أكذوبة "الغطاء الجوي" التركية بسوريا هل ستستمر إلى الأبد؟

الإثنين 27/يوليو/2015 - 02:15 م
طباعة أكذوبة الغطاء الجوي
 
 منذ قيام الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد والدولة التركية لا تكف عن الحديث عن غطاء جوي ومنطقة حظر داخل الأراضي السورية؛ من أجل حماية مصالحها أولا، ثم المدنيين السوريين من ويلات الصراع الدائر هناك، وبعد استهداف تنظيم "داعش" للداخل التركي بدأت تركيا في الحديث مجددًا عن منطقة حظر جوي؛ حيث قال داود أوغلو رئيس الوزراء التركي: إن تركيا اتفقت مع واشنطن على الحاجة لتوفير غطاء جوي للمعارضة السورية "المعتدلة" في قتالها ضد داعش، إن أنقرة لا تنوي إرسال قوات برية إلى سوريا.
أكذوبة الغطاء الجوي
ويعد هذا الأمر امتدادًا للاتفاق الجديد بين الولايات المتحدة وتركيا الذي تم التوصل إليه، والذي يسمح للطائرات الأمريكية باستخدام قواعد تركيا، ويتضمن إقامة منطقة حظر طيران في مناطق شمال سوريا والواقعة قرب الحدود مع تركيا؛ ما يمنحها وفقًا لاتفاق مع أمريكا الحق في ضرب واستهداف أي طائرة كانت تقترب من حدودها؛ مما يعني أن الولايات المتحدة وافقت على مطلب تركيا منذ فترة بإنشاء منطقة الحظر الجوي قرب حدودها مقابل إغلاق حدودها بوجه المقاتلين الأجانب والانضمام للتحالف الدولي ضد داعش، وهو أمر رفضه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في السابق.

أكذوبة الغطاء الجوي
وستقدم منطقة حظر الطيران الدعم لمنطقة آمنة على أجزاء من سوريا الواقعة بمحاذاة الحدود مع تركيا، وتمتد على طول 90 كيلومترًا بين مدينتي مارع وجرابلس السوريتين في محافظة حلب وسيكون بعمق 50 كم داخل الأراضي السورية؛ لتمنع تسلل الجهاديين وتخفيف تدفق اللاجئين إلى تركيا، وإن طائرات النظام السوري لن تتمكن من التحليق في منطقة حظر الطيران، وسيتم استهدافها في حال فعلت ذلك، وإن قوات التحالف بقيادة أمريكية ستقوم عند الضرورة بطلعات استطلاع وضربات في المنطقة، وستكون الطائرات الأمريكية مجهزة بقنابل وصواريخ ستكون قادرة على استخدام قاعدة انجرليك الجوية؛ لشن غارات ضد تنظيم الدولة، وستقدم تركيا الدعم لتلك الغارات بالمدفعية.
أكذوبة الغطاء الجوي
المنطقة الجوية أو المنطقة الآمنة أو المحظورة العازلة كانت مطلبًا تركيًّا قديمًا وحديثًا في نفس الوقت، ورفضته الولايات المتحدة سابقًا تحت دعوى أنها تحارب "داعش"، وليس النظام السوري، وكانت أحد أسباب عدم انضمام أنقرة للتحالف الدولي؛ ولذلك فإن لتركيا حاليًا أهدافًا براجماتية محددة، منها:
1- ضرب تنظيم داعش الذي بدأ في استهداف مصالحها.
2- منع إقامة كيان كردي مستقل على حدودها. 
3- والهدف الاستراتيجي الأهم وهو إسقاط النظام السوري.
أكذوبة الغطاء الجوي
 المحلل السياسي المقرب من حزب العدالة والتنمية الحاكم محمد زاهد غل أكد على هذا الأمر بقوله: "لن يُسمح لطيران النظام السوري بالتحليق في هذه المنطقة التي تتحول لمسرح عمليات للتحالف الدولي الذي يتولى الدفاع عن هذه المنطقة ضد أي تهديد بري أو جوي، وأنه بدءا من الشهر المقبل ستقلع الطائرات الأمريكية والتحالف الدولي من القواعد العسكرية التركية، وأن هذه المنطقة هي شريان حياة وتواصل بين المعارضة المسلحة وأنقرة، وأنها لا تعني أن تركيا دخلت "الحرب الشاملة" ضد تنظيم الدولة، بل هي تريد "حماية حدودها وأمنها القومي"، وإن أنقرة ليست معنية بوجود "داعش في مناطق أخرى بسوريا".
وكشف أن العمليات البرية تبدأ قريبًا عبر قوات خاصة تركية تشن "عمليات جراحية" لساعات أو يوم، أما استمرارها فهو رهن بالتطورات الميدانية التي تحدد إن كانت منطقة الحظر تتسع، أم تبقى محدودة؟ بالإضافة إلى حملة شاملة على الإرهاب تشمل إضافة لداعش حزب العمال الكردستاني وبعض المنظمات اليسارية المتطرفة".
أكذوبة الغطاء الجوي
 واعتبر فواز جرجس، أستاذ العلاقات الدولية ومدير مركز الشرق الأوسط بجامعة لندن، أن تركيا كانت تريد منطقة عازلة وحظرًا جويًّا يمتد من حدودها وحتى حلب منذ نحو ثلاث سنوات، ولكنها وُوجهت برفض أمريكي، وكان هذا أحد أسباب عدم دخولها في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، وأن تركيا لم تكن فقط تريد هذه المنطقة من أجل النازحين والمدنيين، ولكنها كانت تعتبر أنها تُسهم بإسقاط النظام. 
وتابع: "هذه المنطقة حل وسطي بين أنقرة وواشنطن التي أسمتها منطقة آمنة من داعش، وإن أنقرة والتحالف يريدان تنظيف المنطقة من داعش، ودفع قوات الجيش الحر إلى الأرض لشغل الفراغ، وإنشاء جيوب عسكرية تمنع إقامة كيان كردي مستقل على الحدود، وهذا خط أحمر بالنسبة لأنقرة".
 وأكد أن "الاستراتيجيات تتغير مع تطور الوضع الميداني، وأن الهدف الرئيس للتحالف هو تنظيم الدولة، ولكن بعد كسر شوكة التنظيم ستتجه الأنظار نحو النظام لدفعه نحو القبول بحكومة انتقالية وعملية سياسية، وأن هذه المنطقة ستكون مظلة أمنية للجيش السوري الحر لضرب ليس فقط داعش والنصرة بل وإسقاط النظام".

شارك