أنصار بيت المقدس "الإرهابية" الخادم المخلص لإسرائيل

الخميس 30/يوليو/2015 - 10:59 ص
طباعة أنصار بيت المقدس
 
 لا تكف إسرائيل عن تهديد الجماعات الإرهابية سوء داخل فلسطين أو خارجها مع أن هذه الجماعات هي أكثر من تخدم مصالحها في المنطقة، فبداية من حماس التي أصبحت ذريعة لقتل مزيد من الأبرياء الفلسطينيين بصواريخها التي تطلقها بين الحين والآخر على إسرائيل أو القاعدة في سوريا، والتي تلقى عناصرها علاج داخل إسرائيل أو جماعة بيت المقدس الإرهابية التي توجه جهادها الباطل إلى جنود القوات المسلحة المصرية وتترك اليهود يقتلون بدون رادع أو ضمير دون أن يتحركوا ليخدموا بذلك مصالح الدولة العبرية. 
أنصار بيت المقدس
جيش الاحتلال الإسرائيلي وفي بيان مثير للضحك توعد تابعه الذي يخدمه تنظيم ولاية سيناء، حال استهدافه مواطني إسرائيل وقال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم جيش الاحتلال، في رسالة التهديد: "إذا حاول تنظيم ولاية سيناء استهداف مواطنينا فعلينا أن نسبقه ونضربه بحزم وتصميم".
ونقل «أدرعي» تصريحات عن العميد روعي الكابيتص، قائد فرقة إدوم الجنوبية، خلال تسليمه قيادة الفرقة إلى العميد رافي ميلو، بمنطقة جبال إيلات، قرب الحدود المصرية، وبحضور قائد المنطقة الجنوبية الميجور جنرال سامي تورجمان، أن "تهديد الإرهاب يتصاعد من سيناء، بقيادة تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي، المعروف اليوم باسمه الجديد ولاية سيناء لتنظيم الدولة الإسلامية، هذه المنظمة تهدد باستهداف مواطني إسرائيل وجنود الفرقة، وقد تحاول تحقيق تهديداتها في أي لحظة، واجبنا أن نسبقه ونضربه إذا حاول ذلك بحزم وتصميم وفي الجانب الآخر من الحدود وقعت تغييرات ملموسة، تتطلب منا أن نكون مستعدين لأي سيناريو أو انزلاق في الوضع، لكي نواصل حماية بلدات الجنوب ونحافظ على الهدوء".
أنصار بيت المقدس
الغريب أن الجماعة الإرهابية في سيناء لا تقوم بالجهاد ضد إسرائيل إلا من خلال عمليات صبيانية لا تؤثر في شيء، ومنها إطلاق 4 صواريخ جراد على مستوطنة ييفول و4 أخرى على قاعدة كيت ساعوت العسكرية وقصف ميناء إيلات وكلها عمليات دعائية لم تسفر عن إصابات أو قتلى في الجانب الإسرائيلي، وهو ما تعلمه إسرائيل جيدًا؛ لأنها تعرف أصل الجماعة وقدرتها وأنها موجهة في الأساس ضد مصر وليس ضدها، وهو ما كشفت عنه دراسة إسرائيلية صادرة عن معهد "دراسات الأمن القومي الإسرائيلي INSS الذي يترأسه الجنرال احتياط عاموس يدلين، رئيس المخابرات العسكرية الأسبق، بأن جماعة "أنصار بيت المقدس" الإرهابية في شبه جزيرة سيناء، نشأت في البداية داخل قطاع غزة ولها علاقات وثيقة للغاية مع الجماعات الجهادية المتشددة هناك وأنها لا تزال تحافظ على علاقات وثيقة للغاية حتى الآن مع الجماعات الجهادية داخل غزة رغم انتقالها لسيناء منذ فترة طويلة، وأن الجماعات في غزة وحركة "حماس" قد ساعدت المهاجمين من أنصار بيت المقدس على وجه التحديد؛ من أجل إفساد اجتماع وقف إطلاق النار الذي كان مخطط له في القاهرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن هذا السيناريو هو المرجح، وذلك على الرغم من موقف حماس غير المستقر منذ صيف عام 2013، وبعد حرب يوليو أغسطس عام 2014 الماضي وعلاقتها المتردية مع القاهرة.
