هل ينجح "أردوغان" في خداع شعبه "بكذبة" الانتخابات المبكرة؟

الإثنين 20/يوليو/2015 - 02:16 م
طباعة  هل ينجح أردوغان
 
في محاولة من الرئيس الرئيس التركي الإخواني، رجب طيب أردوغان ورئيس وزرائه المهدد بفقدان موقعه أحمد داود أوغلو للدوران على النتائج المخزية لحزبهما العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والتي أظهرت حسب النتائج الرسمية في 7 يونيو الماضي، فوز حزب العدالة والتنمية بـ 258 مقعدًا، من أصل 550 مقعدًا في البرلمان، فيما حصد حزب الشعب الجمهوري 132 مقعدًا، وحزب الحركة القومية 80 مقعدًا، وحزب الشعوب الديمقراطي 80 مقعدًا؛ مما يجبر أردوغان وحزبه على ضرورة التحالف مع أحد الأحزاب؛ حتى يستطيع تشكيل الحكومة أو يتحول إلى المعارضة بعد حكم طويل للإخوان في تركيا. 
 هل ينجح أردوغان
أجرى رئيس الوزراء التركي ورئيس حزب "العدالة والتنمية"، أحمد داود أوغلو، مكالمات هاتفية مع رؤساء مكاتب الحزب في جميع الولايات التركية، مصدراً تعليمات إليهم للاستعداد لانتخابات برلمانية مبكرة.
 واستغل رئيس الوزراء الخاسر، مناسبة عيد الفطر المبارك للتأكيد رؤساء مكاتب الحزب في الولايات والمحافظات التركية عبر هاتفية للاستعداد للانتخابات المبكرة قائلا: "إننا مستمرون في مفاوضات تشكيل الحكومة الائتلافية، وسنستمر فيها حتى الدقيقة الأخيرة، إلا أن عليكم أن تكونوا مستعدين كما لو الانتخابات ستجرى في أية لحظة من خلال عدم التوقف عن العمل خلال العيد وبعده، والاستمرار في عقد اللقاءات مع سكان ولاياتهم في محاولة أخيرة لداود أوغلو، المكلف لتشكيل الحكومة الجديدة، في أطار جولة من المفاوضات مع الأحزاب التركية الفائزة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة والممثلة في البرلمان والتي ستستكمل بعد العيد، لبحث تشكيل حكومة ائتلافية".
 هل ينجح أردوغان
 الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد أكد في وقت سابق على أنه "في حال فشل جميع المحاولات الرامية لتشكيل حكومة ائتلافية، فسيتم الرجوع لرأي الإرادة الوطنية "في إشارة لانتخابات مبكرة"، وهي محاولة منه لمواجهة خسارته الكبيرة لظهير ديني كان الداعم الرئيس له في الانتخابات بكافة مستوياتها وهو جماعة فتح الله كولن المنتمية إلى مدرسة الشيخ بديع الزمان سعيد النورسي، ولكنها تختلف عن الجماعات النورسية الأخرى بنفوذها الواسع الذي يعبر حدود تركيا وعلاقاتها مع الجهات الغربية وكان من الصعب تصنيفها ضمن الجماعات الصوفية المعروفة ومنذ بروزها وانتشارها في الساحة التركية، ميزت نفسها عمَّا يُسمى "الإسلام السياسي"؛ ولذلك فإن مواقفها السياسية تجاه أردوغان تناسبت مع آرائها ومنهجها، وخدمت مشروعها ومصالحها.
 وكانت بداية الانتقادات حكومة أردوغان في عدم نجاحها في صياغة دستور جديد وكذلك انفتاحها الواسع على العالم العربي و"دخولها مستنقع الشرق الأوسط"، وتطور الأمر إلى اتهام جماعة "كولن" حكومة "أردوغان" بإثارة المشاكل مع تل أبيب، وترى أن إثارة التوتر في العلاقات مع إسرائيل في الوقت الراهن ليس في صالح تركيا ويبعدها عن المعسكر الغربي ويقربها من إيران وروسيا والشرق الأوسط، كما تتهمها بمحاباة إيران والابتعاد عن الواقعية في السياسة الخارجية وتبني أسلوب المغامرة في سوريا ومصر.
 هل ينجح أردوغان
ولعل سبب غضب الجماعة من "أردوغان" إلى هذه الدرجة شعورها بأنها كانت على وشك الوصول إلى هدفها، بعد أن تمكنت من التغلغل في جميع المؤسسات والأجهزة بشكل كبير، وأن تدخل أردوغان الذي جاء في اللحظة الأخيرة أفسد خطتها؛ مما دفعها إلى ضرب شعبية الحزب الحاكم مما قلل من الالتفاف الشعبي حول أردوغان، بالإضافة إلى شعور الشارع بوجود الخطر على النظام الديمقراطي ومستقبل البلد في ظل طموح رئيس الوزراء الإخواني. 
الخطر الذي يواجه أردوغان ليس بسبب جماعة كولن فقط، وإنما هناك حزب الشعوب الديمقراطي الذي أطاح بطموحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في الانتقال بالبلاد إلى النظام الرئاسي ونجح في اجتياز عتبة العشرة في المئة اللازمة لدخوله البرلمان، وانتزع بذلك عشرات المقاعد من الحزب الحاكم، وحرم حزب العدالة والتنمية من الانفراد بالسلطة، وهو ما دفع صلاح الدين دميرطاش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي إلى القول بأن اجتياز حزبه وللمرة الأولى الحاجز الانتخابي الذي يؤهله لدخول البرلمان، "نصر عظيم ولقد حققنا نحن المضطهدين، والفقراء، ومناصري العدل، والسلام، والحرية، نجاحًا ونصرًا عظيمًا، وأهنئ بالمناسبة جميع أعضاء حزبنا وكل تركيا".
 هل ينجح أردوغان
 وهو ما اعتبر تقويضًا لأحلام أردوغان الإخوانية؛ حيث اعتبر محمد عبد القادر الباحث في الشئون التركية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أنّ حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه رجب طيب أردوغان خسر عدد كبير من أصواته في الانتخابات البرلمانية الحالية، وذلك مقارنة بالانتخابات السابقة وأنّ هذه الانتخابات البرلمانية الحالية أقرب إلى استفتاء على شعبية رجب طيب أردوغان الذي يريد تحويل نظام الدولة من برلماني إلى رئاسي.
 وكشف عن أنّ الدعم التركي للجماعات الإرهابية سيتراجع خلال الفترة المقبلة؛ وذلك لأنّ المعارضة ترفض انحياز أردوغان للتيارات الإسلامية، وأنّ تركيا ستواجه مشكلات كثيرة في تشكيل حكومة مستقرة؛ لأنّ أحزاب المعارضة لن تتعاون معه داخل البرلمان التركي، وأنّ حزب الشعوب الديمقراطي الكردي الذي فاز بنسبة 12% من الأصوات الانتخابية أنهى سطوة حزب العدالة والتنمية في الحياة السياسية.
 وبهذا يحاول رجب طيب أردوغان الإخواني المناور أن يتلاعب بإرادة الشعب التركي الذي رفض توجهاته الإخوانية بخدعة جديدة، وهي الانتخابات المبكرة، لعله ينجح فيما فشل فيه في الانتخابات الحالية. 

شارك