القيادات المعتدلة في ليبيا تدفع ثمن مواجهة الإرهاب

السبت 25/يوليو/2015 - 12:28 م
طباعة القيادات المعتدلة
 
مع استمرار محاولات الجماعات الإرهابية في استهداف العناصر المعتدلة في ليبيا، نجا وزير الداخلية الليبي، العقيد مصطفي الدباشي، مساء أمس الجمعة 24 يوليو 2015، من محاولة اغتيال خلال زيارته لتونس.
وفيما روي الدباشي، أنه تعرض لمحاولة اغتيال في تونس، تضاربت الأنباء بين دولتي ليبيا وتونس حول محاولة اغتياله، فبينما نفت تونس الواقعة، أكدتها ليبيا.

القيادات المعتدلة
وتصب محاولات الاغتيال للمعتدلين السياسيين، في مصلحة الإخوان المسلمين في ليبيا، وذلك لإقصائهم عن العمل السياسي، في ظل الصراع القائم على السلطة.
وتشهد ليبيا صراعات على السلطة، عقب الإطاحة بنظام معمر القذافي، بين طرفين، أحدهما معتدل والأخر إسلامي، فالسلطة تنقسم في ليبيا حاليًا إلي حكومة وبرلمان في طبرق بقيادة عبدالله الثني والمعترف به دوليًا، والأخرى حكومة وبرلمان موازى محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين وتقيم في طرابلس وتواليها ميلشيات فجر ليبيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الليبية الملازم أول طارق الخراز، إن السلطات التونسية ألقت القبض على إرهابي كان يخطط لاغتيال العقيد مصطفي الدباشي أثناء تواجده في تونس.
فيما روى وزير الداخلية الليبي مصطفى الدباشى لـ 24 بشكل حصري تفاصيل نجاته مساء أمس اليوم الجمعة، من محاولة اغتيال فاشلة خلال زيارته الحالية إلى تونس.
وقال الدباشى الذي يتولى منصب وزارة الداخلية في الحكومة الانتقالية المعترف بها دولياً في ليبيا في تصريحات له من تونس، إن العملية كانت مخططة لاغتياله، لم تبدأ المحاولة فعلياً، لكن كان هناك تنسيق بين شخص تونسي الجنسية، وآخر ليبي الجنسية بشأن هذا العمل.
وأضاف أن الشخص التونسي أفصح عن نيته في القيام بمحاولة اغتياله وأن الشخص الليبي بحث عن رقم هاتفه وأبلغه بنية الشخص التونسي القيام بمحاولة الاغتيال، وتم الولوج إلى صفحة الشخص التونسي على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بالتواصل المباشر مع السلطات الأمنية التونسية التي قامت بالواجب.
تابع: أشكر كل السلطات الأمنية التونسية على سرعة الاستجابة وتم القبض على الشخص المتهم، وهو الآن بحوزة السلطات الأمنية التونسية.
القيادات المعتدلة
من جانبه أصر الدباشي على استمراره في الزيارة، قائلا: أنا على ثقة كبيرة أن القيادات التونسية، الأمنية منها خاصة، قادرة على توفير الحماية لكل ضيوف تونس ليس على المستوى الشخصي فقط بل على مستوى السياح الأجانب الذين يفدون بكثرة على تونس.
ورفض وزير الداخلية اتهام أي جهة أو طرف في واقعة محاولة اغتياله، قائلا: أنا لا أتهم أحداً والسلطات التونسية قادرة على توجيه الاتهام مباشرة للشخص الذي وراء هذا المخطط بعد الانتهاء من التحقيقات اللازمة.
يأتي ذلك فيما يتوقع مراقبون بأن يكون وراء المحاولة، ميلشيات فجر ليبيا التي تسيطر على العاصمة الليبية طرابلس منذ صيف العام الماضي، وبالأخص عقب اعتقال السلطات التونسية عددًا من قياديها الأمنيين مؤخراً بتهمة ممارسة أنشطة إرهابية على الأراضي التونسية.
وتأتي محاولة اغتيال وزير الداخلية عقب موافقة برلمان طبرق المعترف به دوليًا على مسودة الأمم المتحدة لحل الأزمة الليبية، والذي تم معارضتها من جانب جماعة الإخوان.
من المعروف أن ميلشيات فجر ليبيا تدعم المؤتمر الوطني الليبي المنتهية ولايته التابع لجماعة الإخوان، حيث أن القضاء على القيادات السياسية المعتدلة، يعطيها مساحة أكبر في الهيمنة على السلطة والسيطرة على البلاد.
وليست واقعة اغتيال وزير الداخلية الليبي، هي الأولي من نوعها، فقد تعرضت العديد من الشخصيات الليبية المعتدلة للعديد من محاولات الاغتيال، من جانب الجماعات الإرهابية الموالية لجماعة الإخوان في البلاد.
وكان من بين الشخصيات العامة في ليبيا التي تعرضت لمحاولة اغتيال، رئيس الحكومة المعترف بها دوليًا، عبدالله الثني، ما يؤكد أن العناصر الإرهابية لا تريد عودة الاستقرار في البلاد ومن مصلحتها أن تظل ليبيا في حالة صراع دائم.
القيادات المعتدلة
وفي أواخر مايو الماضي تعرض الثني لمحاولة اغتيال عندما أطلق مسلحون النار على سيارته، إثر جلسة في البرلمان في طبرق شرق ليبيا، ما أدى إلى إصابة أحد مرافقيه بجروح.
وجاءت عملية اغتيال الثني كمحاولة من جانب الإخوان لزعزعة أمن واستقرار ليبيا، وتقويض الحوار السياسي الليبي الذي ترعاه الأمم المتحدة، والذي يسعي إلي عودة الأمن للبلاد عن طريق تشكيل حكومة وفاق وطني.
كما نجا اللواء الليبي خليفة حفتر قائد الجيش الليبي، أخر العام الماضي، من محاولة اغتيال، عقب هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف أحد مقاره بشرق ليبيا وأصيب حفتر آنذاك "جرح طفيف" في الاعتداء.
وهذا الهجوم هو الأول الذي يستهدف اللواء المتقاعد 71 عاما الذي قرر ان يشن في 16 مايو في مدينة بنغازي الكبيرة في الشرق، حملة من اجل استئصال المجموعات الارهابية
وتعتبر جماعة الإخوان المتمثلة في المؤتمر الوطني المنتهية ولايته، أن اللواء خليفة حفتر يقوم بعمليات انقلاب عسكري في البلاد على حد زعمهم. 
فيما تعرض كذلك وزير الدفاع محمد البرغثي، لمحاولة اغتيال عام 2013، في مطار طبرق.

شارك