بعد تولي "الملا أختر منصور".. تساؤلات حول مستقبل طالبان والسلام في أفغانستان
السبت 01/أغسطس/2015 - 03:22 م
طباعة
جاء إعلان حركة طالبان عن تولي "الملا أختر محمد منصور" زعامة التنظيم خليفة للملا عمر الذي أعلنت الحكومة الأفغانية أنه تُوفي في أبريل الماضي، يطرح العدي من التساؤلات حول مدي استمرار عملية السلام بين حكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني وحركة طالبان في عهد أختر.
تأجيل الحوار
أعلنت باكستان، اليوم الخميس، تأجيل الجولة الثانية من مفاوضات السلام بين الحكومة الباكستانية وحركة طالبان، بعد إعلان كابول مقتل زعيم الحركة الملا عمر.
وقالت وزارة الخارجية الباكستانية، في بيان لها، إنه تم تأجيل المحادثات بين الطرفين إثر إعلان مقتل زعيم الحركة الملا عمر.
وأضاف البيان، أنه تم اتخاذ القرار تجنبا لكل سلبيات يمكن أن تؤثر على المحادثات، مؤكدا أن باكستان والبلدان المساهمة في عملية السلام تتمنى أن تشارك حركة طالبان بصفة إيجابية في المحادثات للوصول إلى سلام تام في أفغانستان.
وأكدت وزيرة خارجية باكستان، حنا رباني خار، أن قوات "خبيثة" تحاول عرقلة مسعى الوصول إلى اتفاق تام بين الأطراف المتصارعة.
الملا "أختر منصور" والحوار
يُعد الملا منصور من الدعاية إلى عملية الحوار والسلام مع الحكومة الأفغانية، وهو من المقربين من دوائر القرار الباكستاني، فتعيين الملا منصور زعيماً جديداً لطالبان، يعد نجاحاً كبيراً لعملية السلام الأفغانية، لا سيما أن إعلان الحكومة الأفغانية وتأكيدها وفاة الملا عمر في الوقت الراهن، بعدما مضى على وفاته عامان، كان لهذا الغرض، بحسب مراقبين.
والملا منصور هو الرئيس السابق للمجلس الذي يعرف أيضا باسم "شورى كويتا"، والذي يضم قدماء القادة في حركة طالبان، ويدير عمليات الحركة من إقليم بلوشستان الباكستاني طبقا لمؤسسة جيمستون العالمية للبحوث.
كما يدير الملا اختر كل ملفات "طالبان" عقب الاحتلال الأمريكي لأفغانستان، وتمّ تعيين الملا منصور خلال اجتماع عقد في مدينة كويته،عاصمة إقليم بلوشستان، جنوب غربي باكستان، كذلك تم تعيين نائبين للزعيم الجديد، وهما، نجل الزعيم الراحل، الشاب الثلاثيني ملا محمد يعقوب، والذي تخرج أخيراً من إحدى المدارس الدينية في مدينة كراتشي الباكستانية، ونجل زعيم شبكة حقاني، جلال الدين حقاني، سراج الدين حقاني.
طرفي طالبان
في المقابل، أثار تعيين الملا منصور ضجة وإرباكاً في صفوف حركة طالبان التي كانت تعتمد على زعيمها السابق على جميع الأصعدة.
وفتح غياب بعض أعضاء مجلس شورى حركة طالبان العديد من التساؤلات حول وجود اختلافات وربما تتطور إلى انشقاقات داخل الحركة، وصفت بـ"المتماسكة" منذ نشأتها عام 1994، حتى نشوء تنظيم "داعش" وتمدده إلى الأراضي الأفغانية.
ويسيطر علي الحركة جناحان جناح الملا اختر منصور وهو نسبيًا يعد جناحًا معتدلًا وإصلاحيًا، فيما هناك جناح الملا عبد القيوم ذاكر وبعض أعضاء أسرة الملا عمر وهو جناح متشدد "محافظ" يتبني المواجهة مع حكومة أفغانستان.
وبدأ الخلاف الجذري قبل أشهر بين المجلس السياسي، أي مجلس الشورى، والذي يقوده الملا منصور، والمجلس العسكري الذي كان يقوده الملا عبد القيوم ذاكر، على خلفية المفاوضات مع الحكومة الأفغانية، إذ كان الأوّل داعماً لعملية السلام، أمّا الثاني، فيرفض الحوار كلياً.
وتشير تقارير اعلامية أنّه عند ترشيح الملا منصور لتولي منصبب رئيس الحركة "امير المؤمنين"، خرج كل من الملا يعقوب وهو نجل الملا عمر، و الملا ذاكر رئيس المجلس العسكري سابقاً، الملا عبد المنان، شقيق الملا عمر، انسحبوا من الاجتماع اعتراضا علي تعين الملا اختر منصور، فيما كان يسعون الي تولي الملا يعقوب خلفا لوالد الملا عمر منصب أمير المؤمنين ورئيس حركة طالبان.
وتشير تقارير إعلامية، ان أحد مؤسسي الحركة الملا عبد الرازق، ووالي قندهار، أيام حكومة "طالبان"، الملا حسن، والنائب السابق للملا عمر، الملا عبد السلام، لم يشاركوا في اجتماع اختيار الملا منصور.
"داعش"
ويرى مراقبون باكستانيون وأفغان أن "داعش" الذي يخوض حروباً دامية مع "طالبان" في أكثر من منطقة في شرق أفغانستان وجنوبها، هو المستفيد الأكبر من وفاة الملا عمر، ومن الخلافات الداخلية. وبحسب المراقبين، يتوقع "داعش" مزيداً من الانشقاقات في صفوف "طالبان" وانضمامهم إليه. فقد انشق بعض القيادات الميدانية وانضمت إلى "داعش" بالفعل، بعد أن تداولت وسائل الإعلام المحلية أنباء وفاة الملا عمر، بحجة أن الأخير كان "خليفة المسلمين" وقد توفي، ولا بد من مبايعة خليفة آخر. وقد وجدوا بزعيم "داعش" أبي بكر البغدادي، الشخص المناسب.
مستقبل طالبان
يرى المراقبون أن الملا أختر منصور وعدد لا بأس به من قيادات حركة طالبان يعولوا كثيرا علي عملية المصالحة والحوار مع الحكومة الأفغانية، والذي يرى الحوار بين الحركة وكابل كلا من باكستان والصين.
ولكن يخشى عددا من المراقبين من أن يتحول التيار المتشدد في الحركة" جناح الملا عبد القيوم ذاكر وبعض أعضاء أسرة الملا عمر، في تأسيس تيار مسلح جديد ضد الحكومة والحركة وسيكون مدعوما من عدد من المستفيدين من استمرار الصراع في أفغانستان.. فهل ينجح المصالحة مع الحكومة الأفغانية ويؤثر على وحدة طالبان؟