ليبيا.. بين تنامي نفوذ الإرهابيين وتخوفات دول الجوار

الخميس 16/يوليو/2015 - 05:06 م
طباعة ليبيا.. بين تنامي
 
مع تمدد الجماعات الإرهابية في ليبيا، باتت بعض الدول تبحث كيفية حمايتها من تنامى خطر الإرهاب وزحفه إلي أراضيها، وبدأت تونس في بناء جدار حدودي مع ليبيا، كذلك ترغب واشنطن في إقامة قاعدة لطائرات بدون طيار على الحدود الليبية.
ليبيا.. بين تنامي
تعتبر حدود ليبيا مع الدولة المجاورة مفتوحة ويسهل عبورها، ما جعل رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد بعد الهجوم الإرهابي في سوسة، يعلن عن رغبة حكومة بلاده في بناء سور بطول 168 كلم على الحدود الليبية لحماية تونس من المسلحين القادمين من ليبيا.
على الرغم من وجود العديد من المقاتلين التونسيين في تنظيم "داعش" فإن تونس لا تشكل قاعدة مهمة بالنسبة للتنظيم، ولا تعتبر هدف للتنظيم ومخططاته.
وحسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت" نقلا عن مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية، فإن واشنطن تخطط لبناء قاعدة عسكرية لطائرات بدون طيار على الحدود مع ليبيا من أجل الحد من انتشار تنظيم "الدولة الإسلامية" في البلدان المغاربية.
 وقد تستخدم الولايات المتحدة إحدى القواعد على الحدود الليبية مع تونس والجزائر ومصر والنيجر وتشاد والسودان. وتعمل الولايات المتحدة حاليا على تكوين صورة لها عن أنشطة "داعش" في ليبيا. 
وأضاف تقرير صحيفة "وول ستريت" أنه من الممكن أيضا أن "تستخدم طائرات بدون طيار لتنفيذ هجمات على مواقع الإرهابيين".
 وسيعني ذلك قيام الولايات المتحدة بتوسيع عملياتها ضد تنظيم "داعش" التي اقتصرت حتى الآن على ضربات جوية ضد التنظيم في سوريا والعراق ضمن تحالف دولي.
وتعيش ليبيا حالة من الفوضى نظرًا لعدم استقرارها، والانقسام السلطوي بوجود برلمانين وحكومتين منذ أغسطس 2014، احدهما في طرابلس وتواليه جماعة الإخوان المسلمين، والأخر في طبرق ويعترف به دوليًا.
وشهدت ليبيا على مدار المرحلة الماضية، محاولات كثيرة لعودة الاستقرار، والتي تولتها الأمم المتحدة عن طريق مبعوثها الأممي لدى ليبيا برنادينو ليون، وكان أخر محاولاته هو موافقة الأطراف المتناحرة بالتوقيع على مسودة الحوار الأخيرة والوصول إلي اتفاق لتشكيل حكومة وفاق وطني تدفع ليبيا إلي الاستقرار.
ليبيا.. بين تنامي
وفي ظل حالة الفوضى التي تشهدها ليبيا فقد دخل التنظيم الأخطر إرهابيًا "داعش"، ليتوغل على أراضيها ،معلنًا سيطرته على مدينة سرت بالكامل على ساحل البحر الأبيض المتوسط، والتي تعتبر معقل قبيلة القذاذفة التي ينحدر منها الرئيس الليبي السابق معمر القذافي.
وتعد جبهة التنظيم القتالية الاولى ضد قوات فجر ليبيا وهي القوة المحسوبة على الثوار والموالية للمؤتمر الوطني العام المنعقد في طرابلس.
كما ينتشر التنظيم بضواحي مدينة درنة، إلا أنه تواجده بشكل غير منظم ولا يسيطر على مواقع معينة داخلها، حيث تم خلال الفترة الماضية طرد التنظيم من المدينة، بعد معارك مع مجلس “شورى مجاهدي درنة وهو ائتلاف مكون من كتائب إسلامية مسلحة.
