بعد اغتيال رموز التنظيم.. هل تضع أمريكا نهاية للقاعدة؟

السبت 25/يوليو/2015 - 02:41 م
طباعة بعد اغتيال رموز التنظيم..
 
تواصل أمريكا هجماتها على معاقل تنظيم القاعدة في أفغانستان، حيث قتلت العديد من قيادات التنظيم علي مدار المرحلة الماضية،  وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون أمس الجمعة 24 يوليو 2015 أن القيادي في تنظيم القاعدة الملقب بـ"أبي خليل السوداني" قتل مع مسلحين اثنين آخرين في غارة أمريكية استهدفته في أفغانستان.
بعد اغتيال رموز التنظيم..
تأتي هذه العملية كضربة جديدة للتنظيم الإرهابي، حيث تمت العملية في 11 يوليو الجاري في ولاية بكتيكا.
وقتل مع السوداني، اثنان من أعضاء حركتي طالبان الأفغانية والباكستانية القريبتين من "القاعدة" والناشطتين على طول الحدود الأفغانية الباكستانية حيث تقع بكتيكا.
 من جانبه أكد مصدر في حركة طالبان الأفغانية أنه دفن في بكتيكا مع مقاتلين آخرين قتلوا في الغارة في مراسم حضرها نحو عشرة من الإرهابيين.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية في بيانها إن السوداني كان أحد ثلاثة متطرفين معروفين قتلوا في الغارة، وسيؤدي مقتله إلى الحد من العمليات التي ينفذها تنظيم القاعدة في العالم على حد اعتقادهم.
ومن المعروف أن السوداني كان مسؤولًا عن عمليات التفجير والهجمات الانتحارية وقاد عمليات ضد القوات الأفغانية والباكستانية وحلف شمال الأطلسي، حيث على علاقة وثيقة مع أيمن الظواهري خليفة أسامة بن لادن.
 كما كان السوداني قياديا مهما وعضوا في المجلس المركزي للقاعدة في المنطقة ومسئولا عن تدريب المقاتلين الإسلاميين الجدد الذين يرسلون إلى أفغانستان وكذلك عن الدعم المالي للجماعات المحلية القريبة من القاعدة والتي كانت تحتاج إلى هذا الدعم.
 وحسبما أكدت مصادر مقربة، فإن السوداني لجأ العام الماضي إلى بكتيكا بعدما غادر باكستان والمنطقة القبلية القريبة من شمال وزيرستان حيث بدأ الجيش الباكستاني هجوما واسعا ضد طالبان وحلفائها في القاعدة.
 وأضاف هذا المصدر أن السوداني المعروف أيضا باسم سيف الله خليل كان يعيش في السر قدر الإمكان ويخفي وجهه بلفة. وكان يتنقل مع حارسين شخصيين في آلية محملة في معظم الأحيان بمتفجرات لتسليمها إلى مقاتلين إسلاميين، حسب المصدر نفسه.
بعد اغتيال رموز التنظيم..
وكما ذكرت الدفاع الأمريكية فإن مقتل السوداني يدل على الجهود التي يبذلها الجنرال جون كامبل قائد قوات الحلف الأطلسي في أفغانستان وقواته "لمحاربة القاعدة". 
وقتل عدد من قياديي تنظيم القاعدة في الأشهر الأخيرة في غارات أمريكية، حيث أنهت قوات الحلف الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة مهماتها القتالية في أفغانستان في ديسمبر الماضي وسلمت قيادة الأمن إلى القوات المحلية، إلا أنها أبقت على 13 ألف عنصر في أفغانستان لعمليات تدريب ومكافحة الإرهاب، لتقوم بشن هجماتها يونيو الماضي أكثر من مائة ضربة جوية، في زيادة ملفتة عن الشهر الذي سبقه حيث لم يتجاوز عدد الغارات 41 غارة، بحسب إحصاءات الحلف الأطلسي، إلا أن هذه الأرقام تبقى متدنية جدا بالمقارنة مع الأعوام السابقة.     
 وتراجع الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن خطط سابقة للحد من عديد القوات الأمريكية في أفغانستان، ليقبل ببقاء العدد الحالي وهو 9800 جندي حتى نهاية 2015.
في منتصف يونيو الماضي، قتل زعيم تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب ناصر الوحيشي في غارة شنتها طائرة أميركية بدون طيار في اليمن. 
 ووصف البيت الأبيض مقتل الوحيشي آنذاك بأنه ضربة قوية لتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، أشد فروع القاعدة خطرا، ولتنظيم القاعدة بشكل أوسع.
وبحسب متابعون فإن مقتل الوحيشي جاء ليشكل ضربة للقاعدة على المستوى العالمي إذ شغل منذ 2013 منصب نائب زعيم القاعدة أيمن الظواهري الذي خلف أسامة بن لادن.
وكان الوحيشي يقوم بحسب الخبراء بالتنسيق بين الفروع المختلفة للقاعدة في ما يتعلق بالتوجيهات "العملانية"
وفي 8 يوليو الجاري، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن غارة جوية لقوات التحالف الدولي فوق سوريا أدت في مطلع يوليو إلى مقتل محسن الفضلي زعيم مجموعة خراسان الجهادية الموالية لتنظيم القاعدة في سوريا.
 والفضلي كان على ما يبدو زعيم جماعة خراسان التي تضم مقاتلين سابقين في تنظيم القاعدة انتقلوا من آسيا الوسطى ومناطق أخرى من الشرق الأوسط إلى سوريا للتخطيط لاعتداءات ضد الولايات المتحدة.
بعد اغتيال رموز التنظيم..
وبحسب الاستخبارات الأمريكية، فإن الفضلي الكويتي الأصل كان من المقاتلين القلائل في تنظيم القاعدة الذين تم إبلاغهم مسبقا باعتداءات 11 سبتمبر 2001.
 وكان في وقت سابق أعلن مسئولون أفغان أن الجولة المقبلة من محادثات السلام بين الحكومة الأفغانية ومتمردي حركة طالبان ستجري في أواخر الشهر الجاري لكن بدون تحديد مكان اللقاء بعد.
 وكان المسئولون الأفغان قد التقوا ممثلي حركة طالبان للمرة الأولى بشكل مباشر في مطلع الشهر الحالي في بلدة موري السياحية شمال إسلام أباد في باكستان، حيث تم الاتفاق آنذاك على اللقاء مجددا في الأسابيع المقبلة لكن دون أن يتضح ما إذا كان القرار يلقى دعما بين صفوف طالبان التي تشهد انقسامات وخلافات حول سير المفاوضات.
ومن الجدير بالذكر أن تنظيم القاعدة شهد نكسات متوالية أولها العملية التي حصلت في الثاني من شهر مايو 2011 عندما تمكنت قوات أمريكية خاصة من قتل أسامة بن لادن.
 ومنذ ذلك الحين تتلقى "القاعدة" ضربات موجعة،  فقد قتل الشخص الثاني في تنظيم "القاعدة" وهو عطية عبد الرحمان الليبي عندما استهدفته طائرة بدون طيار أمريكية في منطقة "وزيرستان".
وتتوالي الضربات الأمريكية ضد تنظيم القاعدة في أفغانستان، في توقعات بأن التنظيم بات يلفظ أنفاسه الأخيرة، حسبما يري مراقبون.

شارك