الهجوم على مدينة "سروج".. هل يدفع تركيا للتدخل في سوريا؟

الثلاثاء 21/يوليو/2015 - 10:55 ص
طباعة الهجوم على مدينة
 
على الرغم من التحالف التي تشهده العلاقة بينهما، قامت "داعش" بالهجوم على تركيا أمس الاثنين 20 يوليو 2015، حيث استهدفت مدينة سروج التركية المجاورة للحدود مع سوريا.
وأدى الانفجار، الذي ضرب منطقة سروج المواجهة لمدينة عين العرب السورية، إلى مقتل أكثر من 30 شخصاً وإصابة ما يزيد عن مائة جريح، وسط مخاوف من ارتفاع عدد القتلى.
ورغم دعمه لداعش على مدار الفترة الماضية، إلا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ندد بالهجوم الانتحاري في مدينة سروج ووصفه بأنه "عمل إرهابي"، داعيا إلى "حملة دولية لمكافحة الإرهاب".
الهجوم على مدينة
قال أردوغان خلال زيارة إلى الشطر الشمالي من قبرص، نحن في حداد بسبب هذا العمل الإرهابي: "أنا أندد وألعن باسم شعبي، مرتكبي هذا العمل الوحشي".
ويبدو أن تركيا ستشهد الفترة المقبلة احتجاجات بسبب السياسة الذي يتبعها أردوغان أدت إلى دخول البلاد في دائرة الخطر.
ويبدو أن الهدف من الضرب القاضية التي تلقتها تركيا، هو استدراج الأخيرة للتدخل في سوريا، ولكن هل سيدفع ذلك الهجوم للتدخل بطريقة مباشرة في سوريا وبالأخص عقب تهيئة الجيش التركي على الحدود مع سوريا.
 ويأتي التفجير في التوقيت الذي يسعي فيه رئيس حزب "العدالة والتنمية"، أحمد داود أوغلو، المكلف بتشكيل الحكومة، للبدء بالجولة الثانية من المحادثات مع باقي الفرقاء السياسيين، وفي ظل حملة أمنية تركية كبيرة على خلايا "داعش" في عدد من المدن التركية، وتشديد أمني على عبور اللاجئين السوريين، أدى إلى مقتل شاب سوري حاول العبور بشكل غير شرعي، بينما ما زال الجيش التركي يحشد قواته على الحدود مع سورية، تجهيزاً لما يبدو أنه نية تركية للتدخل في سوريا وإنشاء المنطقة العازلة التي تطالب أنقرة بها.
ووقع الانفجار بينما كان ما لا يقل عن 300 شاب يساري من مختلف أنحاء تركيا، متواجدين في جمعية الشبيبة الاشتراكية في مركز عمارة الثقافي، كجزء من حملة الصيف للمساعدة في إعادة إعمار عين العرب، التي تقع مباشرة على الطرف الآخر من الحدود. 
ووجهت أصابع الاتهام الرسمية من السلطات التركية إلى "داعش"، وتحدثت الأنباء الأولية عن أن منفذ العملية فتاة انتحارية من التنظيم تبلغ من العمر 18 عاماً. 
الهجوم على مدينة
ولم تحدد السلطات بعد سبب الانفجار، لكن وزارة الداخلية التركية قالت إنه هجوم إرهابي يستهدف وحدة الأتراك، داعية مواطنيها إلى ضبط النفس.
أكدت النائبة عن الشعوب الديمقراطي ذي الغالبية الكردية، بروين بولدان، بعد اجتماع اللجنة المركزية للحزب إثر الانفجار، أن الأمور تشير إلى أن الانفجار ناتج عن عملية انتحارية، الأمر الذي أكده أيضاً والي أورفة، ورئيس حزب "المناطق الديمقراطي" إسماعيل قبلان أحد أجنحة العمال الكردستاني السياسية، الذي قال: إن الانفجار ناتج عن عملية انتحارية، ضربت جمعية الشبيبة الاشتراكية المتواجدة في مركز عمارة الثقافي، حيث تم العثور على بقايا جثة الانتحاري.
وأكد رئيس الحكومة التركية داود أوغلو أن العناصر الأولية للتحقيق تكشف أن الانفجار هو اعتداء انتحاري قام به "داعش" .
ووقع الانفجار في حديقة مركز ثقافي في المدينة المقابلة لكوباني عين العرب في الجانب السوري.
وأعلن البيت الأبيض إدانته الشديدة للاعتداء الانتحاري، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست: إن الولايات المتحدة تدين بشدة الاعتداء المشين.
من جهته أدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العمل الإرهابي الذي وقع في مدينة سروج التركية.
وتبعد المدينة التركية نحو 10 كيلومترات عن كوباني، التي سيطر عليها داعش قبل أن تطردهم وحدات حماية الشعب الكردية منها مطلع العام الجاري.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن الهجوم استهدف حاجزا لوحدات حماية الشعب الكردية، مشيرا إلى مقتل عنصرين من القوات الكردية.
الهجوم على مدينة
وتعليقًا على هذا التفجير الذي خلف عشرات القتلى والجرحى قال الكاتب الصحفي أوكتاي يلمز في حديث لقناة  RT، إن تركيا تواجه خطر تنظيم داعش والفصائل الكردية المسلحة وكذلك استمرار النظام السوري في انتهاج الحل العسكري الذي يزيد الأزمة تعقيدًا.
وفيما لقي عدد من المقاتلين الأكراد مصرعهم في عين العرب "كوباني" إثر التفجير الانتحاري الذي استهدف منطقة الرحبة في المدينة الكردية، حسب ما ذكره ناشطون سوريون.
وأفاد النشطاء بأن انتحاريا في سيارة مفخخة فجر نفسه على حاجز لوحدات حماية الشعب في جنوب كوباني، مشيرين إلى مقتل عنصرين من الوحدات.
ورجح المحلل السياسي بركات قار في حوار له عقب التفجير، أن هذه العملية هي من مصلحة حزب الله الكردي وكذلك حزب العدالة والتنمية الذي روج لمثل هذه القوى ودعمها.
من جانبه توقع عضو مجلس الشعب السوري شريف شحادة، أن يشهد الشارع التركي احتجاجات ضد أردوغان وسياسته، مشيرا إلى أنه هو من دعم داعش التي باتت تهدد أمن المنطقة بما فيها تركيا.
يأتي هذا الهجوم عقب أسابيع من نشر أنقرة قوات ومعدات إضافية على طول أجزاء من حدودها مع سوريا خشية أن يمتد القتال بين القوات الكردية والجماعات المسلحة وقوات النظام السوري وتنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية إلى أراضيها.
الهجوم على مدينة
وكانت تركيا ترغب في تشييد مزيد من الجدران على امتداد حدودها مع سوريا، لتعزيز الأمن ضد مقاتلي داعش.
قال مسئولان: إن الحكومة ترغب في اتخاذ المزيد من الإجراءات، وتبحث إضافة جدران خرسانية نقالة في بعض المواقع على الحدود التي تمتد لأكثر من 900 كلم مع سوريا.
وعقب الاعتداء خرج المئات من الأتراك الأكراد في مدينة سروج إلى الشوارع للتنديد بالهجوم ومطالبة نظام أردوغان بحزم أكثر في مواجهة التنظيم، نفس المظاهرات شهدها مدينة إسطنبول.
ويري مراقبون أنه حال ثبوت قيام داعش بالهجوم، فهذا سيكون بمثابة إعلان حرب صريح على أنقرة، وبالتالي ستضطر الحكومة التركية إلى الرد.
من المعروف أن تركيا رفضت الانضمام في التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا ضد "داعش".

شارك