بين "داعش" و"بوكو حرام".. الأطفال ضحايا التنظيمات الإرهابية

الثلاثاء 21/يوليو/2015 - 01:26 م
طباعة بين داعش وبوكو حرام..
 
فيما يبدو أن الأطفال باتوا هم الضحايا لدى التنظيمات الإرهابية، فبين استغلالهم وقتلهم تستفاد العناصر المسلحة من ذلك عن طريق تخويف وإرهاب العالم، فعلى الرغم من قيام تنظيم "داعش" بتدريب الأطفال على الذبح والقتل، قامت جماعة بوكو حرام الإجرامية بذبح عشرات الأطفال اليوم الثلاثاء 21 يوليو 2015.

"داعش" يُدرب الأطفال

داعش يُدرب الأطفال
كان أجبر تنظيم "داعش" مجموعة من الصبية من الطائفة الإيزيدية على اعتناق الإسلام، فضلًا عن تدريبهم على قطع الرءوس باستخدام الدمى، بحسب تقرير نشرته صحيفة ديلي ميل.
ويستخدم تنظيم داعش الأطفال في تنفيذ عمليات إعدام وذبح في المناطق التي يسيطر عليها في سوريا والعراق؛ حيث ظهر الأسبوع الماضي في شريط فيديو أحد الصبية يذبح جنديًّا سوريًّا على مرأى من أحد أعضاء التنظيم، فيما أظهر فيديو آخر 25 صبيًّا يطلقون النار على رءوس 25 جنديًّا سوريًّا مكتوفي الأيدي.
وروى أحد الأطفال الذين تم تدريبهم ويُدعى يحيى الإيزيدي بعد فراره من قبضة داعش برفقة شقيقه في مارس الماضي، حيث قال: بعد أن دخل داعش إلى قريتنا قام عناصره بذبح الرجال، أما النساء والصبية فتم استبعادهم من القتل.
وأضاف: مصير الصبية كان مختلفًا، تم أخذي أنا وشقيقي وثمانية آخرين لمعسكر تدريب في مدينة الرقة السورية، وأجبرنا على اعتناق الإسلام، وجرت محاولة تحويلنا إلى مقاتلين متطرفين.
وقضى يحيى، البالغ من العمر ١٤ عامًا، خمسة أشهر في معسكر داعشي يدعى معسكر الفاروق للأشبال في مدينة الرقة، وروى بالتفصيل كيفية تدريب أعضاء التنظيم للفتيان على قطع الرءوس، قائلاً: كانوا يحضرون إلينا دمى ويقومون بتدريبنا على كيفية إمساك السيف وقطع الرءوس. 
وأضاف: لم أتمكن في البداية من فعل ذلك في المرة الأولى والثانية، لكنهم قاموا بتعليمي كيفية إمساك السيف وقطع الرأس، وقالوا لي إنها رءوس الكفار، وكانوا يهددوننا بالقتل إن لم نقم بذلك.
ويشير التقرير إلى أن مثل هذه العمليات التي يقوم بها التنظيم الإرهابي تمثل جزءاً من سعيه المستمر لبناء جيل جديد من الإرهابيين، لا تعرف الرحمة مكانا في قلوبهم.
يذكر أن ما لا يقل عن 1100 طفل سوري دون الـ16 عامًا انضموا إلى صفوف داعش هذا العام، بحسب ما وثقه المرصد السوري لحقوق الإنسان.

الأطفال ضحايا "بوكو حرام"

الأطفال ضحايا بوكو
في سياق مواز، قال مسئولون وشهود عيان اليوم الثلاثاء: إن مسلحي جماعة بوكو حرام قتلوا ما لا يقل عن ستة أطفال وثلاثة بالغين حَرْقًا خلال هجوم على قرية شمالي الكاميرون.
وأصيب ما لا يقل عن 11 شخصًا آخرين عندما أشعل المسلحون النار في أكثر من 300 منزل بقرية كامونا المتاخمة لنيجيريا الاثنين.
وقال أحد السكان ويدعى آبا أباجانا: إن قرية كامونا دمرت بالكامل. سقط الكثير للغاية من القتلى، ولا سيما من النساء والأطفال.
ويأتي الهجوم بعد أقل من أسبوع من مقتل نحو عشرة أشخاص في هجوم لانتحاريين اثنين في بلدة فوتوكول بمنطقة أقصى شمال الكاميرون أيضًا.
ومنذ عام 2009، قتلت بوكو حرام التي تسعى لتأسيس دولة تخضع لتفسيرها المتشدد للغاية للشريعة الإسلامية- أكثر من 14 ألف شخص.
وبشكل منتظم تتسلل الجماعة من قواعدها في نيجيريا إلى الكاميرون والنيجر وتشاد.

محاولات القضاء على الإرهاب

محاولات القضاء على
وفي لقاء جمع بين الرئيسين الأمريكي باراك أوباما ونظيره النيجيري محمدو بخاري، منذ وصول الأخير إلى سدة الرئاسة في نيجيريا، تعهد أوباما بدعم بخاري في التصدي لجماعة بوكو حرام.
وقال أوباما بعد الاجتماع في البيت الأبيض: إن بخاري لديه أجندة واضحة للقضاء على التطرف، موضحًا أن نيجيريا تعد من أهم البلدان في القارة الإفريقية، مشيدًا بجهود بخاري وتصديه للفساد.
وخصصت الولايات المتحدة 5 ملايين دولار أمريكي للتصدي لجماعة بوكو حرام منذ وصول بخاري إلى الحكم.
ومع ذلك، فإن واشنطن ترفض بيع الأسلحة لنيجيريا بسبب مخاوف بشأن سجل جيشها مع قضايا حقوق الإنسان.
وقُتل الآلاف في عمليات مسلحة قام بها المسلحون الإسلاميون المتطرفون في شمال- شرق نيجيريا منذ 2009.
ونشر بخاري مقالاً في صحيفة "واشنطن بوست" قبيل لقائه مع أوباما، قال فيه: إن "حلفاءنا سيدربون قواتنا العسكرية وعناصرنا الاستخبارية من أجل التصدي لجماعة بوكو حرام".
ولم يلمح أوباما بعد اجتماعه مع بخاري إلى إمكانية تقديم أي مساعدة عسكرية لنيجيريا.
وكتب بخاري في مقاله أنه يسعى إلى الحصول على مساعدة الولايات المتحدة لاسترجاع 150 مليار دولار أمريكي، سرقت في العقد السابق وأودعت في بنوك أجنبية من قبل مسئولين سابقين فاسدين".
يذكر أن أوباما أشاد بنتائج الانتخابات النيجرية التي أجريت في مارس الماضي، والتي تكللت بوصول بخاري إلى سدة الرئاسة، موضحاً أنها "دليل على التزام نيجيريا بالديمقراطية".

شارك