ومنذ دخول التنظيم في أكتوبر 2014 وحتي الآن نفذ العديد من الهجمات في ليبيا وقام بقطع رؤوس 21 مسيحيًا. 
 ويرى خبراء أن تنظيم "داعش" في ليبيا تحول من "تنظيم هامشي إلى تنظيم يستقطب العديد من الليبيين" ومع مرور الوقت صارت ليبيا مركزا للإرهابيين في شمال افريقيا، يهدد المغرب العربي بأكمله، ما جعل الدول تتأهب في مواجهة عناصر الإرهاب إلي أراضيها.
وإضافة إلى استقطاب المقاتلين وتدريبهم يقوم التنظيم بعمليات تهريب الأسلحة عبر ليبيا، حسب متابعون.
ليبيا.. بين تنامي
يبدو أن تنظيم "داعش" يحقق نجاحاً متزايداً في منافسته للجماعات الإسلامية الأخرى، حيث إنه نجح في استقطاب عدد متزايد من المقاتلين من دول مجاورة. 
كما أن الجماعة الإسلامية الجزائرية "جند الخليفة" أعلنت انشقاقها عن تنظيم القاعدة الإرهابي وأعلنت الولاء لأبي بكر البغدادي، قائد تنظيم "داعش ". 
ويري مراقبون أن المغرب مهدد بدروه بخطر وصول "داعش" إلى أراضيه، وأنه يشكل حاليا بلد عبور إلى سوريا. فالإسلاميون الذين يفشلون في السفر إلى ليبيا ومواصلة السفر بعدها إلى سوريا، يقصدون المغرب للسفر من هناك، حسب خبراء.
من جانب أخر، اتهمت ليبيا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أمس الأربعاء بعرقلة جهودها لمكافحة الإرهاب بينما قال مبعوث المنظمة الدولية لدى ليبيا إن الخطر المتنامي لتنظيم داعش لا يمكن التعامل معه إلا عندما توافق الأطراف المتحاربة على تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وشكا سفير ليبيا في الأمم المتحدة ابراهيم الدباشي من أن لجنة العقوبات على ليبيا في مجلس الأمن لم ترد على طلب قدمته بلاده في مارس باستيراد أسلحة ودبابات وطائرات  هليكوبتر لمواجهة متشددي داعش ومراقبة حدودها.
ليبيا.. بين تنامي
وقال للمجلس إن اللجنة أسهمت بطريق غير مباشر في استمرار الاضطرابات وفي ترسيخ الإرهاب في ليبيا، مضيفا أن هناك عرقلة متعمدة لجهود الحكومة الليبية لتعزيز قدرتها على محاربة الإرهاب وبسط سلطتها على كل الأراضي الليبية.
وأوضح الدباشي أن المتشددين أصبحوا أكثر جرأة نتيجة للتباطؤ في مجلس الأمن في تسليح الجيش الليبي.
في المقابل، حذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا برناردينو ليون من أن الانقسامات السياسية والأمنية في ليبيا حالت دون وضع سياسة منسقة للتعامل مع خطر داعش والجماعات المتشددة الأخرى.
وقال إنه يمكن أن تكون حكومة وفاق وطني العنصر الوحيد الذي يتم من خلاله التعامل بفاعلية مع الخطر المتنامي لداعش، مضيفا أنه يجب محاسبة المفسدين لأنهم يتحملون المسؤولية عن عرقلة الاتفاق السياسي.
وفي الشهر الماضي عرقلت روسيا والصين اقتراحا من الولايات المتحدة وفرنسا واسبانيا وبريطانيا لإدراج شخصين على قائمة سوداء لصلاتهما بالحكومتين المتنافستين في ليبيا في محاولة لتعزيز محادثات الأمم المتحدة.

شارك