خطاب "الملا أختر منصور".. يرسم سياسة حركة طالبان الجديدة
الأحد 02/أغسطس/2015 - 05:51 م
طباعة
عقب تنصيبه زعيما لحركة طالبان، وضع الملا أختر محمد منصور، رؤيته لسياسته القادمة، والتي أكد فيها على استمرار الحرب ضد قوات الاحتلال والسعي لإقامة الشريعة الإسلامية.
كلمة الملا أختر
وتناول الملا أختر في كلمته التي ألقاها في حفل مبايعته أميرًا للمؤمنين في مدينة قندهار جنوب أفغانستان بحضور مجلس شورى الحركة وقياداتها وولاة الأقاليم، وعدد من الشيوخ والعلماء الأفغان المقربين من الحركة.
بايع عدد كبير من أعضاء اللجان العليا بحركة طالبان، والولاة، وحكام المديريات، ومسئولي لجان الولايات وأعضائها، ووجهاء المناطق المختلفة، وأساتذة المدارس وشيوخها، وغيرهم من الشخصيات والوجهاء، بالسمع والطاعة للأمير حركة الجديد الملا أختر محمد منصور ونائبيه، أعلن الجميع ولاءهم للإمارة الإسلامية، واستمرار بذل كل ما في وسعهم في سبيل دعمها ومساندتها.
علي نهج الملا عمر
ونشرت حركة "طالبان أفغانستان"، عبر صفحتها الرسمية تسجيلاً صوتياً لزعيمها الجديد الملا أختر محمد منصور، ينعى فيها زعيم الحركة السابق، الملا عمر، ويدعو فيها جميع قيادات الحركة وفصائلها إلى التماسك والتوحد ونبذ التفرقة.
وأكّد زعيم طالبان الجديد، "المضي قدماً على الخطط، والتي رسمها الزعيم السابق، بغية تطبيق الشريعة الإسلامية في أفغانستان، والقضاء على الاحتلال".
وأُعلن الخميس اختيار الملا منصور قائدا جديدا لطالبان بعد تأكيد وفاة سلفه الملا عمر والذي قال في التسجيل الصوتي إن طالبان ستواصل الجهاد حتى إقامة حكم إسلامي في البلد.
وحدة طالبان
وأكّد الملا منصور، خلال الخطاب الذي ألقاه باللغة البشتوية المحلية، أنّ "قيادات الحركة جميعها موحدة، وتمضي نحو الهدف في ضوء تعليمات الزعيم الراحل"، والذي سمّاه بـ"أمير المؤمنين"، معتبراً في الوقت نفسه أنّ "الخلافات الداخلية بين قيادات وأعضاء الحركة ستصبّ في مصلحة الأعداء، وستفضي إلى تشتيت قوة الحركة"، لافتاً إلى أن "أعداء الحركة يعملون ليل نهار بغية وقوع الانشقاقات بعد وفاة مؤسسها الملا عمر".
وفي هذا السياق، حذّر الملا منصور "أتباعه وقيادات الحركة من الجهود التي تبذلها بعض الجهات لتمزيق صف طالبان"، مُشدداً على أنّه "سيبذل جهوداً حثيثة لإرضاء جميع قيادات وأعضاء الحركة، إن كان هناك من هو غير راضٍ بسبب الأحداث الأخيرة، والقضاء على جميع الخلافات في ضوء الشريعة الإسلامية".
رفض الاحتلال
وركز خطاب زعيم طالبان الجديد، والذي ألقاه، بحسب بيان "طالبان"، خلال حفل أقيم بهدف مبايعته من قبل أعضاء وقيادات الحركة، إلى جانب جمع كبير من علماء الدين؛ "على العمل الجهادي، بهدف إفشال مخططات العدو، وعدم الالتفات إلى ما يذيعه الأعداء من قوع الخلافات في صف الحركة".
ورفض الملا منصور خلال التسجيل محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية، واصفا إياها بأنها “حملات دعاية يقوم بها أعداؤنا.
و أضاف أيضا أن العدو يؤكد وجود عملية سلام، قائلا في السياق "كما تعلمون، أعداؤنا ينشرون الكثير من الدعاية"، وذلك في إشارة إلى الحكومة الأفغانية.
تطبيق الشريعة
وأكد الملا منصور بـ"عدم التنازل عن الهدف الأساسي للحركة وهو تطبيق الشريعة الإسلامية في أفغانستان ومحاربة المحتلين"، معتبراً أنّ "جميع خطط الأعداء باتت فاشلة لقمع العمل الجهادي الرامي إلى تطبيق شرع الله على أرضه".
ووعد الملا منصور أيضاً، بأن "جميع أعماله وأنشطة الحركة ستكون في ضوء الشريعة الإسلامية سواء أكان العمل الجهادي أم المحادثات مع أي جهة، والأهم هو توحيد صف الحركة والمضي قدماً نحو الهدف".
وألّح الملا منصور على وجود "حملة إعلامية ومؤامرات متشعبة ضد الحركة ووحدتها، وأن الأعداء يبذلون جهوداً كبيرة بهذا الشأن، ولكنها جميعها ستفشل كسابقاتها".
المشهد الأفغاني
يبدو ان خطاب الملا أختر منصور زعيم حركة طالبان الجديد، اراد ارسال رسائل الي الحكومة الافغانية والولايات المتحدة الأمريكية حول عملية السلام وابقاء القوات الاجنبية في البلاد، وكذلك خاطب رجال الدين والمتشددين في التأكيد على أهمية تطبيق الشريعة من أجل الصمود أمام نفوذ تنظيم الدولة "داعش" المتزايد في أفغانستان.. فهل سينجح الملا اختر منصور في الوصول بالحركة إلى وضع أفضل أم ستبقى الأوضاع في أفغانستان تسير في عملية كر وفر؟