المعارضة المعتدلة في سوريا بين التحفظ الأمريكي والدعم التركي وبراجماتية "الإخوان"

الأربعاء 29/يوليو/2015 - 01:09 م
طباعة  المعارضة المعتدلة
 
هناك صراع مكتوم بين أطراف الصراع الجديد في سوريا بين المتحالفين الجدد في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام "داعش"، وتحديدًا الولايات المتحدة التي تقود التحالف الدولي وجماعة الإخوان المسلمون السورية وتركيا حليفتها الجديدة، خاصة أن الأخيرة لم تتوصل بعد إلى اتفاق حول تسمية الجماعات المعارضة "المعتدلة" في سوريا الممكن تقديم الدعم لها لتطهير الحدود التركية من تنظيم "داعش " فماهية "المعارضة المعتدلة" تختلف على حسب مصلحة بعض الأطراف، وأن التعامل رسمياً مع بعضها وتحديدًا الإسلامية قد يضفي مصداقية على عزم دول التحالف مساندة الشعب السوري ومحاولة تخليصه من الإرهاب. 
 المعارضة المعتدلة
تركيا الداعم السابق لـ"داعش" تحاول الاستفادة من الأمر بمناورة سياسية للضلوع بدور أوسع وأهم لإسقاط الأسد وداعش، ومنع تمدد النفوذ الكردي  وهو ما ترفضه واشنطن، وتعتبر أن إسقاط الأسد ليس مجاله الآن، وإنما الأهم هو إسقاط داعش، مع الحفاظ على دور أكبر للأكراد وسط حالة من الترقب لجماعة الإخوان المسلمين السورية، باعتبارها الشريك الأبرز لتركيا حاليًا في سوريا، وتعمل من خلال علاقاتها معها على امتصاص نتائج دخول داعش على أرض الميدان السوري، وتسعى للاستفادة من هذا الوضع عبر تجنب الدخول في المواجهات الجارية بين داعش والمجموعات والفصائل المعارضة المسلحة، من خلال عمليات تسلح وتخزين للسلاح والذخائر، استعدادًا لما بعد انتهاء معركة داعش وفصائل المعارضة السورية المسلحة وتركيا، وذلك بتنسيق مباشر مع حزب العدالة والتنمية التركي وعبر ضباط مخابرات أتراك تابعين له عبر الشمال السوري ومناطقه المحاذية لتركيا تبقى قيادة الجماعة وتركيا معها على اضطلاع على مجريات الأمور داخل الفصائل والكتائب المسلحة، ولمعرفة ما يدور على الأرض، والبقاء على استعداد، للعمل المباشر عند وصول الأمور إلى مرحلة التدخل.
 المعارضة المعتدلة
 وتمتلك الجماعة مجموعات مقاتلة في كل الأراضي السورية، تحاول تغطيتها بأسماء متعددة، وتدعمها تركيا في عدة مناطق في المنطقة الوسطى من سوريا، وفي ريف دمشق والجنوب السوري وحمص وهي كالتالي:
1- لواء درع شباب محمد. 
2- لواء الحق المقاتل.
3- لواء درع الصديق. 
4- لواء درع حماة. 
5- لواء درع أفاميا. 
6- لواء درع الإخلاص.
7- كتائب درع الحق.
8- لواء درع سرايا النصر.
9- لواء درع أحرار حمص. 
10- درع الوفاء. 
11- لواء درع حلب الشهباء. 
12- لواء درع الحرية.
13- لواء درع الشام. 
14- لواء درع العاصمة. 
15- لواء درع العدالة. 
16- درع سرايا علماء الشام. 
17- كتيبة دعم الفاروق.
18- كتيبة بابا عمرو. 
19- كتيبة المهام الخاصة. 
20- الكتيبة الخضراء.
21- كتيبة المصطفى.
 المعارضة المعتدلة
