سيطرة "طالبان" على "تيرجاران" يمهد الطريق إلى باكستان والصين

الإثنين 27/يوليو/2015 - 09:45 م
طباعة سيطرة طالبان على
 
في تطور ميداني جديد للأوضاع الأمنية في أفغانستان، يعكس مدى تحكم حركة "طالبان" في الأوضاع على الأرض، قال مسؤولون محليون إن متشددين من حركة طالبان، سيطروا على قاعدة كبيرة تابعة للشرطة في شمال شرق أفغانستان، مما اضطر أكثر من مئة شرطي إلى الاستسلام، وهو الأمر الذي اعتبرته العديد من التقرير الأمنية أكبر هزيمة للقوات الأفغانية منذ نهاية المهمة القتالية لحلف الأطلسي.
واللافت للنظر  أن حركة أفغانستان كانت حريصة كل الحرص على السيطرة على تلك القاعدة، كونها ممرًا استراتيجيًا على الحدود مع باكستان، الأمر الذي يساعدها على التزود بالعديد من الأسلحة، فضلاً عن تيسير حركة عناصرها وتسهيل انضمام عناصر جديدة إليها.

سيطرة طالبان على
وشكك عدد من القادة في الأمر، وقالوا إنها مُدبرة وعن قصد من القوات الأمنية، وتستهدف إسقاط البلاد مجدداً في قبضة طالبان، فوصفت السلطات المحلية استسلام الشرطيين بـ"الخيانة"، وقال مساعد حاكم الولاية غول محمد بيدار ان الاستسلام “خيانة عظمى” وانه سيكون موضع تحقيق.
من جانبه، قال قائد شرطة الولاية الجنرال بابا جان ان مقاتلي طالبان احتجزوا الشرطيين لفترة وجيزة ثم افرجوا عنهم وان بعضهم اتهم علانية قائدهم بانه “خانهم” بإبرامه اتفاقا مع طالبان، مضيفاً: "كان لديهم ما يكفي من الأسلحة والذخيرة لكي يواصلوا القتال لثلاثة أشهر، لكنهم استسلموا بعد الاتفاق مع طالبان، لقد استولى المتمردون على كل الذخيرة والمعدات"، وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في بيان أنه أفرج عن الشرطيين "شرط ألا يلتحقوا بحكومة كابول".
وأوضحت تقارير، أن مقاتلي طالبان غنموا أغذية وأسلحة وذخائر من قاعدة "تيرجاران" في إقليم بدخشان شمال شرق البلاد، وهو إقليم يحد الصين وباكستان وطاجيكستان.
وقال شاه ولي الله أديب حاكم الإقليم “العدو أخذ أسلحة وذخائر من قوات الشرطة في قاعدة تيرجاران ستسمح لهم بالقتال لفترة طويلة"، ووعد بشن عملية قريبة لاستعادة السيطرة على القاعدة.

سيطرة طالبان على
وأشار تقرير أمني غربي إلى أن سيطرة طالبان على القاعدة، جاء بعد معارك استمرت أياما ربما تكون أكبر تقدم تحرزه الحركة في بدخشان منذ الإطاحة بها من السلطة عام 2001، وهو ما يدحض المزاعم بأن هناك صفقة تمت بين قادة القاعدة العسكرية وحركة طالبان.
وقال التقرير إن مكاسب طالبان قطعت الطريق إلى الصين وبات يفصلها عن معبر استراتيجي مهم على الحدود الباكستانية موقع حكومي كبير، وأضاف التقرير: "إذا نجحت (طالبان) فستكون قادرة على إقامة ممر، يسهل عبور المقاتلين الموجودين حاليا في باكستان للحدود".

سيطرة طالبان على
على الجانب المُقابل، قالت طالبان في بيان إن وجهاء المنطقة تفاوضوا من أجل الإفراج عن 120 شرطيًا تم أسرهم، وتلقت الحركة ضمانات بألا يعودوا للقتال، وقالت تقارير أمنية أن سبب هزيمة القوات الأفغانية أمام حركة طالبان، هو امتلاكها المحدود للعتاد، حيث يقدم لها حلف الأطلسي دعماً محدوداً بعد انسحاب معظم القوات الأجنبية من أفغانستان عام 2014.
كما أعاد مقاتلو "طالبان" تنظيم صفوفهم منذ الإطاحة بهم من السلطة وسيطروا على مناطق في الريف وهددوا مدنا كبرى لفترات قصيرة في شمال البلاد في هجوم وقع مطلع هذا العام.

سيطرة طالبان على
الجدير بالذكر، أن قوات حلف الاطلسي، أنهوا مهمته القتالية في افغانستان في نهاية 2014 ولكنها لا تزال تنشر نحو 13 الف جندي، يقومون بعمليات تدريب القوات الافغانية، وفي الآونة الأخيرة أفادت منظمة غربية تتابع الحوادث الأمنية بأن نشاط الحركة وصل إلى مستوى “لم يسبق له مثيل” خلال الشهور الستة الأولى من عام 2015، وتفيد الأمم المتحدة أنه في عام 2014 سقط أكثر من عشرة آلاف شخص بين قتيل وجريح.

شارك