"طالبان" تُشرعن محادثاتها مع الحكومة الأفغانية لاستيعاب غضبة أنصارها

الأربعاء 15/يوليو/2015 - 06:03 م
طباعة طالبان تُشرعن محادثاتها
 
في محاولة اعتبرها كثير من المُراقبين محاولة لشرعنة ما أقدمت عليه حركة طالبان، الذراع المسلح للتنظيم الأم للجماعات الإرهابية، تنظيم "القاعدة"، بعدما شرعت الحركة في الدخول في محادثات سلام مع الحكومة الأفغانية، حيث أفتى زعيم الحركة الملا محمد عمر، اليوم (الاربعاء)، بشرعية الدخول في محادثات سلام مع الحكومة الافغانية.
وقالت حركة طالبان في رسالة تهنئة بمناسبة عيد الفطر، بعثت بها اليوم الأربعاء إلى وسائل الإعلام، إنها مستعدة لإجراء محادثات سلام مع الحكومة الأفغانية وأنها فتحت المكتب السياسي لهذا الغرض، وقال مراقبون إن الهدف من تلك الفتوى هو محاولة استيعاب الغضب السائدة بين صفوف التنظيم، نتيجة الدخول في تلك المفاوضات.
طالبان تُشرعن محادثاتها
ونقلت الرسالة عن زعيم الحركة الملا محمد عمر: "إذا رجعنا إلى أحكام ديننا والتاريخ فسنجد أن الاجتماعات والاتصالات السلمية مع أعداء الإسلام ليس محظوراً ولكن ما نعتبره غير شرعي في الاجتماعات مع الأعداء هو تجاهل الشريعة الإسلامية".
وأضافت الرسالة: "الهدف من مساعينا السياسية وأيضا اتصالاتنا مع الأفغان والدول الأخرى هو وضع نهاية لاحتلال القوات الأجنبية وإقامة نظام إسلامي مستقل في بلادنا".
طالبان تُشرعن محادثاتها
اللافت للنظر أن الرسالة هي الأولى من نوعها منذ اجتياح قوات الاحتلال الامريكي الأراضي الأفغانية، قبل نحو 14 عاما، والتى يعرب فيها زعيم طالبان عن استعداده لإجراء محادثات سلام مع الجهات الداخلية الخارجية، لذلك تعتبر محادثات السلام التي أجريت يوليو الجاري، في بلدة مرى الباكستانية بالقرب من إسلام أباد، هي الأولى منذ انهيار نظام طالبان في 2001، وتم الاتفاق على إجراء الجولة الثانية من المحادثات بعد رمضان.
وقالت الرسالة: "المحادثات واللقاءات السياسية التي تجري بين الحركة والجهات والشخصيات الأفغانية والأجنبية هي محادثات شرعية، فبموازاة الجهاد المسلح تشكل الجهود السياسية والطرق السلمية مبدأ إسلامي شرعي، فعندما نتمعن في مبادئنا الدينية، ندرك أن اللقاءات وحتى الاتصالات السلمية مع الأعداء، ليست محظورة".
طالبان تُشرعن محادثاتها
وكانت عواصم الدول الكبرى والأمم المتحدة رحبت بهذا الاتصال الاول المباشر الاسبوع الماضي بين وفد من طالبان والحكومة الافغانية، بهدف فتح الطريق لمحادثات سلام من أجل إحلال الاستقرار في بلد يشهد منذ اكثر من عقد حركة تمرد.
ومن المقرر اجراء المحادثات المقبلة بعد عيد الفطر، لكن رئيس السلطة التنفيذية في افغانستان عبد الله عبد الله قال انه لا يعرف متى ولا أين ستنظم، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
ويقول خبراء ان الملا عمر يعيش في مكان سري في باكستان المجاورة، حيث لم يظهر يوما، وتتحدث شائعات من حين لآخر عن وفاته، وقد يكون دفع غيابه وصمته واحتمال القاء السلاح بعد فترة، بعض مقاتلي طالبان الى مبايعة "داعش" الذي بات ناشطوه منتشرين بقوة في شرق افغانستان على الحدود مع باكستان.
طالبان تُشرعن محادثاتها
وفي الاسابيع الماضية، جرت معارك طاحنة بين الفصيلين، فيما قتل مسلحون في "داعش" المتطرف بينهم زعيم فرعه في باكستان وافغانستان حافظ سعيد خان، وناشط منذ البداية يدعى شهيد الله شهيد بضربات لطائرات بدون طيار في هذه المنطقة.
وتعقد حالات الالتحاق بتنظيم "داعش" مهمة الملا عمر الذي يواجه انهاك القادة بعد عقد من الحرب وشكوك آخرين في جدوى تقارب مع كابل باشراف الصين والولايات المتحدة اللتين باتتا تسعيان معا إلى إحلال الاستقرار في افغانستان.

شارك