 هذا النفوذ الواضح للإخوان في سوريا لا يواجهه سوى وضع الميداني القائم، حيث اليد العليا في صفوف المسلحين هناك لـ"داعش" ويليها "جبهة النُّصرة"، واندحار واضح للجيش الحر الذي لا يسيطر إلا على نقاط محدودة في سوريا لا تقارن بسيطرة التنظيمين السابقين، وهو ما يعني الحاجة إلى تدريب وتوريد مقاتلين "معتدلين" يشكلون نواة لبرنامج أشمل ويخضع المشاركين فيه لبحث أمني تشرف عليه وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، بعد التأكد من عدم صلتهم بأي تنظيم إرهابي، يتم نقلهم من سوريا إلى تركيا ثم إلى قطر.
 وعلى الرغم من انضمام تركيا رسميا إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "داعش"، إلا أنها لم تتوصل بعد مع حليفتها الجديدة إلى اتفاق حول تسمية الجماعات المعارضة "المعتدلة" في سوريا الممكن تقديم الدعم لها لتطهير الحدود التركية من تنظيم "داعش". 
 المعارضة المعتدلة
ومع بداية التخطيط بين الجانبين حول التفاصيل عن أي جماعات للمعارضة ستتلقى الدعم على الأرض بدأت الخلافات؛ مما يؤشر على إمكانية أن يؤجج ذلك التوترات القائمة بالفعل منذ أمد بعيد بين الولايات المتحدة وتركيا بشأن الاستراتيجية في سوريا، فإدارة الرئيس باراك أوباما التي تخشى الانجرار إلى فوضى الحرب الأهلية في سوريا وتسعى جاهدة حتى الآن للعثور على عدد كاف من الشركاء على الأرض للمساعدة في انتزاع السيطرة على الأراضي من الدولة الإسلامية، وتعتمد بشكل كبير على المقاتلين الأكراد وفي المقابل تشعر تركيا بالانزعاج من المقاتلين الأكراد، وربما تكون أقل اهتمامًا من واشنطن بالجماعات التي تربطها صلات بجماعات متطرفة أو لديها طموحات لتوسيع نطاق المعركة لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.
 المعارضة المعتدلة
وعلى الجانب الآخر لم يدرب الجيش الأمريكي حتى الآن سوى نحو 60 من مقاتلي المعارضة السورية، ويرجع ذلك جزئيًّا إلى متطلبات التدقيق الصارمة التي تستبعد على سبيل المثال المقاتلين الذين هدفهم الأساسي إسقاط الأسد، وقال "ديريك تشوليت" المساعد السابق لوزير الدفاع الأمريكى في إدارة أوباما: "إن القرارات بشأن أي جماعات تتلقى الدعم لن تكون سهلة أبدًا، وأشار إلى الخلافات القائمة منذ فترة طويلة بين واشنطن وأنقرة بشأن استراتيجية سوريا، في حين تحسن تعاوننا على نحو مطرد يبدو أن الأزمة الملحة دفعتنا إلى (تعاون) أوثق، وسيجري التغاضي عن خلافاتنا عن الأرجح بدلًا من حلها بالكامل".
 وقال روبرت فورد السفير الأمريكي السابق لدى سوريا: "إن تركيا سيكون لها قول أكبر على الأرجح بشأن الترتيبات الأمنية في المنطقة القريبة من حدودها ويرجع ذلك جزئيا إلى قربها، وإن واشنطن لن تعمل مع جبهة النصرة جناح تنظيم "القاعدة" في سوريا، وهي ضمن تحالف قال إنه تلقى دعمًا تركيًّا، وأعتقد أن الإدارة يمكنها أن تتعايش مع الجماعات الإسلامية الأقل تشددًا". 
 وفي النهاية تبقى المشكلة بين يستطيع أن يصنف الجماعات المعتدلة في ظل تضارب مصالح كافة الأطراف حول الأزمة في سوريا. 

شارك