زيارة قيادات حماس للسعودية تثير الجدل.. والاتفاق النووي في المشهد

الخميس 23/يوليو/2015 - 08:09 م
طباعة زيارة قيادات حماس
 
سلمان ومشعل
سلمان ومشعل
أثارت زيارة وفد من حركة حماس للسعودية مزيدًا من التساؤلات، بشأن مستقبل العلاقة بين الحركة والسعودية، في ظل تغييرات الأوضاع بالشرق الأوسط، وإبرام إيران اتفاقًا مع الدول الغربية الكبرى بشأن برنامجها النووي، حتى يتم بموجبه رفع العقوبات المفروضة دوليا عليها، واعتبر مراقبون أن هذه الزيارة من شأنها محاولة استقطاب حماس إلى السعودية، وفك الروابط التي تجمع بين الحركة وإيران، إلى جانب انفتاح السعودية وخاصة بعد رحيل الملك عبد الله، وتولى الملك سلمان مقاليد السلطة على شخصيات وجماعات مقربة للإخوان المسلمين، سواء في اليمن أو تونس، وكذلك حماس.
من جانبه قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن زيارة وفد من حركة حماس للمملكة الأسبوع الماضي كانت بغرض أداء العمرة ولم تكن لأسباب سياسية وإن العلاقات بين الحركة الفلسطينية المتحالفة مع إيران والمملكة لم تتغير.
عادل الجبير
عادل الجبير
أوضح الجبير أن مجموعة من حماس تضم خالد مشعل وبعض زملائه قاموا بزيارة مكة المكرمة لأداء العمرة، إلا أن موقف المملكة بالنسبة لحماس لن يتغير، ووصف الجبير التقارير الإعلامية التي قالت إن الزيارة ذات طبيعة سياسية بأنها غير دقيقة ومبالغ فيها.
ويرى مراقبون أنه على مدى سنوات تتعامل السعودية مع حماس بكثير من الشك لأن الحركة الفلسطينية حليف وثيق لإيران كما أنها ذراع لجماعة الإخوان المسلمين التي تعتبرها المملكة مصدر تهديد، وأن اجتماع الملك سلمان مع مشعل جاء في إطار مساعي السعودية لحشد التأييد العربي في ظل تصورات عن خطر إيراني وأن الرياض ترى الحشد بات أكثر ضرورة منذ أن أبرمت طهران اتفاقا نوويًا مع القوى العالمية الست الأسبوع الماضي، مع الإشارة إلى أن الاخوان جماعة سنية فإن السعودية لا تثق بها لأنها تمزج دعوتها الدينية التي قد تلقى قبولا لدى سكان المملكة بمطالب أن تحل الانتخابات محل الحكم الملكي.
تقارب حماس ما ايران
تقارب حماس ما ايران يثير المخاوف
وكشفت مصادر في حماس عن انعقاد اجتماع مهم في 17 يوليو الجاري ويعد الأول من نوعه منذ سنوات، وضم أعضاء كبارًا من الجناح السياسي لحماس مع العاهل السعودي وولي العهد ووزير الدفاع في تقارب محتمل مع المملكة المتحالفة مع الولايات المتحدة، وإنه جرت مناقشة الوضع السياسي في المنطقة أثناء الاجتماع.
ويرى متابعون أن الملك سلمان يسعي لتعزيز العلاقات مع تركيا وقطر وقدم ملاذا لقادة حزب الإصلاح جناح الإخوان المسلمين في اليمن بعد أن هربوا من صنعاء في أعقاب سيطرة الحوثيين المتحالفين مع إيران عليها، وأنه ببناء علاقات مع حماس فإن الرياض قد تهدئ بعض حلفاء الإخوان وتجعل من الصعب على إيران أن تقدم نفسها بصفتها المدافع الرئيسي عن الفلسطينيين في المنطقة ضد إسرائيل وتصوير السعودية بأنها تؤيد إسرائيل.
الاتفاق النووي الإيراني
الاتفاق النووي الإيراني
وأكد محللون أن نتائج زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل إلى السعودية ستكون لها خطوات إيجابية لصالح الحركة بعد فترة من الخلافات، ونتيجة لهذه الزيارة تم إطلاق سراح عدد من المعتقلين لحماس في السجون السعودية، وفي مقدمتهم قيادي كبير في الحركة ويشغل منصباً حساساً، اعتُقل سابقاً بتهمة تمويل الإرهاب.
من جانبه أكد الكاتب والمحلل نائل أبو مروان أن العلاقة بين حماس والسعودية لم تكن في يوم من الأيام متينة، ودائماً ما كانت تأخذ طابع المصالح وحكم الواقع، السعودية تريد سحب البساط من إيران، التي تعتبر محركاً رئيساً في الصراع مع العدو الصهيوني من خلال دعمها للمقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس، وكذلك تريد السعودية أن يكون موقفها داعمًا للحركات السُنية المقاومة وبذلك تخرج من الحرج أمام شعبها وأمام أهل السنة في العالم وتسحب البساط من تحت أرجل القاعدة وداعش.

شارك