء، ما أدى إلى استشهاد 17 من عناصر الجيش، وأخيراً استهداف مبنى قنصلية سيناء.
وأشارت تقارير أمنية إلى أن المادة المستخدمة في تفجير القنصلية الإيطالية هي مادة (C4) شديدة الانفجار، وهي ذات المادة المستخدمة في استهداف موكب النائب العام، وقال خبراء ان أن المادة لم تكن تستخدم من قبل في العمليات التي تم تنفيذها في سيناء من قبل الجماعات الإرهابية، وهو ما يؤكد ما ورد في تقارير أمنية ماضية أن الجماعات الإرهابية في سيناء وصل لها دعم من قبل الجماعات الإرهابية في ليبيا عب الضروب الجبلية هناك.
تفجير داعش للقنصلية
كما قالت مصادر مطلعة في الطب الشرعي أن عمليات التشريح وأخذ عينات الحامض النووي من جثث قتلى العناصر الإرهابية الذين سقطوا في عملية سيناء الامنية مطلع الشهر الجاري أثبتت أن غالبيتهم عناصر أجنبية.
وفيما يخص استهداف قنصلية إيطاليا في القاهرة، يبدو أن الجماعات الإرهابية في ليبيا عانت كثيراً خلال الفترة الماضية، من التحالف المصري الإيطالي، حيث تم التنسيق بين البلدين على أعلى مستوى لمواجهة خطر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وهو ما أصاب التنظيم بخسائر كبيرة خلال الفترة الماضية.
كما يعتبر الرسالة التي وجهها الإرهابي الذي كان يتزعم المجموعة الإرهابية التي قامت بذبح الأقباط في لبيبا، قال إن موعدهم في روما، وهو ما يعني ازدواجية الخطر الذي يواجهه التنظيم المتمثل في التحالف بين "مصر وإيطاليا".
تفجير داعش للقنصلية
وزير خارجية إيطالى باولو جينتيلوني قال في تصريحات لصحيفة (لاريبوبليكا) الإيطالية – "إن الهجوم على القنصلية في القاهرة يرتكز على محاولة لتخويف إيطاليا، لتتوقف عن العمل إلى جانب الحكومة_المصرية في مكافحة الإرهاب"، وأشار إلى تأكيد سبل التعاون الثنائي مع مصر لمكافحة الإرهاب، خاصة أن الديناميات الأمنية الداخلية المصرية تتسم بخصوصيتها وترتبط بسياق مكافحة الإرهاب الأصولي، ومصر اليوم بلد مهم من حيث تحدي الأصولية، لذلك قد يكون أيضا التحذير بعدا دوليا.
ولفت جينتيلونى إلى تورط تنظيم داعش في عملية الاعتداء على القنصلية الإيطالية، الذي حدث بنفس طريقة ارتكاب ضد اغتيال النائب العام المصري الأسبوع الماضي، مشددا على أنه سيتم تعزيز التدابير الأمنية للمقار الدبلوماسية الإيطالية.
كما قال وزير الخارجية الإيطالي بولو جينتليوني اليوم الإثنين إن بلاده تدعم مصر في حربها على الإرهاب، مؤكدا استمرار العمل بين الدولتين في جميع المجالات، وتابع الوزير، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري، إن "محاولات ضرب التعاون بين البلدين ستفشل.. لأننا سنستمر في العمل دائما في مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار والسلام".
وقال إن "مصر هى حجر الاساس لاستقرار المنطقة، ومتأكدون من التزام مصر باستقرار المنطقة و(عملها على) مكافحة الارهاب"، وتابع "نحن على قناعة كاملة بأن مكافحة الإرهاب تتطلب مكافحته عسكريا وأمنيا وثقافيا ودينا حتى نجفف منابعه".
كما أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي تقدير مصر لموقف إيطاليا الداعم للجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب، مشيداً برد الفعل الإيطالي السريع والمُقدر إزاء حادث التفجير الذي وقع في محيط القنصلية الإيطالية بالقاهرة.

تفجير داعش للقنصلية
وقال السيسي، خلال استقباله اليوم الإثنين باولو جينتيلوني وزير خارجية إيطاليا بمقر الرئاسة، إن العمليات "الإرهابية" التي شهدتها عدة دول مؤخراً توضح أن كل التنظيمات "الإرهابية" والمتطرفة تستقي أفكارها من ذات المصدر، كما أنها ترتبط بصلات وثيقة على المستوى الفكري واللوجيستي والتنظيمي.
وأكد السيسي، خلال اللقاء حسبما أوردت وكالة أنباء الشرق الأوسط، التزام مصر وبذلها العناية الواجبة لحماية مقار البعثات الدبلوماسية والقنصلية المتواجدة على أراضيها.
ودعا السيسي المجتمع الدولي إلى مواجهة شاملة لتلك الجماعات لا تقتصر على جماعة أو تنظيم إرهابي دون الآخر وأن تشمل كذلك مواجهة أعمالها الإرهابية في كل دول المنطقة دون استثناء والعمل على وقف إمدادها بالمال والسلاح، وكذا مكافحة ظاهرة المقاتلين الأجانب الذين ينخرطون فيها.

شارك