أنصار بيت المقدس
وتابعت الدراسة الرئيس المعزول محمد مرسي، كان على اتصال بتلك الجماعة وغيرها من الجماعات المسلحة المنتشرة في سيناء، وأنه تواصل معهم من أجل تنفيذ مذبحة "رفح الأولى" في أغسطس عام 2012، لتكون حجة قوية لعزل وزير دفاعه السابق محمد حسين طنطاوي، ورئيس أركان الجيش المصري الأسبق الفريق سامي عنان، وتعزيز مكانة الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي لقيادة القوات المسلحة وأن أطراف خارجية أسهمت في ارتكاب العملية بـ"كرم القواديس"، وكانت تنفذ معظم عملياتها الصغيرة من تلقاء نفسها، وعلاوة على ذلك، كانت تعتمد تلك الجماعات الإرهابية على العناصر التكفيرية المنضمة لها حديثا من أبناء سيناء. 
اللواء محمد رشاد
اللواء محمد رشاد وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق
 وأكد على ذلك اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، أن الحدود المصرية مع إسرائيل متاحة للجماعات الإرهابية وتلك الجماعات تتعاون مع "مافيا تجارة السلاح الإسرائيلية"، وإسرائيل مستفيدة من استنزاف الجيش المصري في سيناء، وهناك دليل على ذلك التعاون أن هذه التنظيمات الإرهابية لم تقم بأي عملية ضد إسرائيل، وأن الجيش المصري هو الجيش الوحيد في المنطقة الذي لا يزال متماسكًا وقادرًا على مواجهة الجيش الإسرائيلي.
وشدد وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق على ضرورة إخلاء المنطقة التي يستخدمها الإرهابيون في سيناء، حيث إنهم يحتمون بالأهالي وهذا يعتبر عائقًا أمام الجيش المصري حتى لا تتحوَّل إلى حرب شوارع، وفي ظل السكان الموجودين في المنطقة سيؤدي تدخل القوات فيها إلى خسائر بشرية من المدنيين، وفي حال الإخلاء سيكون هناك تنسيق على الأرض وتمهيد لدحر الإرهابيين.
طارق فهمي أستاذ السياسة
طارق فهمي أستاذ السياسة العامة
 وأشار الدكتور طارق فهمي، أستاذ السياسة العامة والخبير في الشئون السياسية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، قال لـ"الوطن": إن ما حدث اليوم في سيناء ليس تطورًا في أداء الجماعات الإرهابية المسلحة ولكن مصر الآن أمام واقع جديد، وإن التنظيمات الإرهابية رسالتها كانت حاضرة وكان يجب التعامل معها بجدية من الدولة خاصة مع بيان أرض الكنانة الذي هدد باستهداف شرائح معينة من المجتمع المصري ومنهم القضاة، وبيان محمد أبو عدنان باستهداف القضاة أيضًا وما حدث بعده من اغتيال النائب العام الشهيد المستشار هشام بركات، وإنه يجب تعديل معاهدة كامب ديفيد، وهناك شيء خطأ في فتح معبر رفح؛ حيث تتم عملية الفتح والإغلاق بدون أي تخطيط مسبق وبالفعل كانت هناك آلية واضحة بشأن معبر رفح تتمثل في وضع 1000 ضابط وجندي من حرس الرئاسة بمشاركة قوات دولية، ولكن حركة حماس رفضت تلك الآلية، مشيرًا إلى أن إسرائيل قامت باستنفار أمني على الحدود مع مصر ظهر اليوم وقامت بنشر قواتها على طول الحدود.

شارك